توضيح السؤال :
احسان الهي ظهير یقول :
كان عليّ أحد المستشارين المقرّبين إليه، يشترك في قضايا الدولة وأمور الناس ، ويشير عليه بالأنفع والأصلح حسب فهمه ورأيه... لا يمنعه مانع ولا يعوقه عائق، يصلّي خلفه ويعمل بأوامره، ويقضي بقضاياه، ويستدلّ بأحكامه ويستند .
الجواب :
لتبیین حقيقة المسألة ، لابد ان ندرس الروايات التي تدل علی ان الامام علي عليه السلام صلّ خلف الخلفاء،بدقة.
الرواية الاولی :
1 . روي الطبرسي في الاحتجاج: وحضر المسجد وصلّي خلف أبي بكر .
الاحتجاج: 1/126، وعنه في بحار الأنوار 29/127 ح 27، مدينة المعاجز: 3/152.
اولاً : سند هذه الرواية مرسل ؛ لأن الطبرسي ینقل الرواية مباشرة و من دون ذكر الواسطة عن حماد بن عثمان عن الإمام الصادق عليه السلام ؛ الحال ان حماد بن عيسي توفي 190 هـ و الطبرسي توفي 548 هـ .
ثانيا : من الظاهر ان مصدر كلام الطبرسي ،رواية في تفسير القمي انه نقل عن ابیه ابراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن عثمان بن عيسي و حماد بن عيسي عن الامام الصادق عليه السلام. هذه الرواية و لو انها تواجه اشکال من حیث السند ؛ لکن حسب الدلالة تثبت شیئا آخر.
الرواية ذکرت فی تفسير القمي هکذا:
حضر المسجد ووقف خلف أبي بكر وصلّي لنفسه .
ثالثاً : فی نفس هذه الرواية ذکر ان ابابكر مع تشاور عمر أمر خالد بن الوليد ان یقتل عليا(ع) بالسیف فی ختم صلاته ؛ لکن ابابكر فی حين الصلاة ندم و قبل ختم الصلاة قال :
يا خالد لا تفعل ما أمرتك به .
و اهل السنة لا یستطیعون ان یلتزموا بمضمون هذه الرواية. لو ارادوا ان یثبتوا صلاة علی عليه السلام خلف الخلفاء ، لابد ان یقبلوا بأن الخلفاء من الارهابیّن ؛ لأنه لایمکن ان یلتزموا بمضمون فقرة من الرواية و لا یلتزموا بفقرة اخری منها ؛ لأنه فی هذه الصورة یکونوا مصداق « يؤمن ببعض و يكفر ببعض ».
و من الجدیر ان هذا المطلب یذکره السمعاني من علماء الکبار عند اهل السنة فی ترجمة الرواجني ، استاذ البخاري ایضا هکذا:
حديث أبي بكر رضي اللّه عنه : أنّه قال : «لا يفعل خالد ما أمر به. سألت الشريف عمر ابن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معني هذا الأثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليّاً ، ثم ندم بعد ذلك ، فنهي عن ذلك .
الرواية الثانیة :
وفي نوادر أحمد بن عيسي الأشعري عن عثمان بن عيسي ، عن سماعة ، قال : سألته عليه السلام عن مناكحتهم والصلاة معهم ؟ فقال : هذا أمر تمديد إن يستطيعوا ذاك ، قد أنكح رسول الله صلي الله عليه وآله ، وصلي علي عليه السلام وراءهم .
هذه الرواية منقولة بید الشيخ الحر العاملي رحمة الله عليه فی كتاب الوسائل ، فی باب استحباب حضور الجماعة خلف من لا يقتدي به، للتقية والقيام في الصف الأول معه .
يعني ذکره من باب التقية و فی زمان یخاف علی النفس ، المال و النوامیس ، من المستحب للمصلی الصلاة جماعة خلف من لا یجوز الصلاة خلفه .
و کذلک العلامة المجلسي رحمة الله عليه فی كتاب البحار ، نقل باب نكاح المشركين والكفّار والمخالفين والنصاب.
فهذه الرواية لا تصل اهل السنة الی مقاصدهم ؛ لأن فی التقية البحث عن الاكراه و الجبر و لو یجبر الانسان ، حتي یجوز له ان یعقد ابنته لكافر أو مشرك ؛ فضلا عن من یعتبر نفسه مسلما ظاهریاً و یصلی فی خمسة اوقات.
الرواية الثالثة:
روي الحميري عن جعفر ، عن أبيه قال : كان الحسن والحسين عليهم السلام يقرآن خلف الإمام .
و ذکر فی الوسائل ایضا هکذا :
عبد الله بن جعفر في (قرب الإسناد) عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه قال : كان الحسن والحسين عليهما السلام يقرآن خلف الامام .
المرحوم العلامة المجلسي فی تبيين كلمة « الامام » فی هذه الرواية :
«خلف الإمام» أي أئمة الجور الذين كانوا في زمانهما عليهما السلام ... .
المقصود من «الامام فی هذه الرواية ، هم ائمة الجور الذین لدیهم الحكومة . بلي ، الامام الحسن و الامام الحسين عليهما السلام یقفا خلفهم ؛ لکن لم یقتدوا و یصلون لانفسهم .
الحضور فی صلاة جماعتهم فی الأزمنة العادية مستحب مؤكد ؛ کما افتی به کثیر من العلماء و تؤیده الروايات ایضا. و فی زمان التقية الحضور فی صلاة جماعتهم من الواجبات ؛ البتة لو یتمکن لابد ان یصلی صلاته اولا فی بیته ثم یحضر صلاة جماعتهم و لو لم یتمکن ، یحضر صلاة الجماعة ؛ لکن یصلی لنفسه و لایسقط القراءة ... .
الشيعة وأهل البيت : 61.
تفسير القمي: 2/ 158، 159، تفسير نور الثقلين: 4/188.
الأنساب للسمعاني:3/95، ط. دار الجنان ـ بيروت و6/170، نشر محمد أمين دمج - بيروت - 1400 هـ
النوادر 129، وسائل الشيعة (آل البيت)، ج 8، ص 301، ح 10726.
وسائل الشيعة (آل البيت)، ج 8، ص 299.
بحار الأنوار، ج 100، ص 375.
قرب الاسناد ص 114، ح 7.
وسائل الشيعة (آل البيت)، ج 8، ص 366، وسائل الشيعة (الإسلامية)، ج 5، ص 430، جامع أحاديث الشيعة، ج 6، ص 503.
فریق الإجابة عن الشبهات
مؤسسة ولي عصر (عج)العلمیة
و من الله التوفیق