نسخة الموبایل
www.valiasr-aj .com
هل یمکن ان یشفع زائرالامام الحسین علیه السلام للمذنبین یوم القیامة ؟
رقم المطلب: 778 تاریخ النشر: 06 محرم 1440 - 18:33 عدد المشاهدة: 4301
الأسئلة و الأجوبة » الامام الحسین (ع)
هل یمکن ان یشفع زائرالامام الحسین علیه السلام للمذنبین یوم القیامة ؟

السؤال:

ابن قولويه فی کتاب کامل الزیارات یذکر روایة بسند الذیل هکذا: «حدثنى ابى رحمه الله و محمد بن الحسن و على بن الحسين جميعا عن سعد بن عبد الله عن محمد عيسى بن عبيد عن صفوان بن يحيى عن رجل عن سيف التمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: زائر الحسين عليه السلام مشفع يوم القيامة لمائة رجل كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان فى الدنيا من المسرفين.

سؤال: هل إسناد هذه الروایة مع وجود نقل روایة صفوان عن الشخص الذی لم یشخص ، عن سیف التمار صحیح ؟

سؤال: علی اساس اصول کلام الشیعة، هل یمکن قبول مضمون الروایة ام لا؟ مع جزیل الشکر

الجواب الاجمالی

فی الإجابة عن السؤال الاول لا بد ان نقول اسناد هذه الروایة صحیح لأنه و لو ان روایة یحیی بن صفوان نقلت عن «رجل» ؛ لکن یحیی من مشایخ الثقات الذی لم ینقل الا عن ثقة و هو ایضا من اصحاب الاجماع ؛ علاوة علی هذا مؤید هذا المطلب و صحته، کلام مؤلف الکتاب، یعنی جناب ابن قولویه القمی رحمه الله، فی مقدمة الکتاب.

و فی الإجابة عن السؤال الثانی لا بد ان نقول هذه الروایة لم تعارض عقائد الشیعة و اصول کلامها و بالتمام تطابق حکم العقل، آیات القرآنیة و الروایات العدیدة ؛ علاوة علی هذا لم تعارض عقائد اهل السنة ایضا .

الجواب التفصیلی

الجواب التفصیلی ل السؤال الأول

کان السؤال الأول عن صحة سند هذه الروایة و سألتم ان صفوان بن یحیی انه نقل هذه الروایة عن «رجل» و مع الالتفات الی ان اسم هذا الراوی مجهول و لم یشخص ، هل هذا الإسناد صحیح ام لا ؟

فی الإجابة علینا ان نقول إسناد هذه الروایة صحیح ؛ بل من احسن الأسانید و ما ذکر فی سنده، «عن رجل» ، لم یضر بصحته ؛ لأن إسنادها هکذا :

«حدثنى ابى رحمه الله و محمد بن الحسن، و على بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى عن رجل عن سيف التمار، عن ابى عبد الله عليه السلام.»

فی سلسلة هذا السند، توجد ثمانیة طبقة من الرواة. طبقة­ شیوخ ابن قولویه، تشمل ثلاثة اشخاص ؛ یعنی هؤلاء الثلاث ، کلهم، سمعوا هذا الخبر عن سعد بن عبدالله و نقلوا ل ابن قولویه. فی هذه الصورة لو کان احدا من هؤلاء الثلاثة ثقة ، یکفی فی صحة الروایة.  الحال ان اثنین منهم من الثقات و ل الشخص الثالث ایضا ، مدح و بناء علی اصول الرجال عند الحلة، یکون ثقة. هؤلاء الثلاث بهذا الشرح :

1. محمد بن الحسن

هو الشیخ ابن قولویه، محمد بن الحسن بن الولید القمی من الموثقین و اکبر رواة الشیعة . حسب رأی رجال الشیعة، هو شخص ثقة و من المعتمدین. الرجالی الکبیر ، المرحوم النجاشی رحمه الله، یذکره بعنوان الشیخ، الفقیه و وجه القمیین هکذا :

«محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد أبو جعفر شيخ القميين و فقيههم و متقدمهم و وجههم و يقال: إنه نزيل قم و ما كان أصله منها. ثقة ثقة عين مسكون إليه.»

النجاشي، احمد بن على، رجال النجاشی، قم، الطبعة السادسة، 1365 ش، ص 383.

المرحوم الشیخ الطوسی رحمه الله ایضا یقول فیه هکذا :

«6273 - 23 - محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد: القمي جليل القدر بصير بالفقه ثقة.»

الطوسى، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، الطبعة الثالثة، 1373 ش، ص 439.

2. علی بن الحسین

هو علی بن الحسین بن بابویة من کبار رواة الشیعة الذی صرحوا الرجالیون انه ثقة. النجاشی یقول فیه هکذا:

«684 - علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن شيخ القميين في عصره و متقدمهم و فقيههم و ثقتهم... .»

النجاشي، احمد بن على، رجال النجاشی، قم، الطبعة السادسة، 1365 ش، ص 261.

الشیخ الطوسی رحمه الله ایضا یقول فی الفهرست ایضا هکذا:

«393 - علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمة الله عليه كان فقيها جليلا ثقة و له كتب كثيرة ... .»

الطوسى، محمد بن الحسن، فهرست كتب الشيعة و أصولهم و أسماء المصنّفين و أصحاب الأصول (للطوسي) ( ط - الحديثة) - قم، الطبعة: الاولی، 1420 ق، ص 273.

3.والد ابن قولویة: محمد بن قولویة

هو والد الشیخِ جعفر بن قولویه و قیل فیه انه من خیار اصحاب سعد بن عبد الله.

النجاشی یقول فیه هکذا :

«318 جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه ... و كان أبوه يلقب مسلمة من خيار أصحاب سعد ... .»

النجاشي، احمد بن على، رجال النجاشی، قم، الطبعة السادسة، 1365 ش، ص 123.

العلامة­ الحلی ایضا فی رجاله، یحمده مثل النجاشی و یقول :

«جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه يكنى أبا القاسم، و كان أبوه يلقب مسلمة بفتح الميم و سكون السين و فتح اللام و الميم أيضا و التاء من خيار أصحاب سعد ... .»

العلامه الحلى، حسن بن يوسف بن مطهر، رجال العلامة الحلي - نجف اشرف، الطبعة: الثانیة، 1411 ق، ص 31.

البتة کونه من خیار اصحاب سعد بن عبد الله ، له دلالة علی ان محمد بن قولویة امامی ، لکن لم یصرح ب التوثیق ؛ لکن هذا المطلب لم یجعل الروایة «حسنة» ؛ لأن جعفر بن محمد بن قولویة، نقل هذه الروایة عن ثلاثة اشخاص و الراویین، ثقة.

بعد وضوح انه لیس فی هذه الطبقة من الروایة مشکلة ، بل حسب جلالة الراوی ، هذه الطبقة جیدة جدا و حسنة ، نتعرض لدراسة الرواة الأخر لهذا السند :

4 . سعد بن عبد الله

هو من اجلاء رجال الشیعة الذی علاوة علی نقل الروایات العدیدة من مشایخ الشیعة، سافر عدیدا و نقل الروایات العدیدة من موثقی اهل السنة ایضا. علماء الرجال من الشیعة مثل النجاشی، وثقوه ایضا:

«467 سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي أبو القاسم شيخ هذه الطائفة و فقيهها و وجهها. كان سمع من حديث العامة شيئا كثيرا، و سافر في طلب الحديث، لقي من وجوههم الحسن بن عرفة و محمد بن عبد الملك الدقيقي و أبا حاتم الرازي و ... .»

النجاشي، احمد بن على، رجال النجاشی، قم، الطبعة السادسة، 1365 ش، ص 177.

الشیخ الطوسی رحمه الله ایضا یمدحه هکذا :

«316 - سعد بن عبد الله القمي يكنى أبا القاسم جليل القدر واسع الأخبار كثير التصانيف ثقة.»

الطوسى، محمد بن الحسن، فهرست كتب الشيعة و أصولهم و أسماء المصنّفين و أصحاب الأصول (للطوسي) ( ط - الحديثة) - قم، الطبعة: الاولی، 1420 ق، ص 215.

5. محمد عيسى بن عبيد

هو ایضا من الکبار، و الاجلاء و الثقات من الاصحاب و الرواة عند الشیعة. علی سبیل المثال ، المرحوم النجاشی رحمه الله یقول فیه هکذا :

«896 - محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى مولى أسد بن خزيمة أبو جعفر جليل في (من) أصحابنا ثقة عين كثير الرواية حسن التصانيف روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام مكاتبة و مشافهة.»

النجاشي، احمد بن على، رجال النجاشی، قم، الطبعة السادسة، 1365 ش، ص 333.

6. صفوان بن یحیی البجلی

هو من الکبار و الثقات عند الشیعة الذی هو غنی عن التوثیق و التعریف. یکفی فی جلالته انه من اصحاب الاجماع الذی­ علماء الشیعة کلهم مجمع علی صحة روایاته و هو من مشایخ الثقات الذی لا یروی الا عن ثقة. علی سبیل المثال المرحوم النجاشی یقول فیه هکذا :

«524 - صفوان بن يحيى أبو محمد البجلي بياع السابري كوفي ثقة ثقة عين. روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام و روى هو عن الرضا عليه السلام و كانت له عنده منزلة شريفة.»

النجاشي، احمد بن على، رجال النجاشی، قم، الطبعة السادسة، 1365 ش، ص 197.

7. رجل

هذا الراوی، هو الراوی الوحید لهذا السند الذی من المجاهیل. لکن هذه المسالة لم توجب الجرح فی صحة هذه الروایة ؛ لأنه:

اولا: کما مر آنفا، الذی نقل الروایة عن هذا الراوی ، هو صفوان بن یحیی و صفوان رحمه الله من مشایخ الثقات ؛ یعنی هو من الذین حسب معتقد علماء الشیعة لم ینقل الا عن ثقة و لهذا فی کل موضع نقلته هذه المشایخ، روایة بصورة مرسلة ، حسب المتیقن انهم لم ینقلوا الا عن الثقات ، یتبین ان هذا الشخص المجهول ایضا ثقة. المرحوم الشیخ الطوسی یقول هنا هکذا :

«... سوت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبي عمير و صفوان بن يحيى و أحمد بن محمد بن أبي نصر و غيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون و لا يرسلون‏ إلا عمن‏ يوثق به و بين ما أسنده غيرهم، و لذلك عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية غيرهم.»

الطوسى، محمد بن حسن، العُدة في أصول الفقه - قم، الطبعة: الاولی، 1417 ق، النص، ج 1، ص 154.

ثانیا: صفوان بن یحیی من اصحاب الاجماع ایضا الذی علماء الشیعة کلهم علی هذا الاجماع انه ما ینقلون هؤلاء ، صحیح و لهذا کثیر من علماء الشیعة، یعتقدون انه اذا وصل السند الی اصحاب الاجماع ، فلا حاجة الی الدراسة بعد ؛ لأن هؤلاء لم ینقلون الا الروایة الصحیحة. بناء علی هذا ، هنا ایضا ؛ تصبح الروایة صحیحة ؛ لأنه و لو ان «الرجل» فی هذه الروایة مجهول لکن صفوان بن یحیی، فقط یروی الروایات الصحیحة ، بناء علی هذا فی هذا الموضع الذی نقل الروایة عن «رجل» ، یعلم ان هذه الروایة صحیحة و لم یکن شک فی صحتها. المرحوم الکشی رحمه الله یقول هنا هکذا :

«1050- أَجْمَعَ أَصْحَابُنَا عَلَى‏ تَصْحِيحِ‏ مَا يَصِحُ‏ عَنْ هَؤُلَاءِ وَ تَصْدِيقِهِمْ، وَ أَقَرُّوا لَهُمْ بِالْفِقْهِ وَ الْعِلْمِ: وَ هُمْ سِتَّةُ نَفَرٍ آخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله علیه السلام، منهم يونس بن عبد الرحمن و صفوان بن يحيى بياع السابري و محمد بن أبي عمير و عبد الله بن المغيرة و الحسن بن محبوب و أحمد بن محمد بن أبي نصر ... و أفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن و صفوان بن يحيى.»

الكشى، محمد بن عمر، رجال الكشي - إختيار معرفة الرجال، مشهد، الطبعة الاولی، 1409 ق، النص، ص 556.

ثالثا: تایید ذلک الدلیلین ان المرحوم ابن قولویة القمی رحمه الله فی مقدمة کتابه الشریف و هو کامل الزیارات یصرح بأنه فی کتابه ینقل الروایات التی رواتها ثقة فقط و احترز عن روایات الرواة الشاذ و المتروکة :

«... قد علمنا أنا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى و لا في غيره لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته و لا أخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث و العلم.»

ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات - نجف اشرف، الطبعة : الاولی، 1356ش، ص 4، مقدمة­ المولف.

کما هو واضح ، علی اساس هذا النص ، یصرح ابن قولویه انه لم یروی عن الرواة الشاذ و النادر روایة و فقط ذکر نقل افراد الثقة و الشهیرة. لهذا الدلیل بعض من کبار الشیعة، یعتبرون هذه المقالة من المرحوم ابن قولویة ، دلیل علی وثاقة رواة کتابه و یعتبرونهم کلهم ثقات. ب بیان آخر ، یحسبون هذا المطلب من التوثیقات العامة.

8. سیف التمار

هو ایضا من الرواة الثقة و معتمدی الشیعة ؛ علاوة علی هذا نقل صفوان الروایة عنه و حسب ان صفوان من مشایخ الثقات و لم ینقل الا عن الثقات ، ف سیف ایضا ثقة. المرحوم النجاشی، یقول فی ­سیف هکذا :

«505- سيف بن سليمان التمار أبو الحسن كوفي روى عن أبي عبد الله عليه السلام ثقة.»                   

النجاشي، احمد بن على، رجال النجاشی، قم، الطبعة السادسة، 1365 ش، ص 190.

یقول ابن داود الحلی ایضا فیه هکذا :

«738- سيف‏ بن‏ سليمان‏ التمار ... أبو الحسن كوفي ثقة.»

الحلي، حسن بن عليّ بن داود، الرجال (لابن داود) - تهران، الطبعة: الاولی، 1342 ش، ص 181 – 182.

خلاصة البحث

علی اساس ما مرّ الی الآن ، تبین ان سند هذه الروایة صحیح و لم یرد فیه اشکال.

الجواب التفصیلی ل السوال الثانی

السوال الثانی هل هذه الروایة تعارض الاصول الکلامیة ل الشیعه ام لا؟

یمکن لهذا السؤال بنفسه جهتین : منها انه هل یمکن الذی وجب علیه العذاب ، فی اثر الشفاعة  ینجوا و السوال الثانی هو انه ، هل فقط النبی و الأئمة علیهم السلام یشفعون أم اشخاص أخر مثل زائر الامام الحسین علیه السلام ایضا یستطیعون الشفاعة ؟ فی الادامة نتعرض ل الجواب التفصیلی لهذین السؤالین .

الجواب التفصیلی ل السؤال الاول: هل یمکن الذی وجب علیه العذاب ، فی اثر الشفاعة  ینجوا ؟

فی الإجابة لا بد ان نقول هذه الروایة لم تعارض اصول کلام الشیعة و حتی اهل السنة اصلا، فی الادامة لأجل التوضیح نذکر کم دلیل .

الدلیل الاول: امعان النظر فی معنی الشفاعة و أن الشفاعة رحمة ل إنقاذ الناس من العذاب

اذا امعنا النظر قلیلا لوجدنا ان الشفاعة نوع من الرحمة و اللطف الخاص من جانب رب المتعال حتی انه حسبها یعطی النبی الأکرم صلی الله علیه و آله، الأئمة المعصومین علیهم السلام، انبیاء الله علیهم السلام، بعض عباد الله الصالحین و بعض المؤمنین لمعیة المذنبین و نجاتهم من نار جهنم و عذاب الله. المفسر الکبیر عند الشیعة المرحوم الطبرسی فی تفسیره مجمع البیان یعرف الشفاعة هکذا :

«أصل الشفاعة من الشفع الذي هو ضد الوتر فإن الرجل إذا شفع بصاحبه فقد شفعه أي صار ثانيه ... و اختلفت الأمة في كيفية شفاعة النبي صلی الله علیه و آله يوم القيامة فقالت المعتزلة و من تابعهم: يشفع لأهل الجنة ليزيد الله درجاتهم و قال غيرهم من فرق الأمة: بل يشفع لمذنبي الأمة ممن ارتضى الله دينهم ليسقط عقابهم بشفاعته.»

فضل بن حسن الطبرسی، مجمع البيان فى تفسير القرآن، تحقیق: محمد جواد بلاغی، الطبعة الثالثة، طهران، ناصر خسرو، 1373، ج ‏3، ص 129.

هو یقول فی موضع آخر هکذا :

«و هي ثابتة عندنا للنبي صلی الله علیه و آله و لأصحابه المنتجبين و الأئمة من أهل بيته الطاهرين علیهم السلام و الصالحي المؤمنين و ينجي الله تعالى بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين و يؤيده الخبر الذي تلقته الأمة بالقبول و هو قوله:‏ ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي‏.»

فضل بن حسن الطبرسی، مجمع البيان فى تفسير القرآن، تحقیق: محمد جواد البلاغی، الطبعة الثالثة، طهران، ناصر خسرو، 1373، ج ‏1 ، ص 223.    

کما هو مبین ، المرحوم الطبرسی، یعتبر الشفاعة رحمة و علی اساسه بعض من مذنبی الامة ، یشفع لهم و یقعون مورد العفو و السماح. بناء علی هذا الشفاعة هی نوع من اللطف و الرحمة الخاصة من جانب الرب المتعال التی بها ینجوا بعض المسلمین المذنبین من العذاب. البتة هذا الرأی لم یختص ب المرحوم الطبرسی و هو رأی کبار علماء الشیعة ایضا الذی یتبین بمراجعة بسیطة ؛ بل رأی اکثر اتباع مذاهب اهل السنة ایضا هکذا. فی هذا المجال فقط، رأی المعتزلة و الخوارج یختلف مع رأی الشیعة و اهل السنة ، الذین اضمحلوا و ما لهم اتباع الآن. علی سبیل المثال، القرطبی من مفسری اهل السنة ، الشهیر یقول :

«أصل الشفاعة والشفعة ونحوها من الشفع و هو الزوج في العدد و منه الشفيع لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا ... فالشفاعة إذا ضم غيرك إلى جاهك و وسيلتك فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع و إيصال المنفعة إلى المشفوع له.»

الجامع لأحكام القرآن، اسم المؤلف:  أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفی: 671 ، دار النشر: دار الشعب – القاهرة، ج 5، ص 295.

القرطبی فی موضع آخر ینقل عن القاضی عیاض هکذا :

«... الثالثة في قوم من موحدي أمته استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع فيهم نبينا صلى الله عليه و سلم و من شاء الله أن يشفع ويدخلون الجنة. ... الرابعة فيمن دخل النار من المذنبين فيخرجون بشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والملائكة وإخوانهم المؤمنين.»

الجامع لأحكام القرآن، اسم المؤلف:  أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفی: 671، دار النشر: دار الشعب - القاهرة تفسير، ج 10، ص 310.

الی الآن تبین ان الشفاعة حسب رأی الشیعة و اهل السنة، هی نوع من الرحمة و اللطف الخاص التی حسبها المشفع، ینجی المذنب من العذاب. فعندما تکون الشفاعة رحمة خاصة و تختص بالله و تکون هی وسیلة لنجاة الناس من العذاب ، فلا فرق ان الذی یشفع له ، له ذنوب صغیرة أم کبیرة التی یستحق منها العذاب. فی کلا الحالتین ، یمکن ان تشمل هذه الرحمة الالهیة الناس و الا حسب قواعد علم الکلام، الشخص ما دام لم یتب من ذنبه الصغیر او الکبیر ، یعذب بمقدار ما یستحقه بواسطة ذنوبه و الشفاعة وسیلة ­التی جعلها الله لینجی بها الناس من العذاب. من جانب آخر ، لابد من الالتفات الی ان رحمة الله حسب قول القرآن الکریم، واسعة و لو اراد الله ، یستطیع ان یسمح لکل مذنب ب الشفاعة .

القرآن الکریم ایضا له تصریح بهذا المطلب ان­ المخلوقات کلها مِلک لله و مطیعوه و الله سبحانه یستطیع فی مواجهة مخلوقاته ، ان یواجه کیفما یشاء و یغفر لمن یشاء و یعذب من یشاء و هذا الغفران ، یمکن ان یکون بلطف و رحمة منه ب اسم الشفاعة و یمکن ان یکون بصورة اخری. علی سبیل المثال نشیر الی بعض الآیات القرآنیة فی هذا المجال :

«وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحيمٌ.» (آل عمران/129)

أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ (المائدة/40)

کما یحصل من الآیة­ الثانیة ، الله تعالی بعد ما یقول : يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ  ، یقول : وَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَديرٌ  و هذا المطلب بنفسه یشیر الی الاستدلال المذکور آنفا بأن الله مالک الملک و العباد و لم یوجد مانع بأن یغفر لمن بذنوبه یستحق العقاب ، لأجل کرمه و لطفه، بواسطة الشفاعة او غیرها .

الدلیل الثانی: دلالة الآیات القرآنیة

الله تعالی فی القرآن الکریم، یصرح بأنه لا یغفر ان یشرک به و یغفر ما دون ذلک لمن یشاء . القرآن فی هذا المجال یقول :

«إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى‏ إِثْماً عَظيماً» (النساء/48)

«إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعيداً» (النساء/116)

«قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ.» (الزمر/53)

کما یتبین من الآیات ، یستطیع الله تعالی ان یغفر الذنوب کلها ما عدی الشرک ، سواء الکبیرة منها و الصغیرة و بناء علی هذا اما ان تکون هذه الذنوب مثل القتل التی توجب العذاب و اما الذنوب الأخر ، یمکن ان یغفرها و هذا الغفران اما بسبب التوبة فی هذه الدنیا و اما بسبب­ الاعمال الصالحة و اما بسبب اللطف و الرحمة الخاصة من الله و بواسطة ­الشفاعة.

البتة من الواضح ان هذه الآیة لم تکن فی مقام بیان توبة­ المشرکین و الا لو یتوب المشرک و یؤمن ، لأمکن غفران شرکه السابق ؛ بل مراد هذه الآیة ، المشرکین الذین لم یتوبوا الی اخر عمرهم و ابقوا علی شرکهم و توفوا بهذه الحالة المؤسفة و لم یتوبوا. الآیة­ الثالثة التی تتحدث عن غفران الذنوب کلها ، تبین هذا المطلب انه حتی الشخص الذی هو مشرک ایضا ، لابد ان لا ییأس من روح الله و لو تاب لغفر له .

مفسرون کثیرون من الشیعة و اهل السنة، یصرحون بهذا المطلب انه یمکن غفران الذنوب کلها ما عدی الشرک ففی الادامة نشیر الی نصوص بعضهم .

المرحوم العلامة الطباطبایی رحمه الله فی تفسیر المیزان یقول :

«مغفرته سبحانه و عدم مغفرته لا يقع شي‏ء منهما وقوعا جزافيا بل على وفق الحكمة، و هو العزيز الحكيم، فأما عدم مغفرته للشرك فإن الخلقة إنما تثبت على ما فيها من الرحمة على أساس العبودية و الربوبية، قال تعالى: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ: «الذاريات: 56»، و لا عبودية مع شرك، و أما مغفرته لسائر المعاصي و الذنوب التي دون الشرك فلشفاعة من جعل له الشفاعة من الأنبياء و الأولياء و الملائكة و الأعمال الصالحة ... فمعنى الآية أنه تعالى لا يغفر الشرك من كافر و لا مشرك، و يغفر سائر الذنوب دون الشرك بشفاعة شافع من عباده أو عمل صالح.»

العلامة­ الطباطبایی، المیزان فی تفسیر القرآن، الطبعة الخامسة، قم، انتشارات جامعه­ المدرسین ل الحوزه­ العلمیه­ فی قم، 1417 ق، ج 4، ص 371.

الطبری من المفسرین الکبار عند اهل السنة ایضا ، یقول فی ذیل هذه الآیة­ المبارکة هکذا :

«إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ يعني بذلك جل ثناؤه: يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم، و إن الله لا يغفر أن يشرك به، فإن الله لا يغفر الشرك به و الكفر، و يغفر ما دون ذلك الشرك لمن يشاء من أهل الذنوب و الآثام.»

محمد بن جریر الطبری، جامع البیان فی تفسیر القرآن (تفسیر الطبری)، الطبعة الاولی، بیروت، دار المعرفة، 1412 ق، ج 5، ص 80.

الآلوسی ایضا فی تفسیره ذیل هذه الآیة الشریفة یقول :

«وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ: ... (ذلك) إشارة إلى الشرك، و فيه إيذان ببعد درجته في القبح أي يغفر ما دونه من المعاصي و إن عظمت و كانت كرمل عالج، و لم يتب عنها تفضلا من لدنه و إحسانا.»

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج 5 ص 52 ، اسم المؤلف:  العلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي المتوفی: 1270هـ ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت.

خلاصة­ هذا الدلیل ان الله یقول یغفر الذنوب کلها الا الشرک ، فیمکن غفران المذنب ، سواء هذا الذنب ، یوجب الدخول فی النار أم لا ؛ من المهم انه دون الشرک و من جانب انه احدی الطرق لغفران هذه الذنوب ، هی الشفاعة .

الدلیل الثالث: ذکر فی موارد عدیدة امکان غفران الذی یجب علیه العذاب

لو راجع احد روایات الشیعة و اهل السنة : یجد المذنب الذی یجب علیه العذاب و ینجوا بواسطة الشفاعة، و هذا لا یختص ب زائر الامام الحسین علیه السلام و فی موارد اخر ایضا ، استعمل هذا التعبیر ؛ علی سبیل المثال قیل ان لقارئ القرآن، ان یشفع لعشرة من اهله الذین اوجب علیهم العذاب. من الجدیر انه فی بعض الروایات عند الشیعة و اهل السنة ، ذکر هکذا :

«وَ مِنْهُ [ثواب الاعمال] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سَخْتَوَيْهِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏: مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْعِيدِ سِتَّ رَكَعَاتٍ إِلَّا شُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ كُلِّهِمْ وَ إِنْ كَانُوا قَدْ وَجَبَتْ‏ لَهُمُ‏ النَّارُ قَالُوا وَ لِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ- قَالَ لِأَنَّ الْمُحْسِنَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الشَّفَاعَةِ إِنَّمَا الشَّفَاعَةُ لِكُلِّ هَالِكٍ.»

المجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، بحار الأنوار (ط - بيروت)، بيروت، الطبعة: الثانیة، 1403 ق، ج 88، ص 131 و الشيخ حر العاملى، محمد بن حسن، وسائل الشيعة - قم، الطبعة: الاولی، 1409 ق، ج 8، ص 87 و ابن بابويه، محمد بن على، ثواب الأعمال و عقاب الأعمال - قم، الطبعة: الثانیة، 1406 ق، النص، ص 77.

کما هو واضح ، النبی صلی الله علیه و آله فی هذه الروایة، یعرّف الشفاعة لطف و رحمة التی جعلت تنجی من هو من الخاسرین و من هو مستوجب العذاب و الا الانسان الصالح ، حسب اعماله الصالحة ینجوا من سیئاتها. و فی هذه الروایة ایضا ، رسول الله صلی الله علیه و آله، یقول ما من عَبْدٍ يُصَلِّي لَيْلَةَ الْعِيدِ سِتَّ رَكَعَاتٍ إِلَّا شُفِّعَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ كُلِّهِمْ وَ إِنْ كَانُوا قَدْ وَجَبَتْ‏ لَهُمُ‏ النَّارُ.

فی روایة اخری ، فی تفسیر علی بن ابراهیم القمی رحمه الله، ذکر هکذا :

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُكَبِّرِ قَالَ‏ دَخَلَ مَوْلًى لِامْرَأَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع يُقَالُ لَهُ: أَبُو أَيْمَنَ، فَقَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ يغرونَ النَّاسَ وَ يَقُولُون: شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ «شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ». فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ ع حَتَّى تَرَبَّدَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَبَا أَيْمَنَ أَ غَرَّكَ أَنْ عَفَّ بَطْنُكَ وَ فَرْجُكَ- أَمَا لَوْ قَدْ رَأَيْتَ أَفْزَاعَ الْقِيَامَةِ لَقَدِ احْتَجْتَ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ ص وَيْلَكَ فَهَلْ يَشْفَعُ إِلَّا لِمَنْ وَجَبَتْ‏ لَهُ‏ النَّارُ ثُمَّ قَالَ: مَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ إِلَّا وَ هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ ص يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ ص الشَّفَاعَةَ فِي أُمَّتِهِ- وَ لَنَا الشَّفَاعَةَ فِي شِيعَتِنَا وَ لِشِيعَتِنَا الشَّفَاعَةَ فِي أَهَالِيهِمْ- ثُمَّ قَالَ: وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ حَتَّى لِخَادِمِهِ وَ يَقُولُ: يَا رَبِّ حَقُّ خِدْمَتِي كَانَ يَقِينِي الْحَرَّ وَ الْبَرْد.»

القمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، تحقیق: موسوی الجزائری، دار الکتاب، قم، الطبعة الثالثة ، 1404 ق، ج ‏2، ص 202.

من اللازم هنا توضیح ثمة نکت فی هذه الروایة :

1.     هذه الروایة حسب السند، معتبرة و علی اساس اصول الرجال عند بعض من العلماء «صحیحة» و علی اساس اصول اخر لبعض «حسنة» و فی کلا الصورتین معتبرة ؛ لأن علی بن ابراهیم ثقة و والده علی اساس رأی بعض ثقة (فی هذه الصورة روایة تکون صحیحة) و علی اساس رأی بعض آخر ، لم یکن له توثیق صریح لکن له مدح (حسب هذه تکون الروایة حسنة) و ابن ابی عمیر من اصحاب الاجماع و مشایخ الثقات الذی لم ینقل الا عن ثقة و لهذا الدلیل، الرواة التی مقدم علی هؤلاء، لم یحتاجوا الی الدراسة و بناء علی هذا ، سند هذه الروایة معتبر.

2.     فی هذه الروایة ایضا مثل الروایة السابقة ، الامام محمد الباقر علیه السلام، یقول انه یمکن الشفاعة عن الذین هم مستوجب النار . علاوة علی انه فی هذه الروایة، الامام یصرح ان ل الشیعة کلهم الشفاعة ل اهلهم و ذویهم ؛ بناء علی هذا هذه الروایة ایضا ، تبین الذی هو مستوجب النار ، یشفع له ، و هذا امر ممکن و جزء من معارف الدین.

کما مرّ سالفا، هذه الروایات لم تختص ب الشیعة و توجد فی روایات اهل السنة ایضا انه یمکن الشفاعة عن الذی هو مستوجب النار و العذاب ، و المومن یستطیع ان یشفع للذین هم مستوجبوا النار. علی سبیل المثال نبین بعض من الروایات .

ابن ماجه فی سننه، الذی هو من الکتب الستة ل­ اهل السنة ، نقل هکذا :

«216- حدثنا عَمْرُو بن عُثْمَانَ بن سَعِيدِ بن كَثِيرِ بن دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ ثنا محمد بن حَرْبٍ عن أبي عُمَرَ عن كَثِيرِ بن زَاذَانَ عن عَاصِمِ بن حمزة عن عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ الله الْجَنَّةَ وَشَفَّعَهُ في عَشَرَةٍ من أَهْلِ بَيْتِهِ كلهم قد استوجب النَّارَ

سنن ابن ماجه ، اسم المؤلف: محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني المتوفی: 275، دار الفكر، بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ج 1، ص 78.

هذه الروایة مع یسیر من الإختلاف ، ذکرت فی سنن الترمذی ایضا:

«حدثنا عَلِيُّ بن حُجْرٍ أخبرنا حَفْصُ بن سُلَيْمَانَ عن كَثِيرِ بن زَاذَانَ عن عَاصِمِ بن ضَمْرَةَ عن عَلِيِّ بن أبي طَالِبٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من قَرَأَ الْقُرْآنَ وَاسْتَظْهَرَهُ فَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ أَدْخَلَهُ الله بِهِ الْجَنَّةَ وَشَفَّعَهُ في عَشْرَةٍ من أَهْلِ بَيْتِهِ كلهم وَجَبَتْ له النَّارُ.»

الجامع الصحيح سنن الترمذي، اسم المؤلف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي المتوفی: 279، دار النشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت،تحقيق: أحمد محمد شاكر و آخرون، ج 5، ص 171.

ذکر هذه الروایة علاوة علی هؤلاء ، احمد بن حنبل، امام مذهب الحنابلة ایضا، فی موضعین من مسنده .

مسند الإمام أحمد بن حنبل، اسم المؤلف:  أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، المتوفی: 241، دار النشر: مؤسسة قرطبة – مصر، ج 1، ص 148، ح 1267 و ص 149، ح 1277.

ذکروا ایضا هذه الروایة ، کثیر من علماء اهل السنة، مثل ابی یعلی فی مسنده ، البیهقی فی شعب الایمان، الآجری فی الشریعة، الطبرانی فی المعجم الاوسط و ... ، بعض من علماء اهل السنة مثل الخطیب البغدادی فی تاریخ بغداد، نقل هذه الروایة عن عائشة . وکذلک البیهقی فی شعب الایمان نقل هذه الروایة عن جابر عن النبی صلی الله علیه و آله.

من المطالب المهمة هنا ان ابن حبان فی صحیحه، ینقل عن ابی حاتم هکذا :

«قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْفَرْقُ بَيْنَ الْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ أَنَّ الْعَفْوَ قَدْ يَكُونُ مِنَ الرَّبِّ جَلَّ وَعَلا لَمْنِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ مِنْ عِبَادِهِ قَبْلَ تَعْذِيبِهِ إِيَّاهُمْ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ بَعْدَ تَعْذِيبِهِ إِيَّاهُمُ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ ثُمَّ يَتَفَضَّلُ عَلَيْهِمْ جَلَّ وَعَلا بِالْعَفْوِ إِمَّا مِنْ حَيْثُ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ وَإِمَّا بِشَفَاعَةِ شَافِعٍ وَالْغُفْرَانُ هُوَ الرِّضَا نَفْسُهُ وَلا يَكُونُ الْغُفْرَانُ.»

صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، اسم المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، المتوفی: 354، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1414ق – 1993 م، الطبعة: الثانية، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، ج 4، ص 562.

خلاصة­ الدلیل الثالث:

لو راجع احد روایات الشیعة و اهل السنة : یجد المذنب الذی یجب علیه العذاب و ینجوا بواسطة الشفاعة، و هذا لا یختص ب زائر الامام الحسین علیه السلام و فی موارد اخر ایضا ، استعمل هذا التعبیر ، انه شخص لأجل عمله الصالح ، یستطیع ان یشفع للذین هم مستوجبوا العذاب .

الدلیل الرابع: معنی حتمیة العذاب

بعد ما تبین ان الروایات و ایضا کلمات العلماء من الشیعة و اهل السنة، لها دلالة علی ان الشفاعة لطف من الله تعالی ،اجازها لبعض حتی ان ینجی الذین هم مستوجبوا العذاب ، یطرح هذا السؤال انه فما المراد من حتمیة العذاب فی حق هؤلاء الذین نجوا بالشفاعة ؟

فی الإجابة لابد ان نقول المراد هو ان ذنوب هؤلاء و اعمالهم تستحق لهم العذاب. علی سبیل المثال لو شهد شاهد بشهادة باطلة ضد شخص أو یحلف باطلا و بهذه الشهادة أو الحلف، یضیع حقه ، علی اساس الروایات، العذاب و النار فی حقه حتمی. حینئذ یقال ان «المقتضی» یعنی المجال لتعذیب هذا الشخص موجود ؛ لکن هذا منفردا ،لم یوجب ان هذا الشخص یوم القیامة یدخل النار و یعذب ؛ بل هذا الشخص ، لو یتوب و یجبر حق الشخص المظلوم و یجلب رضایته ،فی هذه الصورة لم یعذب و حسب الاصطلاح قیل انه یوجد «مانع» من العذاب. فی موضع البحث هنا ایضا هکذا و بعض الاشخاص مع ارتکابهم الذنوب الکبار فی هذه الحیاة الدنیا ، یستحقون عذاب الله و ناره و حسب الاصطلاح یوجد فیهم مقتضی العذاب لکن فی بعض هذه الاشخاص ، لم یوجد مانع من تعذیبهم یوم القیامة و یقعون فی جهنم و بعض آخر ، علی اثر العفو و التسامح من الله تعالی أو شفاعة الرسول صلی الله علیه و آله، الائمة علیهم السلام، عباد الله الصالحین و بعض المومنین مثل زائر الامام الحسین علیه السلام، یقعون مورد الشفاعة و ینجون و حسب الاصطلاح یوجد مانع من عذابهم. بناء علی هذا وجود «المقتضی»، منفردا ، لم یسبب ان یقع حادثا و یقع الحادث حینما لم یوجد «مانع» ایضا. بناء علی هذا الشفاعة فی المانعیة ک التوبة التی ترفع العذاب الحتمی. بعد تبیین معنی حتمیة العذاب و الشفاعة، حسب اصولها ، فلم یبق اشکال فی البین.

نکتة­ مهمة

کما مرّ سابقا ، العقیدة بنجاة بعض الاشخاص الذین استحقوا العذاب و النار ، مع انها لم تنافی اصول عقائد الشیعة بل هی لم تخالف اصول اهل السنة ایضا و فی روایات هذه الفرقة و رأی علمائهم ، تصریح بأن الشفاعة، تنجی بعض من وجب علیهم العذاب. فی هذا البین فریقین من الخوارج و المعتزلة فقط لم یعتقدوا هکذا و کلاهما اضمحلا و لا یوجد لهما اتباع الآن و بناء علی هذا ، عامة اهل السنة حالیا ، یعتقدون بهذا الاعتقاد ایضا. علی سبیل المثال القرطبی ینقل فی تفسیره عن القاضی عیاض هکذا :

«قال القاضي أبو الفضل عياض: شفاعات نبينا صلى الله عليه وسلم يوم القيامة خمس شفاعات: العامة والثانية في إدخال قوم الجنة دون حساب الثالثة في قوم من موحدي أمته استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله أن يشفع ويدخلون الجنة وهذه الشفاعة هي التي أنكرتها المبتدعة الخوارج والمعتزلة.»

الجامع لأحكام القرآن، اسم المؤلف:  أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفی: 671، دار النشر: دار الشعب، القاهرة، تفسير القرطبي، ج 10، ص 310.

الجواب التفصیلی ل السؤال الثانی: هل الشفاعة فقط ل الانبیاء و الائمة علیهم السلام او اشخاص اخر مثل زائر الامام الحسین علیه السلام ایضا یشفعون للمذنبین ؟

فی الإجابة عن هذا السؤال لا بد ان نقول انه حسب الروایات و معتقد الشیعة و اهل السنة، الشفاعة لا تختص ب الانبیاء، اولیاء الله و الشهداء ،و کثیر من اهل الایمان ایضا ، یشفعون للآخرین بإذن من الله تعالی. اذا امعنت النظر قلیلا ستجد ان الروایات و المطالب التی الی الآن بیناها عن علماء الشیعة و اهل السنة ، التی فی کثیر منها ، التصریح بأن المومنین العادیین مثل تالی القرآن أو من صلی الصلاة المختصة بلیلة عید الفطر ، لهم الشفاعة عن الآخرین و هذا لا یختص بعدة خاصة مثل الانبیاء علیهم السلام. مع وجود کثیر من المطالب التی نقلت قبل هذا ، لها دلالة علی هذا المطلب، لکن فی الادامة نتعرض الی موارد التی فیها التصریح بأن المومنین العادیین ایضا لهم الاذن فی الشفاعة.

کما مر فی روایة التی نقلها علماء الشیعة بسند معتبر - صحیح أو حسن - ، عن الامام محمد الباقر علیه السلام تصریح هکذا :

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمُكَبِّرِ قَالَ‏ دَخَلَ مَوْلًى لِامْرَأَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع يُقَالُ لَهُ: أَبُو أَيْمَنَ، فَقَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ يغرونَ النَّاسَ وَ يَقُولُون: شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ «شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ». فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ ع حَتَّى تَرَبَّدَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَبَا أَيْمَنَ أَ غَرَّكَ أَنْ عَفَّ بَطْنُكَ وَ فَرْجُكَ- أَمَا لَوْ قَدْ رَأَيْتَ أَفْزَاعَ الْقِيَامَةِ لَقَدِ احْتَجْتَ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ ص وَيْلَكَ فَهَلْ يَشْفَعُ إِلَّا لِمَنْ وَجَبَتْ‏ لَهُ‏ النَّارُ ثُمَّ قَالَ: مَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ إِلَّا وَ هُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى شَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ ص يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع: إِنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ ص الشَّفَاعَةَ فِي أُمَّتِهِ- وَ لَنَا الشَّفَاعَةَ فِي شِيعَتِنَا وَ لِشِيعَتِنَا الشَّفَاعَةَ فِي أَهَالِيهِمْ- ثُمَّ قَالَ: وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ حَتَّى لِخَادِمِهِ وَ يَقُولُ: يَا رَبِّ حَقُّ خِدْمَتِي كَانَ يَقِينِي الْحَرَّ وَ الْبَرْد.»

القمى، على بن ابراهيم، تفسير القمي، تحقق: موسوی الجزائری، دار الکتاب، قم، الطبعة الثالثة ، 1404 ق، ج ‏2، ص 202.

فی هذه الروایة یتبین بوضوح ان شیعة اهل البیت علیهم السلام لهم الاذن فی الشفاعة عن اسرتهم و اهل الایمان یشفعون فی مثل قبیلتی­ ربیعة و مضر، حتی ان یشفعوا لخادم منزلهم ایضا. کما هو واضح علی اساس هذه الروایة المعتبرة، الشفاعة لا تختص ب الانبیاء علیهم السلام و اولیاء الله و کثیر من اهل الایمان العادیین ایضا ، یأذنوا علی هذا اللطف من الله .

فی روایة اخری فی کتاب وسائل الشیعة، التی سندها صحیح و فی غایة الإعتبار ، ذکر هکذا:

«[21290] وَ [محمد بن علی بن الحسین بن بابویه] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام يَقُولُ: مَنْ عَادَى شِيعَتَنَا فَقَدْ عَادَانَا وَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالانَا لِأَنَّهُمْ مِنَّا خُلِقُوا مِنْ طِينَتِنَا مَنْ أَحَبَّهُمْ فَهُوَ مِنَّا وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَلَيْسَ مِنَّا إِلَى أَنْ قَالَ مَنْ رَدَّ عَلَيْهِمْ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ وَ مَنْ طَعَنَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ طَعَنَ عَلَى اللَّهِ لِأَنَّهُمْ عِبَادُ اللَّهِ حَقّاً وَ أَوْلِيَاؤُهُ صِدْقاً وَ اللَّهِ وَ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَشْفَعُ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيهِمْ لِكَرَامَتِهِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.»

الشيخ حر العاملى، محمد بن حسن، وسائل الشيعة - قم، الطبعة: الاولی، 1409 ق، ج 16، ص 180.

حسب  رجال الشیعة، کل رواة هذا الحدیث من الشیعة العدول، الثقة و الامامی و سندها صحیح.

المرحوم الشیخ الصدوق رحمه الله ایضا فی کتاب اعتقادات الامامیة الذی ذکر فیه عقائد الشیعة ، یصرح هکذا :

«و الشفاعة للأنبياء و الأوصياء و المؤمنين و الملائكة و في المؤمنين من يشفع في مثل‏ ربيعة و مضر و أقل المؤمنين‏ شفاعة من يشفع لثلاثين إنسانا.»

ابن بابويه، محمد بن على، إعتقادات الإمامية (للصدوق)، ايران، قم، الطبعة الثانیة، 1414 ق، ص 66.

ما مر، هو نموذج من الروایات و النصوص المعتبرة عند الشیعة التی تبین ، ان الشفاعة لا تختص ب الانبیاء علیهم السلام و اولیاء الله و کثیر من اهل الایمان ایضا مشفعون و بناء علی هذا علی اساس مکتب اهل البیت علیهم السلام، لا یوجد اشکال فی ان زائر الامام الحسین علیه السلام ایضا یشفع للآخرین. و علی اساس مکتب اهل السنة ایضا ، هذا الموضوع لا یواجه اشکال و کما اسلفنا ، کثیر من النصوص المعتبرة عند علماء اهل السنة و الروایات ، لها الدلالة علی ان اهل الایمان العادیین ایضا یستطیعون الشفاعة. علی سبیل المثال نقل ان القرطبی فی تفسیره ینقل عن القاضی عیاض هکذا :

«... الثالثة في قوم من موحدي أمته استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع فيهم نبينا صلى الله عليه و سلم و من شاء الله أن يشفع ويدخلون الجنة. ... الرابعة فيمن دخل النار من المذنبين فيخرجون بشفاعة نبينا صلى الله عليه و سلم و غيره من الأنبياء و الملائكة و إخوانهم المؤمنين

الجامع لأحكام القرآن، اسم المؤلف:  أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المتوفی: 671، دار النشر : دار الشعب - القاهرة تفسير، ج 10، ص 310.

ایضا عن احمد بن حنبل فی مسنده بسند صحیح نقل هکذا :

«22198حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا أبو الْمُغِيرَةِ ثنا عبد الرحمن بن مَيْسَرَةَ الحضرمي قال سمعت أَبَا أُمَامَةَ يقول: قال لي رسول اللَّهِ: لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ ليس بنبي مِثْلُ الْحَيَّيْنِ أو أَحَدِ الْحَيَّيْنِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ فقال قَائِلٌ إنما رَبِيعَةُ من مُضَرَ قال إنما أَقُولُ ما أُقَوَّلُ.»

احمد بن حنبل، مسند احمد بن حنبل، تحقیق: احمد حمزه الزین، الطبعة الاولی، دارالحدیث، قاهرة، 1416 ق، ج 16، ص 263 – 264.

احمد حمزه الزین، من العلماء و الشارحین المعروفین لکتب اهل السنة، فی شرح هذا الحدیث یصرح بصحة سنده هکذا : 

(22198)- اسناده صحیح.

احمد بن حنبل، مسند احمد بن حنبل، تحقیق: احمد حمزه الزین، الطبعة الاولی، دارالحدیث، قاهرة، 1416 ق، ج 16، ص 263.

فی کثیر من روایات اهل السنة ایضا ، یوجد هذا المطلب بصراحة.

خلاصة­ البحث انه علی اساس مصادر الشیعة و اهل السنة، لا تختص الشفاعة ب الانبیاء علیهم السلام و اولیاء الله و بناء علی ان بعض زائری الامام الحسین علیه السلام ایضا لهم الشفاعة فی حق المذنبین، لا یعارض رأی الشیعة و اهل السنة من هذه الجهة.

 و من الله التوفیق

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: