2024 March 28 - 18 رمضان 1445
هل کان معاوية كاتب الوحي ؟
رقم المطلب: ٢٣٨٠ تاریخ النشر: ٠٩ رجب ١٤٤٠ - ١٧:٥٦ عدد المشاهدة: 7572
الأسئلة و الأجوبة » سني
هل کان معاوية كاتب الوحي ؟

 

السائل: صادق

الجواب :

ما یستفاد من الروايات و الآثار التاريخية و یقبل الاثبات،ان اشخاصا مثل اميرالمؤمنین عليه السلام و ایضا أبي بن كعب، زيد بن ثابت و ... من كتّاب الوحي؛ لکن کتابة الوحی بید معاوية بن أبي سفيا، لم یقبل الاثبات و کبار اهل السنة یعتبرون هذا المطلب من تزویر اتباع بني امية.

دراسة رواية كتابة الوحي بید معاوية :

أهم رواية التي وردت فی مصادر اهل السنة فی اثبات كتابة الوحي بید معاوية، هی الرواية التي ذکرها مسلم بن الحجاج النيسابوري فی صحيحه.

حدثني عَبَّاسُ بن عبد الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بن جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيُّ قالا حدثنا النَّضْرُ وهو بن مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ حدثنا عِكْرِمَةُ حدثنا أبو زُمَيْلٍ حدثني بن عَبَّاسٍ قال كان الْمُسْلِمُونَ لَا يَنْظُرُونَ إلي أبي سُفْيَانَ ولا يُقَاعِدُونَهُ فقال لِلنَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم يا نَبِيَّ اللَّهِ ثَلَاثٌ أَعْطِنِيهِنَّ قال نعم قال عِنْدِي أَحْسَنُ الْعَرَبِ وَأَجْمَلُهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أبي سُفْيَانَ ازوجكها قال نعم قال وَمُعَاوِيَةُ تَجْعَلُهُ كَاتِبًا بين يَدَيْكَ قال نعم قال وَتُؤَمِّرُنِي حتي أُقَاتِلَ الْكُفَّارَ كما كنت أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ قال نعم قال أبو زُمَيْلٍ وَلَوْلَا أَنَّهُ طَلَبَ ذلك من النبي صلي الله عليه وسلم ما أَعْطَاهُ ذلك لِأَنَّهُ لم يَكُنْ يُسْأَلُ شيئا إلا قال نعم .

النيسابوري ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري (المتوفی261هـ) ، صحيح مسلم ، ج 4 ص 1945 ، ح2501 ، كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ ، 40 بَاب من فَضَائِلِ أبي سُفْيَانَ بن حَرْبٍ ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت .

النووي (المتوفی 676هـ) فی شرح هذه الرواية یقول :

واعلم أن هذا الحديث من الاحاديث المشهورة بالاشكال ووجه الاشكال أن أبا سفيان إنّما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة وهذا مشهور لا خلاف فيه وكان النبي صلي الله عليه وسلم قد تزّوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل.

قال أبو عبيدة وخليفة بن خياط وإبن البرقي والجمهور: تزّوجها سنة ست وقيل سنة سبع ... .

قال القاضي: والذي في مسلم هنا أنّه زوّجها أبو سفيان غريب جدّاً وخبرها مع أبي سفيان حين ورد المدينة في حال كفره مشهور ولم يزد القاضي علي هذا .

وقال ابن حزم هذا الحديث وهم من بعض الرواة ؛ لأنّه لا خلاف بين الناس أنّ النبي صلي الله عليه وسلم تزّوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة وأبوها كافر وفي رواية عن ابن حزم أيضاً أنّه قال: موضوع. قال: والآفة فيه من عِكْرِمَة بن عمار الراوي عن أبي زميل ... .

النووي ، أبو زكريا يحيي بن شرف بن مري ، شرح النووي علي صحيح مسلم ، ج 16 ، ص 63 ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ، الطبعة الثانية ، 1392 هـ .

شمس الدين الذهبي (المتوفی 748 هـ) فی ميزان الإعتدال یقول:

وفي صحيح مسلم قد ساق له أصلا منكرا عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الثلاثة التي طلبها أبو سفيان وثلاثة أحاديث أخر بالإسناد .

الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، ج 5 ، ص 116 ، تحقيق : الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل أحمد عبدالموجود ، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، الطبعة : الأولي ، 1995م .

و إبن الملقن الشافعي (المتوفی804 هـ) ایضا فی نقد هذه الرواية یقول:

هذا من الأحاديث المشهورة بالإشكال المعروفة بالإعضال ، ووجه الإشكال : أنّ أبا سفيان إنّما أسلم يوم الفتح ، والفتح سنة ثمان ، والنبي كان قد تزّوجها قبل ذلك بزمن طويل . قَالَ خليفة بن خياط : والمشهور علي أنّه تزّوجها سنة ست ، ودخل بها سنة سبع . وقيل : تزّوجها سنة سبع ، وقيل : سنة خمس .

الأنصاري الشافعي ، سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد المعروف بابن الملقن ، البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير ، ج 6 ، ص 731 ، تحقيق : مصطفي أبو الغيط و عبدالله بن سليمان وياسر بن كمال ، ناشر : دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض-السعودية ، الطبعة : الاولي ، 1425هـ-2004م .

ابن قيم الجوزية (المتوفی 751هـ) التلمیذ الخاص لابن تيمیة و ناشر افكاره و عقائده، یذکر نقدا مفصلا علی هذه الرواية فلنشیر الی بعض فقرتها :

وقد أشكل هذا الحديث علي الناس فإنّ أم حبيبة تزّوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل إسلام أبي سفيان كما تقدم. زوّجها إيّاه النجاشي ، ثم قَدِمَت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل أن يسلم أبوها فكيف يقول بعد الفتح أزوّجك أم حبيبة .

فقالت طائفة : هذا الحديث كذب لا أصل له. قال ابن حزم: كذبه عكرمة بن عمار وحمل عليه .

واستعظم ذلك آخرون وقالوا : أنّي يكون في صحيح مسلم حديث موضوع وإنما وجه الحديث أنه طلب من النبي (ص) أن يجدد له العقد علي ابنته ليبقي له وجه بين المسلمين وهذا ضعيف؛ فإنّ في الحديث أن النبي (ص) وعده وهو الصادق الوعد ولم ينقل أحد قط أنه جدّد العقد علي أم حبيبة. ومثل هذا لو كان، لنقل ولو نقل واحد عن واحد فحيث لم ينقله أحد قط، علم أنّه لم يقع ولم يزد القاضي عياض علي استشكاله فقال: والذي وقع في مسلم من هذا غريب جدّاً عند أهل الخبر وخبرها مع أبي سفيان عند وروده إلي المدينة بسبب تجديد الصلح ودخوله عليها مشهور .

وقالت طائفة لم يتفق أهل النقل علي أنّ النبي (ص) تزّوج أم حبيبة رضي الله تعالي عنها وهي بأرض الحبشة بل قد ذكر بعضهم أن النبي (ص) تزّوجها بالمدينة بعد قدومها من الحبشة حكاه أبو محمد المنذري وهذا من أضعف الأجوبة لوجوه :

أحدها : أنّ هذا القول لا يعرف به أثر صحيح ولا حسن ولا حكاه أحد ممن يعتمد علي نقله .

الثاني: أن قصة تزويج أم حبيبة وهي بأرض الحبشة قد جرت مجري التواتر كتزويجه (ص) خديجة بمكة وعائشة بمكة وبنائه بعائشة بالمدينة وتزويجه حفصة بالمدينة وصفية عام خيبر وميمونة في عمرة القضية ومثل هذه الوقائع شهرتها عند أهل العلم موجبة لقطعهم بها فلو جاء سند ظاهره الصحة يخالفها عَدُّوه غلطا ولم يلتفتوا إليه ولا يمكنهم مكابرة نفوسهم في ذلك .

الثالث: أنه من المعلوم عند أهل العلم بسيرة النبي (ص) وأحواله أنه لم يتأخر نكاح أم حبيبة إلي بعد فتح مكة ولا يقع ذلك في وهم أحد منهم أصلا .

الرابع: أن أبا سفيان لما قدم المدينة دخل علي ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس علي فراش رسول الله (ص) طَوَتْه عنه، فقال: يا بنية ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش؟ أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله (ص). قال: والله لقد أصابك يا بنية بعدي شرّ. وهذا مشهور عند أهل المغازي والسير.

الخامس: أن أم حبيبة كانت من مهاجرات الحبشة مع زوجها عبيد الله بن جحش ثم تَنَصَّر زوجها وهلك بأرضالحبشة ثم قدمت هي علي رسول الله (ص) من الحبشة وكانت عنده ولم تكن عند أبيها ، وهذا مما لا يشك فيه أحد من أهل النقل ومن المعلوم أن أباها

لم يسلم إلا عام الفتح فكيف يقول: عندي أجمل العرب أُزوّجك إياها؟ وهل كانت عنده بعد هجرتها وإسلامها قط؟ فإن كان، قال له هذا القول قبل إسلامه، فهو محال؛ فإنها لم تكن عنده ولم يكن له ولاية عليها أصلا وإن كان قاله بعد إسلامه فمحال أيضا؛ لأن نكاحها لم يتأخر إلي بعد الفتح ... .

وقال أبو الفرج بن الجوزي: في هذا الحديث هو وهم من بعض الرواة لا شك فيه ولا تردد وقد اتهموا به عكرمة بن عمار راوي الحديث.

قال: وإنما قلنا إن هذا وهم؛ لأن أهل التاريخ أجمعوا علي أن أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش وولدت له وهاجر بها وهما مسلمان إلي أرض الحبشة ثم تنصر وثبتت أم حبيبة علي دينها فبعث رسول الله (ص) إلي النجاشي يخطبها عليه فزوجه إياها وأصدقها عن رسول الله (ص) أربعة آلاف درهم وذلك في سنة سبع من الهجرة وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة فدخل عليها فثنت بساط رسول الله (ص) حتي لا يجلس عليه ولا خلاف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان ولا يعرف أن رسول الله (ص) أمر أبا سفيان آخر كلامه...

وقالت طائفة منهم البيهقي والمنذري رحمهما الله تعالي يحتمل أن تكون مسألة أبي سفيان النبي (ص) أن يزوجه أم حبيبة وقعت في بعض خرجاته إلي المدينة وهو كافر حين سمع نعي زوج أم حبيبة بأرض الحبشة والمسألة الثانية والثالثة وقعتا بعد إسلامه فجمعها الراوي .

وهذا أيضا ضعيف جدا فان أبا سفيان إنما قدم المدينة آمنا بعد الهجرة في زمن الهدنة قبيل الفتح وكانت أم حبيبة إذ ذاك من نساء النبي (ص) ولم يقدم أبو سفيان قبل ذلك إلا مع الأحزاب عام الخندق ولولا الهدنة والصلح الذي كان بينهم وبين النبي (ص) لم يقدم المدينة فمتي قدم وزوج النبي (ص) أم حبيبة فهذا غلط ظاهر .

وأيضا فإنه لا يصح أن يكون تزويجه إياها في حال كفره إذ لا ولاية له عليها ولا تأخر ذلك إلي بعد إسلامه لما تقدم فعلي التقديرين لا يصح قوله أزوجك أم حبيبة

وأيضا فإن ظاهر الحديث يدل علي أن المسائل الثلاثة وقعت منه في وقت واحد وانه قال ثلاث أعطنيهن الحديث ومعلوم أن سؤاله تأميره واتخاذ معاوية كاتبا إنما يتصور بعد إسلامه فكيف يقال بل سأل بعض ذلك في حال كفره وبعضه وهو مسلم وسياق الحديث يرده ... .

وبالجملة فهذه الوجوه وامثالها مما يعلم بطلانها واستكراهها وغثاثتها ولا تفيد الناظر فيها علما بل النظر فيها والتعرض لابطالها من منارات العلم والله تعالي اعلم بالصواب

فالصواب أن الحديث غير محفوظ بل وقع فيه تخليط والله اعلم .

الزرعي الدمشقي ، محمد بن أبي بكر أيوب (المعروف بإبن قيم الجوزية) ، جلاء الأفهام في فضل الصلاة علي محمد خير الأنام ، ج 1 ، ص 243 ـ 249 ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط - عبد القادر الأرناؤوط ، ناشر : دار العروبة - الكويت ، الطبعة : الثانية ، 1407 - 1987 .

علماء اهل السنة و كتابة الوحي بید معاوية :

كان معاوية كاتبا فيما بين النبي (ص) وبين العرب:

کثیر من کبار اهل السنة یعتقدون ان معاوية کان کاتبا فیما بین النبی صلي الله عليه وآله و بین العرب. شمس الدين الذهبي (المتوفی 748هـ) فی سير اعلام النبلاء یقول:

ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي قال كان زيد بن ثابت كاتب الوحي وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي صلي الله عليه وسلم وبين العرب .

 

الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله ، سير أعلام النبلاء ، ج 3 ص 123 ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ، محمد نعيم العرقسوسي ، ناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت ، الطبعة : التاسعة ، 1413هـ .

ابن حجر العسقلاني (المتوفی852هـ) ایضا فی الإصابة یقول:

وقال المدائني كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلي الله عليه وسلم فيما بينه وبين العرب .

العسقلاني ، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل الشافعي ، الإصابة في تمييز الصحابة ، ج 6 ، ص 153 ، تحقيق : علي محمد البجاوي ، ناشر : دار الجيل - بيروت ، الطبعة : الأولي ، 1412 - 1992 .

ابن أبي الحديد الشافعي (المتوفی655هـ) یقول:

واختلف في كتابته له كيف كانت ، فالذي عليه المحققون من أهل السيرة أن الوحي كان يكتبه علي عليه السلام وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأن حنظلة بن الربيع التيمي ومعاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان له إلي الملوك وإلي رؤساء القبائل ، ويكتبان حوائجه بين يديه ، ويكتبان ما يجبي من أموال الصدقات وما يقسم في أربابها .

إبن أبي الحديد المعتزلي ، أبو حامد عز الدين بن هبة الله ، شرح نهج البلاغة ، ج 1 ، ص 201 ـ 202 ، تحقيق : محمد عبد الكريم النمري ، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان ، الطبعة : الأولي ، 1418هـ - 1998م .

محمود أبو رية المصري (المتوفی 1385هـ) من مؤلفی اهل السنة یقول فی کتابة الوحي بید معاوية هکذا:

ذلك أنهم أرادوا أن يزدلفوا إلي معاوية فجعلوه من ( كتاب الوحي ) وأمعنوا في هذا الازدلاف ، فرووا أنه كتب آية الكرسي بقلم من ذهب جاء به جبريل هدية لمعاوية له من فوق العرش ، وقد فشا هذا الخبر بين كثير من الناس علي حين أنه في نفسه باطل ، تأباه البداهة ويدفع من صدره العقل ! إذ كيف يأمن النبي صلي الله عليه وآله لمثل معاوية علي أن يكتب له ما ينزل في القرآن ! وهو وأبوه وأمه ممن أسلموا كرها . ولما يدخل الايمان في قلوبهم ! إن هذا مما لا يمكن أن يقبله العقل السليم ! وأما من ناحية النقل فإنه لم يأت فيه خبر صحيح يؤيده ، ولقد كان علي الذين ( وضعوا ) هذا الخبر أن يسندوه ببرهان يؤيده وذلك بأن يأتوا ولو بآية واحدة قد نزلت في القرآن وكتبها معاوية ! علي أننا لا نستعبد أن يكون قد كتب للنبي صلي الله عليه وآله في بعض الاغراض التي لا تتصل بالوحي ، لان هذا من الممكن ، أما أن يكتب شيئا من القرآن فهذا من المستحيل . قال المدائني كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلي الله عليه وآله فيما بينه وبين العرب .

 

محمود أبو رية ، شيخ المضيرة أبو هريرة ، ص 205 ، ناشر : منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت ، الثالثة .

كتابة الوحي، لم تسبب العصمة من الذنب :

ارتداد کاتب الوحي :

حتي لو فرضنا ان معاوية کان من كتاب الوحي، فعند ذلک لم تکن له فضيلة ایضا و لم تسبب العصمة له من الخطا و الذنب؛ لأن عبد الله بن أبي سرح الذی حسب اتفاق الشيعة و السنة هو ممن كتب الوحي، ارتد فی زمن رسول الله صلي الله عليه وآله و امر رسول الله ص ان یقتلوه و لو کان معلقا بأستار الكعبة.

ابن أبي شيبة فی المصنف، النسائي فی المجتبي، الذهبي فی تاريخ الإسلام، ابن كثير الدمشقي فی البداية و النهاية و کثیر من کبار اهل السنة نقلوا هکذا :

عن مصعب بن سعدٍ عن أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْح مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ النَّاسَ إِلاَّ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَقَالَ : أُقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ : عِكْرِمَةَ بْنَ أَبي جَهْلٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطْلٍ ، وَمَقِيسَ بْنَ صُبَابَةَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبي سَرْحٍ ... .

إبن أبي شيبة الكوفي ، أبو بكر عبد الله بن محمد ، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ، ج 7 ، ص 404 ، تحقيق : كمال يوسف الحوت ، ناشر : مكتبة الرشد - الرياض ، الطبعة : الأولي ، 1409 .

النسائي ، أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن ، المجتبي من السنن ، ج 7 ، ص 105 ، تحقيق : عبدالفتاح أبو غدة ، ناشر : مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب ، الطبعة : الثانية ، 1406 - 1986 .

الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله ، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، ج 2 ، ص 552 ، تحقيق : د. عمر عبد السلام تدمري ، ناشر : دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت ، الطبعة : الأولي ، 1407هـ - 1987م .

إبن كثير القرشي ، إسماعيل بن عمر أبو الفداء ، البداية والنهاية ، ج 4 ، ص 298 ، ناشر : مكتبة المعارف - بيروت .

السمرقندي (المتوفی367هـ) فی تفسير آية 93 من سورة الانعام یقول فی ارتداده هکذا:

«وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ» يعني عبد الله بن أبي سرح كان كاتب الوحي فكان النبي صلي الله عليه وسلم إذا أملي عليه «سميعاً عليماً» يكتب عليماً حكيماً وإذا أملي عليه «عليماً حكيماً» كتب هو سميعاً بصيراً وشك وقال إن كان محمد صلي الله عليه وسلم يوحي إليه فقد أوحي إلي وإن كان ينزل إليه فقد أنزل إلي مثل ما أنزل إليه فلحق بالمشركين وكفر .

السمرقندي ، نصر بن محمد بن أحمد أبو الليث ، تفسير السمرقندي المسمي بحر العلوم ، ج 1 ، ص 487 ، تحقيق : د.محمود مطرجي ، ناشر : دار الفكر - بيروت .

نبذت الارض جسد كاتب الوحي :

من الجدیر ان احد كتاب رسول الله (ص) الذی ارتد و لحق باهل الكتاب، بعدما مات و دفنوه نبذت الارض جسده.

مسلم النيسابوري (المتوفی261هـ) یقول :

حدثني محمد بن رَافِعٍ حدثنا أبو النَّضْرِ حدثنا سُلَيْمَانُ وهو بن الْمُغِيرَةِ عن ثَابِتٍ عن أَنَسِ بن مَالِكٍ قال كان مِنَّا رَجُلٌ من بَنِي النَّجَّارِ قد قَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وكان يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ هَارِبًا حتي لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ قال فَرَفَعُوهُ قالوا هذا قد كان يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ فَأُعْجِبُوا بِهِ فما لَبِثَ أَنْ قَصَمَ الله عُنُقَهُ فِيهِمْ فَحَفَرُوا له فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قد نَبَذَتْهُ علي وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا له فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قد نَبَذَتْهُ علي وَجْهِهَا ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا له فَوَارَوْهُ فَأَصْبَحَتْ الْأَرْضُ قد نَبَذَتْهُ علي وَجْهِهَا فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا .

النيسابوري ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري (المتوفی261هـ) ، صحيح مسلم ، ج 4 ، ص 2145 ، ح2781 ، كِتَاب صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ وَأَحْكَامِهِمْ ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت .

عداوة معاوية مع علي عليه السلام :

كتابة الوحي حینما لم تنفع لعبد الله بن أبي سرح و لم تستطع ان تنجیه من نار جهنم کیف تستطیع ان تصون معاوية من العذاب و تمحی ذنوبه صغیرها و کبیرها.

هل یجوز لكاتب الوحي الخروج علي الامام و الخليفة لرسول الله (ص)، و قتل اکثر من مئة الف من المسلمین و ... ؟

الیس سبّ اميرالمؤمنین عليه السلام، سبّ رسول الله (ص)؟ هل كتابة الوحي تمحی ذنب سبّ اميرالمؤمنین عليه السلام عن اعمال معاوية ؟

ابن تيمية الحراني یعترف ان معاوية بن أبی سفيان امر سعد بن أبي وقاص ان یسبّ امير المؤمنین عليه السلام:

وأما حديث سعد لما أمره معاوية بالسب فأبي فقال ما منعك أن تسب علي بن أبي طالب فقال ثلاث قالهن رسول الله صلي الله عليه وسلم فلن أسبه لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم الحديث فهذا حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه .

إبن تيمية الحراني ، أحمد بن عبد الحليم أبو العباس ، منهاج السنة النبوية ، ج 5 ، ص 42 ، تحقيق : د. محمد رشاد سالم ، ناشر : مؤسسة قرطبة ، الطبعة : الأولي ، 1406 .

احمد بن الحنبل فی مسنده، النسائي فی خصائص امير المؤمنین عليه السلام، الذهبي فی تاريخ الإسلام و ... نقلوا بسند صحيح ان سبّ اميرالمؤمنین عليه السلام، هو سبّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَي أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لِي أَيُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُمْ قُلْتُ مَعَاذَ اللَّهِ أَوْ سُبْحَانَ اللَّهِ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَبَّ عَلِيًّا فَقَدْ سَبَّنِي .

الشيباني ، أحمد بن حنبل أبو عبدالله (المتوفی241هـ) ، مسند أحمد بن حنبل ، ج 6 ، ص 323 ، ح26791 ، ناشر : مؤسسة قرطبة - مصر .

النسائي ، أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن ، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ج 1 ، ص 111 ، ح 91 ، باب ذكر قول النبي صلي الله عليه وسلم من سب عليا فقد سبني ، تحقيق : أحمد ميرين البلوشي ، ناشر : مكتبة المعلا - الكويت ، الطبعة : الأولي ، 1406 .

الذهبي ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله ، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، ج 3 ، ص 634 ، تحقيق : د. عمر عبد السلام تدمري ، ناشر : دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت ، الطبعة : الأولي ، 1407هـ - 1987م .

الحاكم النيسابوري بعد نقل هذه الرواية یقول:

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

الحاكم النيسابوري ، محمد بن عبدالله أبو عبدالله ،المستدرك علي الصحيحين ، ج 3 ، ص 130 ، تحقيق : مصطفي عبد القادر عطا ، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، الطبعة : الأولي ، 1411هـ - 1990م .

و الهيثمي ایضا یقول :

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة .

الهيثمي ، علي بن أبي بكر الهيثمي ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، ج 9 ، ص 130 ، ناشر : دار الريان للتراث / دار الكتاب العربي - القاهرة ، بيروت - 1407

معاوية، افضل من نبی عيسي :

اعلام بني امية حول معاوية و الفضائل المزورة له وصلت الی حد ان الناس فی بلدة شام اعتبروه افضل من انبياء اولو العزم!

أبو سعد الآبي (المتوفی421هـ) فی المحاضرات و الصيرفي الحنبلي (المتوفی500هـ) فی الطيورات یقولا :

أن ثلاثة من المشايخ حضروا الجامع . فقال واحد لآخر : جُعلت فداك ، أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان أم عيسي بن مريم ؟ فقال : لا والله ما أدري . فقال الثالث : يا كشخان ، تقيس كاتب الوحي إلي نبيّ النصاري ؟ .

الآبي ، أبو سعد منصور بن الحسين ، نثر الدر في المحاضرات ، ج 7 ، ص 209 ، تحقيق : خالد عبد الغني محفوط ، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت /لبنان ، الطبعة : الأولي ، 1424هـ - 2004م .

الصيرفي الحنبلي ، أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري بن عبد الله ، الطيوريات من انتخاب الشيخ أبي طاهر السلفي ، ج 1 ، ص 113 ، تحقيق : دسمان يحيي معالي ، عباس صخر الحسن ، ناشر : أضواب السلف - الرياض / السعودية ، الطبعة : الأولي ، 1425هـ -2004م .

تقي الدين الحموي (المتوفی838هـ) فی طيب المذاق یقول :

ومن ذلك أن رجلاً سأل بعضهم وكان من الحمق علي الجانب عظيم فقال أيما أفضل عندك ؟ معاوية أو عيسي بن مريم ؟ فقال ما رأيت سائلا أجهل منك، ولا سمعت بمن قاس كاتب الوحي إلي نبي النصاري !!!

الحموي ، تقي الدين أبي بكر بن علي بن عبد الله التقي المعروف ابن حجة ، طيب المذاق من ثمرات الأوراق ، ج 1 ، ص 157 ، ، تحقيق : أبو عمار السخاوي ، ناشر : دار الفتح - الشارقة - 1997م .

معاوية لیس بمخلوق :

تقدم الاعلام الی مستوی حتی تخیلت الناس ان معاوية بن أبی سفيان لیس بمخلوق و موجود ازلی (نعوذ بالله) . أبو القاسم الاصفهاني (المتوفی502 ) فی محاضرات الأدباء یقول :

و قال بعض عوام الناصبة معاوية ليس بمخلوق. فقيل: كيف؟ قال: لأنه كاتب الوحي و الوحي ليس بمخلوق و كاتبه منه.

الأصفهاني ، أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل ، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعرء والبلغاء ، ج 2 ، ص 500 ، تحقيق : عمر الطباع ، ناشر : دار القلم - بيروت - 1420هـ- 1999م .

أبو اسحق برهان الدين المعروف بالوطواط (المتوفی718هـ) فی غرر الخصائص یقول :

وسئل بعضهم ما تقول في خلق القرآن ؟ فقال : دعونا من القرآن وهو مخلوق غير مخلوق . وسئل آخر وكان ناصبياً عن معاوية ؟ فقال : معاوية ليس بمخلوق لأنه كاتب الوحي والوحي ليس بمخلوق وكاتب الوحي من الوحي .

الوطواط ، أبو إسحق برهان الدين محمد بن إبراهيم بن يحيي بن علي ، غرر الخصائص الواضحة ، ج 1 ، ص 124 .

النصاری و کتابة الوحي :

حتي لوفرضنا ان النبی أمر معاوية بکتابة الوحی، فکذک لاتعد فضيلة له؛ لأنه حسب معتقد اهل السنة رسول الله صلي الله عليه وآله لأجل قلّة الکتّاب، أمر النصاری بكتابة الوحي ایضا.

أبو القاسم البغوي (المتوفی317هـ) الذی یذکرونه «محيي السنة»، یقول هکذا:

وسأل رجل أحمد وأنا أسمع ، بلغني أن نصاري يكتبون المصاحف فهل يكون ذلك ؟ قال : نعم ، نصاري الحيرة كانوا يكتبون المصاحف . وإنما كانوا يكتبونها لقلّة من كان يكتبها .

البغوي ، أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، جزء في مسائل عن الإمام أحمد بن حنبل ، ج 1 ، ص 21 .

ابن قيم الجوزية (المتوفی 751هـ) فی بدائع الفوائد و الشمس الدين الزركشي (المتوفی772هـ) فی شرحه علی مختصر الخرقي یقول:

وقال رجل لأحمد بلغني أن نصاري يكتبون المصاحف فهل يكون ذلك؟ قال: نعم، نصاري الحيرة كانوا يكتبون المصاحف وإنما كانوا يكتبون لقلة من كان يكتبها فقال رجل: يعجبك ذلك؟ فقال لا يعجبني.

الزرعي الدمشقي ، محمد بن أبي بكر أيوب أبو عبد الله (المشهور بإبن القيم الجوزية ) بدائع الفوائد ، ج 4 ، ص 851 ، تحقيق : هشام عبد العزيز عطا - عادل عبد الحميد العدوي - أشرف أحمد الج ، ناشر : مكتبة نزار مصطفي الباز - مكة المكرمة ، الطبعة : الأولي ، 1416 - 1996 .

الزركشي المصري الحنبلي ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله ، شرح الزركشي علي مختصر الخرقي ، ج 1 ، ص 49 ، تحقيق : قدم له ووضع حواشيه: عبد المنعم خليل إبراهيم ، ناشر : دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت ، الطبعة : الأولي ، 1423هـ - 2002م .

بناء علی هذا، لو کانت كتابة الوحي فضيلة لمعاوية بن أبی سفيان، لکانت فضیلة لعبد الله بن أبي سرح و النصاري فی الحيرة ایضا!

تاريخ اسلام معاوية :

حسب اتفاق الشيعة و السنة معاوية بن أبی سفيان کان مشرکا طیلة عشرین سنة من حین ابلاغ رسالة رسول الله صلي الله عليه وآله، و هو ألد أعداء الاسلام و استسلم فی السنة الثامنة من الهجرة بعد فتح مكة مع عدة من اعداء الاسلام بقوة السیف ، رسول الله لقبهم ب«الطلقاء» و انصرف عن قتلهم. اميرالمؤمنین عليه السلام یعتقد انهم مااسلموا بل استسلموا. الامام یقول فی رسالة رقم 16 فی نهج البلاغة هکذا :

فَوَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَسْلَمُوا وَ لَكِنِ اسْتَسْلَمُوا وَ أَسَرُّوا الْكُفْرَ فَلَمَّا وَجَدُوا أَعْوَاناً عَلَيْهِ أَظْهَرُوه .

عمار بن یاسر ایضا بتبعية امامه یقول:

فقال واللّه ما أسلموا ، ولكن استسلموا وأأَسَرُّوا الْكُفْرَ فَلَمَّا رأوا عليه أَعْوَاناً عَلَيْهِ أَظْهَرُوهُ .

الهيثمي ، علي بن أبي بكر الهيثمي ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، ج 1 ص 113 ، ناشر : دار الريان للتراث / دار الكتاب العربي - القاهرة ، بيروت - 1407

إبن أبي الحديد المعتزلي یقول:

لما نظر علي عليه السلام إلي رايات معاوية وأهل الشام ، قال : والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، ما أسلموا ولكن استسلموا ، وأسروا الكفر ؛ فلما وجدوا عليه أعواناً ، رجعوا إلي عداوتهم لنا

إبن أبي الحديد المعتزلي ، أبو حامد عز الدين بن هبة الله ، شرح نهج البلاغة ، ج 4 ص 18 ، ، تحقيق : محمد عبد الكريم النمري ، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان ، الطبعة : الأولي ، 1418هـ - 1998م .

بناء علی هذا کیف یمکن ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم یعتمد علی شخص مثل معاوية و یجعله كاتب الوحي؟

فضلا عن هذا اسلم معاوية بن أبی سفيان بعد فتح مكة و بقی فی مكة حینما رجع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الی المدينة؛ بناء علی هذا لم یستطع معاویة بهذا الحال ان یکتب الوحی.

كتابة الوحي بید معاوية فی كتب الشيعة :

توجد فی كتب الشيعة ایضا روايات ان معاوية کان یکتب لرسول الله (ص) ؛ لکن لا  یستفاد منها ان هذه المکتوبات من الوحي.

الشيخ الصدوق رضوان الله تعالي عليه (المتوفی 381 هـ) فی معاني الأخبار یقول :

عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلي الله عليه وآله وسلم) وَ مُعَاوِيَةُ يَكْتُبُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَهْوَي بِيَدِهِ إِلَي خَاصِرَتِهِ بِالسَّيْفِ مَنْ أَدْرَكَ هَذَا يَوْماً أَمِيراً فَلْيَبْقُرْ خَاصِرَتَهُ بِالسَّيْفِ فَرَآهُ رَجُلٌ مِمَّنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْماً وَ هُوَ يَخْطُبُ بِالشَّامِ عَلَي النَّاسِ فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ ثُمَّ مَشَي إِلَيْهِ فَحَالَ النَّاسُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُ فَقَالُوا يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا لَكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ع يَقُولُ مَنْ أَدْرَكَ هَذَا يَوْماً أَمِيراً فَلْيَبْقُرْ خَاصِرَتَهُ بِالسَّيْفِ قَالَ فَقَالَ أَ تَدْرِي مَنِ اسْتَعْمَلَهُ قَالَ لَا قَالُوا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ فَقَالَ الرَّجُلُ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِين .

الصدوق ، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، معاني الأخبار ، ص347 ، ناشر : جامعة المدرسين ، قم ، الاول ، 1403 ق .

النتيجة :

اولا : لم یثبت کتابة الوحی بید معاوية حسب النقل؛ بل فیه رد قوی؛

ثانياً : علی فرض ثبوت عنوان كتابة الوحي، لم یعتبر له امتياز؛ لأن مرور الزمن و عدم اهلیته فی مواجهة اهل البيت و البدع التی ابتدعها نفسه تزیل قیمة انه كاتب الوحي.

و من الله التوفیق

فریق الاجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمیة

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین