2024 March 19 - 09 رمضان 1445
التبرک بالمعصومین عليهم السلام حال الحياة، عند ميراث الإمامیة فی الحديث
رقم المطلب: ٢٨٥٢ تاریخ النشر: ١٥ صفر ١٤٤١ - ١٣:٤٦ عدد المشاهدة: 2238
المقالات » عام
التبرک بالمعصومین عليهم السلام حال الحياة، عند ميراث الإمامیة فی الحديث

الدراسة السندية و التاريخية للتبرك و مواردها فی عصرالمعصومين علیهم السلام

 المدخل

البحث عن المشروعية أو عدم المشروعية للتبرک بآثار اولياء الله و ماینتسب الیهم، کذلک الاماکن المقدسة و اشياء من هذا القبيل، له قدمة قدیمة؛ هذا الموضوع مع الالتفات الی اثارة الشبهات الکثیرة للفرقة الوهابية و ادعاء اسانید­ه في مصادر الامامیة من قبَلهم، استحثنا بتألیف مقالة فی هذا الموضوع. المؤلف بتحقیق حول موضوع التبرک، اثر علی مؤلفات قابلة للتقدير، بعض منها بشکل شخصی (التبرک، آيت الله احمدي الميانجي؛ التبرک و مکانتها عند الفريقین، عبد الله الاورعي المؤمني) و بعض منها بشکل غير شخصي (کشف الارتياب سيد محسن الامين؛ الغدير العلامة الاميني؛ التوسل بالنبي و التبرک بآثاره تأليف العلامة العسکري) الفت فی هذا المجال.

حسب ما اثر علیه المؤلف، هذه المؤلفات عموماً بالاستناد الی ميراث اهل السنة فی الحدیث و لم توجد مؤلفة مختصة و جامعة بالاستناد الی ميراث الامامیة فی الحديث. من اجل هذا ،المقالة تتمرکز علی ميراث الامامية فی الحديث، لاسیما التبرک بالمعصومین عليهم السلام حال حياتهم مع دراسته علی اساس قواعد علم الرجال.

معنی التبرك:

التبرك‏ فی اللغة مشتق من البركة بمعنى الزیادة:

البركة: الزيادة والنماء.

الفراهيدي، الخليل بن أحمد (المتوفی175هـ)، كتاب العين، ج5، ص368، تحقيق : د مهدي المخزومي / د إبراهيم السامرائي، دار النشر : دار ومكتبة الهلال.

و حسب الاصطلاح بمعنى:

طلب الموحّدين إفاضة النعم عليهم و زيادة البركة من خلال التبرّك بالذوات الصالحة للنبي الأكرم و الصالحين من عباده، أو التبرّك بآثارهم الباقية.

السبحانى‏، جعفر،(المعاصر)، بحوث في الملل و النحل‏، ج‏4، ص 178، مؤسسة النشر الإسلامي- مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام.

و التبرّك في مفهومه الاصطلاحي يراد به طلب البركة عن طريق أشياء أو معان ميّزها الله تعالى بمنازل و مقامات خاصة، و خصّها بالتبريك، و آثرها بعنايته على سواها.

جمع من المؤلفین (المعاصرین)، في رحاب أهل البيت عليهم السلام، ج‏35، ص 14، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام

بعبارة اخری ؛ التبرک عبارة عن انتفاع شخص أو شئ، الذی هذا الانتفاع لم یکن اثر طبيعي لذاک الشيء أو الشخص و یحصل من طرق مثل التقبیل، اللمس و الأکل. فی هذه العملیة، المنشأ الاساسی هی برکة الله و اشخاص و امور مقدسة التی یطلبون منها البرکة و هی ظرف فقط لتحقق البركة من قبل الله تعالی.

یمکن ان نتابع قدمة التبرک و الانتفاع من آثار الصالحین فی بعض الاُمم السابقة. نموذج منها، التبرک بقمیص يوسف بید يعقوب عليهما السلام الذی اشیر الیه فی هذه الآية:

 فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا.

 (يوسف / 96 )

سيرة المسلمین فی صدر الإسلام و صحابة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فی هذا المورد واضحة. فی کتاب البخاري الذی عند اهل السنة من اهم کتب الحديث، یذکر فی هذا المورد بابا تحت عنوان " باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته ومن شعره ونعله وآنيته مما تبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته ".

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج 4، ص 46، تحقيق: د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

عدة من علماء اهل السنة کبقیة علماءالامامية،صححوا مشروعية التبرک بآثار الصالحین. امام الحنابلة، احمد بن حنبل، حسب الرواية التي نقلها ابنه، مس منبر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم للتبرک فهو امر مشروع فیقول:

سألته عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز فقال لا بأس بذلك.

الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفی241هـ)، العلل ومعرفة الرجال، ج 2، ص 492، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، ناشر: المكتب الإسلامي، دار الخاني - بيروت، الرياض، الطبعة: الأولى، 1408 - 1988.

 النووي من علماء اهل السنة فی شرح صحيح مسلم یقول:

هذا نحو ما أجمعوا عليه وأطبق السلف والخلف عليه من التبرك بالصلاة في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الروضة الكريمة.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج 13، ص 178، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

ابن قدامة المقدسي ایضا فی کتاب المغني في الفقه یقول:

ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم.

المقدسي الحنبلي، ابومحمد عبد الله بن أحمد بن قدامة (المتوفی620هـ)، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، ج 2، ص 193، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولى، 1405هـ.

التبرک بالمعصومین عليهم السلام حال الحياة

ان الابواب المختلفة فی ميراث حديث الامامية، تحتوی الروايات العدیدة و المقبولة حسب موازين علم الرجال حول التبرک بالمعصومین عليهم السلام حال حياتهم. فی الادامة نستتبع هذه الروايات فی فصلین التبرک بالشخص المعصوم و آثاره:

أ. التبرك بالشخص

المعصومون عليهم السلام ممن عرفهم الناس باناس فیهم الخير و البرکة. من اجل هذا انتفعت الناس من برکة وجودهم فی موارد عدیدة. فی الادامة نقدم لکم نموذج من هذه الموارد:

1. تبرك الطفل المکفوف بالإمام السجاد عليه السلام من اجل الاستشفا

حسب الرواية التي ینقلها صاحب کتاب دلائل الامامة فذکر هکذا:

قال أبو جعفر حدثنا سفيان بن وكيع عن أبيه وكيع عن الأعمش قال قال إبراهيم بن الأسود التيمي رأيت علي بن الحسين عليه السلام وقد أوتي بطفل مكفوف فمسح عينيه فاستوى بصره وجاءوا إليه بأبكم فكلمه فأجابه وجاءوا إليه بمقعد فمسح عليه فسعى ومشى.

الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير بن رستم (المتوفی قرن الخامس)،‌ دلائل الامامة، ص 200، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم، الطبعة: الأولى1413

 2. تبرک جابر بالامام الباقر عليه السلام

حسب رواية الشيخ الطوسي، جابر بن عبد الله الانصاري الصق بطنه ببطن الإمام الباقر عليه السلام:

أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، وَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ مَحْمِئٌ الْمُخَرَّمِيُّ الْبَزَّازُ، قَالا: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَدَثَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنَا فِي الْكُتَّابِ، فَقَالَ: اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ. قَالَ: فَكَشَفْتُ لَهُ، فَأَلْصَقَ بَطْنَهُ بِبَطْنِي، وَ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلَامَ.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، الأمالي، ص 636، تحقيق : قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: دار الثقافة ـ قم ، الطبعة: الأولى، 1414هـ

3. تبرك الشخص المبتلي بثقل اللسان بالامام الجواد عليه السلام

اسماعيل بن ابراهيم یقول هکذا:

الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لِلرِّضَا عليه السلام إِنَّ ابْنِي فِي لِسَانِهِ ثِقْلٌ فَأَنَا أَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ غَداً تَمْسَحُ عَلَى رَأْسِهِ وَ تَدْعُو لَهُ فَإِنَّهُ مَوْلَاكَ فَقَالَ هُوَ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَابْعَثْ بِهِ غَداً إِلَيْهِ.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 1، ص 321، ناشر: اسلاميه‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

4. تبرك الذی فی عینه ضرر بالامام الجواد عليه السلام

الطبري الإمامي ینقل رواية هکذا:

قال أبو جعفر حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد قال قال لي عمارة بن زيد: رأيت امرأة قد حملت ابنا لها مكفوفا إلى أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام  فمسح يده عليه فاستوى قائما يعدو كأن لم يكن في عينه ضرر.

الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير بن رستم (المتوفی قرن الخامس)،‌ دلائل الامامة، ص 400، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم،الطبعة : الأولى1413

5. التبرك بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الشيخ الصدوق ینقل رواية بسلسلة سند هو فیها هکذا:

حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثني أبو علي الخيزراني عن جارية له كان أهداها لأبي محمد عليه السلام تذكر أنه لما ولد السيد عليه السلام رأت لها نورا ساطعا ورأيت طيورا بيضاء تهبط من السماءوتمسح أجنحتها على رأسه و وجهه وسائر جسده فأخبرنا أبا محمد عليه السلام بذلك فضحك ثم قال : تلك ملائكة نزلت للتبرك بهذا المولود.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 431، ناشر:‌ اسلامية ـ طهران‏، الطبعة الثانية‏، 1395 هـ.

ب.  التبرك بالأشياء المنتسبة الی المعصومین عليهم السلام فی زمن حياتهم

انتفاع و التبرک بساحة المعصومین عليهم السلام فی حال حياتهم، لم ینحصر فقط بشخصهم بل کلما ینتسب الیهم، یقع موقع الانتفاع و التبرک. نموذج من هذه الموارد حسب المذکور فی الذيل:

1. تبرک شخص مریض بثوب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم للاستشفا

حسب نقل المرحوم الکليني روی هکذا:

عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَحْرٍ السَّقَّاءِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع... أَ لَا أُخْبِرُكَ بِحَدِيثٍ مَا هُوَ فِي يَدَيْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَتْ جَارِيَةٌ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ وَ هُوَ قَائِمٌ فَأَخَذَتْ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ فَقَامَ لَهَا النَّبِيُّ ص فَلَمْ تَقُلْ شَيْئاً وَ لَمْ يَقُلْ لَهَا النَّبِيُّ ص شَيْئاً حَتَّى فَعَلَتْ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَامَ لَهَا النَّبِيُّ فِي الرَّابِعَةِ وَ هِيَ خَلْفَهُ فَأَخَذَتْ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ ثُمَّ رَجَعَتْ فَقَالَ لَهَا النَّاسُ فَعَلَ اللَّهُ بِكِ وَ فَعَلَ حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ ص ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا تَقُولِينَ لَهُ شَيْئاً وَ لَا هُوَ يَقُولُ لَكِ شَيْئاً مَا كَانَتْ حَاجَتُكِ إِلَيْهِ قَالَتْ إِنَّ لَنَا مَرِيضاً فَأَرْسَلَنِي أَهْلِي لآِخُذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ لِيَسْتَشْفِيَ بِهَا فَلَمَّا أَرَدْتُ أَخْذَهَا رَآنِي فَقَامَ فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ أَنْ آخُذَهَا وَ هُوَ يَرَانِي وَ أَكْرَهُ أَنْ أَسْتَأْمِرَهُ فِي أَخْذِهَا فَأَخَذْتُهَا.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 2، ص 102، ناشر: اسلامية‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

2. تبرک فاطمة بنت اسد بثوب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم للامان من العذاب

حدثنا ابراهيم بن هاشم عن على بن اسباط عن بكر بن جناح عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال لما ماتت فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين جاء على عليه السلام عند النبى فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا ابا الحسن مالك قال امى ماتت قال فقال النبى صلى الله عليه وآله وامى والله ثم بكى وقال وااماه ثم قال لعلى عليه السلام هذا قميصى فكفنها فيه وهذا ردائى فكفنها فيه فاذا فرغتم فأذنونى فلما اخرجت صلى عليها النبى صلى الله عليه وآله صلوة لم يصل قبلها ولابعدها على احد مثلها ثم نزل على قبرها فاضطجع فيه

(الكتاب : بصائر الدرجات ج1 ص301)

نقول ان علماء اهل السنة یعتبرون هذا العمل من رسول الله ص فی احدی بناته مصداقا للتبرک بآثار الصالحین. النووي ذيل رواية صحيح مسلم" دخل عَلَيْنَا النبي صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ ... فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ فقال أَشْعِرْنَهَا إِيَّاه" یقول:

والحكمة في اشعارها به تبريكها به ففيه التبرك بآثار الصالحين ولباسهم.

 

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج 7 ، ص 3، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

هذه الطائفة من الاحاديث ثبتت باسانید­ مختلفة عند ميراث الامامیة فی الحديث و فی بعض مصادر الروائية عند اهل السنة.

السند الأول : عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق عليه السلام

الشیخ الصدوق یذکر اول رواية بسلسلة سنده عن عبد الله بن سنان و هو عن الإمام الصادق عليه السلام هکذا :

حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي رضي الله عنه قال حدثني جدي عن يعقوب قال حدثني ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام: لما ماتت (فاطمة بنت أسد) رضوان الله عليها نزع رسول الله صلى الله عليه وآله قميصه قال: كفنوها فيه ... فقال أما قميصي فأمان لها يوم القيامة.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 2، ص 469، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م

السند الثانی: عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس

الرواية الثانیة عن الشيخ الصدوق فی کتابه الامالي عن طريق عبد الله بن عباس هکذا:

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ جَامِعٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَبْدِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى النَّبِيِّ ص بَاكِياً وَ هُوَ يَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَهْ يَا عَلِيُّ فَقَالَ عَلِيٌّ ع يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاتَتْ أُمِّي فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ قَالَ فَبَكَى النَّبِيُّ ص ثُمَّ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ أُمَّكَ يَا عَلِيُّ أَمَا إِنَّهَا إِنْ كَانَتْ لَكَ أُمّاً فَقَدْ كَانَتْ لِي أُمّاً خُذْ عِمَامَتِي هَذِهِ وَ خُذْ ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ فَكَفِّنْهَا فِيهِما...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 390، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولى، 1417هـ.

السند الثالث: عيسي بن عبد الله عن ابائه عن جده

الرواية الثالثة هنا عن الشيخ الصدوق عن عيسي بن عبد الله و هو عن جده هکذا :

حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي رحمه الله قال حدثني جدي قال حدثني بكر بن عبد الوهاب قال حدثني عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده : ان رسول الله صلى الله عليه وآله دفن فاطمة بنت أسد ... وَ كَفَّنَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وآله فِي قَمِيصِهِ وَ نَزَلَ فِي قَبْرِهَا وَ تَمَرَّغَ فِي لَحَدِهَا...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی 381هـ)، علل الشرائع، ج 2، ص 469، تحقيق وتقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم، ناشر : منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها - النجف الأشرف، الطبع: 1385 - 1966 م

السند الرابع : بعض اصحابنا عن الامام الصادق عليه السلام

الرواية الأولی عن الکليني بهذه العبارة "بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام" هکذا:

علي بن محمد بن عبد الله عن السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام ... بينما هو (رسول الله صلى الله عليه وآله) ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين عليه السلام وهو يبكي فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك؟ فقال ماتت أمي فاطمة ثم أمر النساء أن يغسلنها فأعطاهن أحد قميصيه الذي يلي جسده وأمرهن أن يكفنها فيه ... فقال إني ذكرت القيامة وأن الناس يحشرون عراة فقالت وا سوأتاه فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية وذكرت ضغطة القبر فقالت وا ضعفاهفضمنت لها أن يكفيها الله ذلك فكفنتها بقميصي.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 1، ص 453، ناشر: اسلاميه‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

کما اشرنا الیه سالفا هذه الطائفة من الروايات، لم تختص بميراث الإمامیة فی الحديث و بعض من مصادر الروائية عند اهل السنة قاموا بانعکاسها.

الحاکم النيسابوري یذکر روایة هکذا:

لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه.

الحاكم النيسابوري، ابو عبدالله محمد بن عبدالله (المتوفی405 هـ)، المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 116، تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى، 1411هـ - 1990

الطبراني من محدثی اهل السنة یذکر الرواية المذکورة سالفا هکذا:

 لما ماتت فاطمة بنت أسد خلع رسول الله قميصه فألبسها إياه وكفنت فوقه.

الطبراني، ابوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيوب (المتوفی360هـ)، المعجم الأوسط، ج 1، ص 67، تحقيق: طارق بن عوض الله بن محمد،‏عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، ناشر: دار الحرمين - القاهرة – 1415هـ.

2. التبرک بماء وضوء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم

حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْهَاجِرَةِ ، فَأُتِىَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ فَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ ، فَصَلَّى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَةٌ.

کذلک مضمون هذه الروايات­ فی قسم من النصوص الروائية عند اهل السنة من جملة انها فی أصح ميراث الحديث عند السنة يعني صحيح البخاري.

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص 80، تحقيق: د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

الرواية المذکورة ثبتت علی الاقل بسندین مختلفین فی ميراث الحديث عند الامامية:

السند الأول: زرارة عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهما السلام

الشيخ الطوسي ذکر فی ضمن رواية هکذا:

أخبرني الشيخ أيده الله تعالى عن أبي القاسم جعفر ابن محمد عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال : كان النبي صلى الله عليه وآله إذا توضأ أخذ ما يسقط من وضوئه فيتوضؤن به. 

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، تهذيب الأحكام، ج 1، ص 221، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، ناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الرابعة،‌1365 ش .

السند الثانی: الامام السجاد عليه السلام عن جابر بن عبد الله الانصاري

تکرر فی الرواية الثانیة نفس مضمون الرواية السالفة بشکل آخر کذلک:

بهذا الاسناد «حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغدادي قال حدثني علي بن محمد بن عيينة مولى الرشيد قال حدثني دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع النهشلي الصغاني بسر من رأى عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عليه السلام عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في قبة آدم ورأيت بلال الحبشي وقد خرج من عنده ومعه فضل وضوء رسول الله ، فابتدره الناس فمن أصاب منه شيئا يمسح به وجهه ، ومن لم يصب شيئا أخذ من يدي صاحبه فمسح به وجهه وكذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين عليه السلام. 

 

القمي، ابي جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 74، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

3. تجويز التبرك بتراب رجل الإمام علي عليه السلام بید رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بشرط عدم اعتقاد بالوهية الإمام (الرواية مستفيضة و معتبرة)

حسب طائفة من الروايات لو لا خوف رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من غلوّ بعض فی الإمام علي عليه السلام، لبیّن المکانة المعنوية للإمام اميرالمومنین عليه السلام فنص هذه الروايات­ مع اسانیدها هکذا :

السند الأول : سلمان الفارسي

سليم بن قيس الهلالي یروی الرواية التي سمعها عن سلمان هکذا:

سمعت سلمان يقول  عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا سلمان لولا أن تفرط أمتي في أخي علي كإفراط النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيه مقالة يتبعون آثار قدميه في التراب يقبلونه.

الهلالي، سليم بن قيس (المتوفی80هـ)، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 429، ناشر: انتشارات هادي ـ قم‏، الطبعة الأولي، 1405هـ.

السند الثانی : ابو بصير عن الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهما السلام

الرواية الثانیة منقولة عن الکليني عن ابی بصير و هو عن الامام الباقر أو الصادق عليهما السلام. نتذکر ان التردد الحاصل بین المعصومین المذکورین کان من اجل عدم ذکر اسم المعصوم فی کتاب الکافي بحذف له من النساخ و ...

عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ... لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 8، ص 57، ناشر: اسلاميه‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

السند الثالث: مكحول عن امير المؤمنین عليه السلام

الرواية الثالثة فی هذه القضیة اثبتها الشيخ الصدوق عن طريق مکحول و هو عن الامام اميرالمؤمنین عليه السلام. 

حدثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن موسى الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول قال حدثنا سليمان بن حكيم عن ثور بن يزيد عن مكحول قال قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ... فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لولا أن يقول فيك الغالون من أمتي ما قالت النصاري في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يستشفون به.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الخصال، ص 575، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبعة 1403 - 1362

السند الرابع: عامر بن واثلة عن امير المؤمنین عليه السلام  

الرواية الرابعة عن الشيخ الصدوق عن عامر بن واثلة و هو عن الإمام اميرالمؤمنین عليه السلام هکذا:

حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين الثقفي عن أبي الجارود  وهشام أبي ساسان وأبي طارق السراج عن عامر بن واثلة قال: كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا عليه السلام وهو يقول ... نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال لي : " لولا أن أخاف أن لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة يطلب بها البركة لعقبه من بعده لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة " غيري ؟ فقالوا : اللهم لا.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الخصال، ص 557، تحقيق، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري،‌ ناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، سنة الطبعة 1403 - 1362

السند الخامس: عن المنصور الدوانيقي

الشيخ الصدوق ینقل رواية اخری بسلسلة سنده عن المنصور الدوانيقي هکذا:

حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثني جعفر بن عبد الله الناونجي عن عبد الجبار بن محمد عن داود الشعيري عن الربيع صاحب المنصور قال: بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ... فلما دخل قال له يا جعفر قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأبيك علي بن أبي طالب لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك قولا لا تمر بملا إلا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به ...

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 709، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولى، 1417هـ.

السند السادس: جابر بن عبد الله الأنصاري

آخر رواية فی هذا المجال عن صحابي رسول الله (ص) جابر بن عبد الله الانصاري الذی الشيخ الصدوق، ابوالفتوح الکراجکي، الطبري الامامي کذلک المرحوم الطبرسي اثبتوها نقلا عن کتاب ابو اسحاق ابراهيم بن سعيد الثقفي. فی الادامة نذکر نص الرواية حسب تقریر الشيخ الصدوق هکذا:

حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ  قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا محمد بن ثواب قال حدثنا إسحاق بن منصور عن كادح - يعني أبا جعفر البجلي - عن عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمن - يعني ابن زياد - عن سلمة بن يسار عن جابر بن عبد الله قال: لما قدم علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله بفتح خيبر قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من تحت رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به.

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، الأمالي، ص 156، تحقيق و نشر: قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة - قم، الطبعة: الأولى، 1417هـ.؛  الكراجكي، أبو الفتح، كنز الفوائد ص 281، مكتبة المصطفوي- قم؛ الطبري، عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم (المتوفی525هـ)، بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) لشيعة المرتضى عليه السلام، ص 246، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، طبع ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة الطبعة: الأولى1420 ه‍ ؛ الطبرسي، أبي علي الفضل بن الحسن (المتوفی548هـ)، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 365، تحقيق و نشر: تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم، الطبعة : الأولى، 1417هـ .

فی الختام نذکر ان الحافظ الطبراني من جملة محدثی اهل السنة ینقل الروایة المذکورة بعبارة " لَوْلا أَنْ يَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ من أُمَّتِي ما قَالَتِ النصاري في عِيسَى بن مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ الْيَوْمَ مَقَالا لا تَمُرُّ بِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا أَخَذَ التُّرَابَ من أَثَرِ قَدَمَيْكَ يَطْلُبُونَ بِهِ الْبَرَكَةَ " و محمد بن سليمان الکوفي من جملة علماء الزيدية اثبت فی کتابه مناقب الإمام اميرالمؤمنین عليه السلام بعبارة " لولا أن يقول طوائف من هذه الأمة فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملا إلا أخذوا التراب من أثر قدميك في التماس البركة" 

الطبراني، ابوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيوب (المتوفی360هـ)، المعجم الكبير، ج 1، ص 320 ، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، ناشر: مكتبة الزهراء - الموصل، الطبعة: الثانية، 1404هـ – 1983م

الكوفي القاضي، محمد بن سليمان (المتوفی قرن الثالث)، مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ج 2، ص 615،  تحقيق: محمد باقر المحمودي محل نشر: قم، ناشر: مجمع احياء الثقافة الاسلامية، الطبعة الأولى 1412

النتيجة عن اسناد الرواية :‌

کماانکم تلاحظون هذه الطائفة من الروايات ثبتت باسانید­ مختلفة عند ميراث الامامية فی الحديث. هذه الروایات حسب الاصطلاح مستفیضة. و کالخبر الواحد الثقة حجة.  

4.  التبرک بثوب الإمام الرضا عليه السلام بید الريان بن الصلت (الرواية لها سندین صحيحین)

حسب طائفة من الروايات، الريان بن الصلت، طلب من الامام الرضا عليه السلام ثوبا للتبرک و التيمن و الامام عليه السلام أجاب طلبه. مضمون هذه الروايات­، ثبت باسانید مختلفة عند ميراث الامامية فی الحدیث. فی هذاالمجال بعض الروايات لها سلسلة سند معتبرة الذی نشیر الیها فی الذيل:

السند الاول : الحميري عن الريان بن الصلت

اول سند فی هذا القسم عن الحميري القمي من غیر واسطة عن الريان بن الصلت، هکذا:

حدثني الريان بن الصلت قال: كنت بباب الرضا عليه السلام فقلت لمعمر: إن رأيت أن تسأل سيدي أن يكسوني ثوبا من ثيابه ويهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه فأخبرني معمر أنه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فابتدأني أبو الحسن عليه السلام فقال: يا معمر ألا يريد الريان أن نكسوه من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا؟ ... قل له فليجئني فأدخلني ودعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي فلما قمت وضع في يدي ثلاثين درهما.

 

الحميري القمي، أبي العباس عبد الله بن جعفر، قرب الاسناد، ص 343، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، ناشر : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، المطبعة : مهر - قم، الطبعة: الأولى، سنة الطبعة : 1413

دراسة السند:

الرواية المذکورة الذی لها راويین يعني فی سلسلة سندها الحميري و الريان بن الصلت، صحيحة و مقبولة معتمدة. النجاشي یقول فی الحميري ب " شيخ القميين و وجههم"

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 219، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

هو یقول فی الريان بن الصلت هکذا: الريان بن الصلت كان ثقة صدوقا

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 165، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

السند الثانی: علي بن حسين عن معمر بن خلاد

الرواية الثانیة فی کتاب اختيار معرفة الرجال فیقول هکذا:

محمد بن مسعود قال حدثني علي بن الحسين قال حدثني معمر ابن خلاد قال: سألني رجل أن أستأذن له عليه يعني الرضا عليه السلام وأسأله أن يكسوه قميصا ويهب له من دراهمه فلما دخلت عليه قال: أين كنت؟ قلت: كنت عند فلان قال: يشتهي أن يدخل علي؟ فقلت: نعم ثم قال له يأتيك فاعلمه قال: فلما دخل عليه جلس قدامه ثم دعا بقميص فلما قام وضع في يده شيئا فنظرت فإذا هي دراهم من دراهمه. قال محمد بن مسعود قال علي بن الحسين: والرجل الذي سأل الدعاء والكسوة هو الريان بن الصلت.

الطوسي، الشيخ الطائفة أبى جعفر،‌ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين (المتوفی 460هـ)، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، ج 2، ص 824، تصحيح وتعليق: المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، ناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم، تاريخ الطبع: 1404 ه‍

السند الثالث: محمد بن حسن عن معمر

الرواية مذکورة فی موضع آخر من کتابه اختيار معرفة الرجال بهذا الشکل:

طاهر بن عيسى قال حدثني جعفر بن أحمد عن علي بن شجاع عن محمد بن الحسن عن معمر بن خلاد قال: قال لي الريان بن الصلت أحب أن تستأذن لي على أبي الحسن عليه السلام وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه قال فدخلت عليه فقال لي مبتدئا: يا معمر ريان يحب أن يدخل علينا واكسوه من ثيابي وأعطيه من دراهمي قل له فليجئ فدعا بثوب من ثيابه فلما خرج قلت: أي شئ أعطاك؟ وإذا في يده ثلاثون درهما.

الطوسي، الشيخ الطائفة أبى جعفر،‌ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين (المتوفی 460هـ)، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، ج 2، ص 824، تصحيح وتعليق: المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، ناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم، تاريخ الطبع: 1404 ه‍

ما یشبه هذا السند نقله الطبري الإمامي فی کتاب دلائل الامامة بشکل آخر هکذا:

أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى عن أبيه قال أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن معمر بن خلاد قال: سألني ريان بن الصلت أن أستأذن له على أبي الحسن عليه السلام وأن أسأله أن يكسوه قميصا يكون في أكفانه ويهب له من الدراهم التي ضربت باسمه. فلما أتيته قال لي: أين كنت؟ قلت: كنت عند ريان فقال أبو الحسن: اشتهى أن يلقاني؟ قلت : نعم قل له يأتيني الليلة فدعا له بقميص فلما أراد أن يخرج وضع في يده شيئا فلما خرج نظرت فإذا ثلاثون درهما من دراهمه.

الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير بن رستم (المتوفی قرن پنجم)،‌ دلائل الامامة، ص 370، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم، الطبعة: الأولى1413

السند الرابع : علي بن ابراهيم عن الريان بن الصلت 

الرواية الرابعة هی عن علي بن ابراهيم القمي عن الريان بن الصلت. هذه الرواية فی احد کتب الشيخ الصدوق هکذا:

حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثني الريان بن الصلت قال: لما أردت الخروج إلى العراق وعزمت على توديع الرضا عليه السلام فقلت في نفسي إذا ودعته سألته قميصا من ثياب جسده لأكفن به ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم فلما ودعته شغلني البكاء والأسف على فراقه عن مسألة ذلك فلما خرجت من بين يديه صاح بي يا ريان ارجع فرجعت فقال لي : أما تحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فنى أجلك؟ أوما تحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟ ... فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إلي ورفع جانب المصلى فاخرج دراهم فدفعها إلي وعددتها فكانت ثلاثين درهما.

 

القمي، ابي جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 229، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

دراسة السند:

هذه الرواية ایضا حسب الدراسات المعهودة لها سند مقبول. ذکرنا وثاقة الريان بن الصلت من قبل. احمد بن زياد ایضا بشهادة الشيخ الصدوق شخص ثقة و یقول فیه هکذا:

 كان رجلا ثقة دينا فاضلا 

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 369، ناشر:‌ اسلامية ـ طهران‏، الطبعة الثانية‏، 1395 هـ.

النجاشي یقول فی علي بن إبراهيم هکذا: 

علي بن إبراهيم بن هاشم ثقة في الحديث ثبت، معتمد صحيح المذهب. 

النجاشي الأسدي الكوفي، ابوالعباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس (المتوفی450هـ)، فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب‍ رجال النجاشي، ص 260، تحقيق: السيد موسي الشبيري الزنجاني، ناشر: مؤسسة النشر الاسلامي ـ قم، الطبعة: الخامسة، 1416هـ.

السند الخامس: محمد بن حسين عن معمر بن خلاد

الشيخ الصدوق یذکر هذا المضمون من الرواية فی موضع آخر من نفس الکتاب بسند الذيل:

حدثنا محمد بن أحمد بن إدريس قال حدثني أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن معمر بن خلاد قال: قال لي الريان بن الصلت وقد كان الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كور خراسان فقال لي أحب أن تستأذن لي على أبي الحسن عليه السلام فأسلم عليه وأحب أن يكسوني من ثيابه وأحب أن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه فدخلت على الرضا عليه السلام فقال لي مبتديا: إن الريان بن الصلت يريد الدخول علينا والكسوة من ثيابنا والعطية من دراهمنا فأذنت له فدخل فسلم فأعطاه ثوبين وثلاثين درهما من الدارهم المضروبة باسمه.

القمي، ابي جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 225، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

5. التبرک بثوب الامام الرضا عليه السلام بید دعبل الخزاعي

هذه الرواية مذکورة فی عيون اخبار الرضا عليه السلام و کمال الدين للشيخ الصدوق و کذلک فی کتاب دلائل الامامة للطبري. من اللازم للذکر ان عدد الرواة فی الطبقة الاولی من مجموع الروایات الثلاث، اربعة اشخاص و حسب الاصطلاح هی مستفيضة فمناجل هذه الجهة لا تحتاج الی دراسة الرواة. و بقية الاشخاص من هذه السلسلة علی الاقل فی روايتین للشيخ الصدوق موثقون. فی الاستمرار نقدم نص هذه الروايات مع دراسة بقية الاشخاص هکذا:

السند الاول: ابراهيم بن هاشم عن ابی الصلت الهروي

الرواية الأولی عن الشيخ الصدوق بسلسلة سند متصل عن ابراهيم بن هاشم و هو عن ابی الصلت هکذا:

حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب و علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهما قالا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد السلام بن صالح الهروي قال دخل دعبل علي موسى الرضا عليهما السلام بمرو ... فأنشده : مدارس آيات خلت من تلاوة  * ومنزل وحي مقفر العرصات ...  ثم نهض الرضا عليه السلام بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار فلما كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية فقال له : يقول لك مولاي إجعلها في نفقتك فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلي ورد الصرة وسأل(دعبل) ثوبا من ثياب الرضا عليه السلام ليتبرك ويتشرف به فانفذ إليه الرضا عليه السلام جبة خز مع الصرة وقال للخادم: قل له خذ هذه الصرة فإنك ستحتاج إليها ... وكانت له (دعبل) جارية فرمدت عينها رمدا عظيما فاغتم لذلك دعبل غما شديدا ثم إنه ذكر ما كان معه من وصلة الجبة فمسحها على عيني الجارية فأصبحت وعيناها أصح ما كانتا قبل ببركة أبي الحسن الرضا عليه السلام.

 

القمي، ابي جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 294، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

السند الثانی: ابرهيم بن هاشم عن ابی الصلت

الشيخ الصدوق یذکر الرواية المذکورة فی احد کتبه باختلاف فی الراوي الاول من هذه السلسلة هکذا:

حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه عن  أبيه  عن جده إبراهيم بن هاشم  عن عبد السلام بن صالح الهروي ....

الصدوق، ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (المتوفی381هـ)، كمال الدين و تمام النعمة، ص 373، ناشر:‌ اسلامية ـ طهران‏، الطبعة الثانية‏، 1395 هـ.

السند الثالث : أبو عبيد الله المرزباني

الرواية الأخری فی هذا المجال ینقلها صاحب دلائل الامامة عن قول أبی عبيد الله المرزباني هکذا:

 أنشدني أبو أحمد عبد السلام البصري قال أنشدني أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قال أنشدني أحمد بن محمد المكي قال أنشدنا يحيى بن الحسن العلوي قال  أنشدنا دعبل بن علي لنفسه : مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات

... قال أبو عبيد الله المرزباني فلما فرغ من إنشاده  قام الرضا عليه السلام فدخل منزله وبعث إليه خادما بخرقة حرير فيها ستمائة دينار فقال له دعبل: لا والله ما هذا أردت ولكن قل له قال أكسني ثوبا من أثوابك وبعث إليه (الرضا عليه السلام) بجبة من ثيابه.

الطبري، ابي جعفر محمد بن جرير بن رستم (المتوفی قرن الخامس)،‌ دلائل الامامة، ص 357، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، ناشر: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم، الطبعة: الأولى1413

6. التبرک بثوب الامام الرضا عليه السلام بید هشام العباسي

الشيخ الصدوق ینقل رواية بسند منه عن هشام العباسي هکذا نص الروایة:

حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: سمعت هشام العباسي يقول: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام وأنا أريد أن أسأله أن يعوذني لصداع أصابني وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما فلما دخلت سألت عن مسائلي فأجابني ونسيت حوائجي فلما قمت لأخرج وأردت أن أودعه قال لي: اجلس فجلست بين يديه فوضع يده على رأسي وعوذني ثم دعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إلي وقال لي : أحرم فيهما.

القمي، ابي جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 238، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

7. التبرک بمحل استقرار الامام الرضا عليه السلام

الرواية التي نقلها المرحوم الکشّي هکذا :

قرأت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه حدثني محمد ابن يحيى العطار قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سليمان بن جعفر  قال: قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام: أشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام قلت: فما يمنعك من ذلك؟ قال: الاجلال و الهيبة له و أتقي عليه فاعتل أبو الحسن عليه السلام فقلت قد اعتل أبو الحسن عليه السلام فان أردت الدخول عليه فاليوم قال: فجاء إلى أبي الحسن عليه السلام عائدا فلقيه أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب من التكرمة والتعظيم ثم مرض علي بن عبيد الله فعاده أبو الحسن عليه السلام وأنا معه فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا أن أم سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر فلما خرج خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبو الحسن عليه السلام فيه جالسا تقبله وتتمسح به قال سليمان ثم دخلت على علي بن عبيد الله فأخبرني بما فعلت أم سلمة فخبرت به أبا الحسن عليه السلام فقال: يا سليمان ان علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة.

 

الطوسي، الشيخ الطائفة أبى جعفر،‌ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين (المتوفی 460هـ)، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، ج 2، ص 856، تصحيح وتعليق: المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، ناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم، تاريخ الطبع: 1404 ه‍

8. التبرک بشجرة زرعها الإمام الرضا عليه السلام

الرواية التي یرویها الشيخ الصدوق فیها التبرک بالشجرة التی زرعها الإمام الرضا علیه السلام نص الروایة هکذا :

حدثنا أبو واسع محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري قال سمعت جدتي خديجة بنت حمدان بن بسنده قالت لما دخل الرضا عليه السلام بنيسابور نزل محلة الغربي ناحية تعرف بلاشاباد في دار جدي فلما نزل عليه السلام دارنا زرع لوزة في جانب من جوانب الدار فنبتت وصارت شجرة وأثمرت في سنة فعلم الناس بذلك فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة فمن أصابته علة تبرك بالتناول من ذلك اللوز مستشفيا فعوفي به ومن أصابه رمد جعل ذلك اللوز على عينيه فعوفي وكانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها تناولت من ذلك اللوز فتخف عليها الولادة وتضع من ساعتها وكان إذا أخذ دابة من دواب القولنج أخذ من قضبان تلك الشجرة فأمر على بطنها فتعافي ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا عليه السلام.

القمي، ابي جعفر الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (المتوفی381هـ)، عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 141، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: الشيخ حسين الأعلمي، ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت – لبنان، سنة الطبعة: 1404 - 1984 م

9. التبرك بقمیص الامام الجواد عليه السلام بید اسماعيل بن بزيع

حسب بعض الروايات یطلب محمد بن اسماعيل بن بزيع عن الامام الجواد عليه السلام قمیصا یعده لکفنه. فمن الواضح ان هذا الطلب یکون من اجل التبرک و الانتفاع من هذا القمیص.

السند الاول : علي بن مهزيار عن محمد بن اسماعيل بن بزيع

الرواية الأولی فی کتاب اختيار معرفة الرجال، جاءت بسند الذيل:

علي بن محمد قال حدثني بنان بن محمد عن علي بن مهزيار عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يأمر لي بقميص من قمصه أعده لكفني فبعث به إلي.

الطوسي، الشيخ الطائفة أبى جعفر،‌ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين (المتوفی 460هـ)، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، ج 2، ص 514، تصحيح وتعليق: المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي، تحقيق: السيد مهدي الرجائي، ناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم، تاريخ الطبع: 1404 ه‍

السند الثانی : احمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن اسماعيل بن بزيع

السند الثانی ینقله الشيخ الطائفة فی کتابه تهذيب الأحکام هکذا:

سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد (بن عيسي) عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع قال سألت أبا جعفر عليه السلام ان يأمر لي بقميص أعده لكفني فبعث به إلى.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفی460هـ)، تهذيب الأحكام، ج 1، ص 304، تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، ناشر: دار الكتب الإسلامية ـ طهران، الطبعة الرابعة،‌1365 ش .

10. التبرك بالخاتم الذی عند الإمام العسكري عليه السلام بید ابی هاشم الجعفري

الکليني حسب الرواية التي یرویها ابو هاشم الجعفري ینقل هکذا:

 (علي بن محمد و محمد بن أبي عبد الله عن إسحاق بن محمد النخعي) عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي محمد يوما و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست وأنسيت ما جئت له فلما ودعت و نهضت رمى إلي بالخاتم فقال: أردت فضة فأعطيناك خاتما.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفی328 هـ)، الكافي، ج 1، ص 512، ناشر: اسلامية‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش.

النتيجة الکلية:

التقاریر المرتبطة بمشروعية و جواز التبرک بالمعصومین عليهم السلام حال حياتهم­، تنقسم الی قسمین کليین التبرک بالشخص المعصوم و التبرک بالاشياء المنتسبة الیه. مجموع هذه التقاریر  التی انعکست باسانید مختلفة فی ميراث الامامیة فی الحديث، تسبب القطع بصدورها لأن عددها کثیر ضمن ان بعضها لیس فیها الاتقان و الاعتبار اللازم حسب قواعد علم الرجال.

و من الله التوفیق

فریق الإجابة عن الشبهات

موسسة الإمام ولي العصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) للدراسات العلمیة



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة