2024 March 28 - 18 رمضان 1445
سَبِیلُ المُسْتَبْصِرِینْ اِلی صِرَاطِ المستقیم
رقم المطلب: ٣٤٢ تاریخ النشر: ١٧ شوال ١٤٣٨ - ١٠:١٧ عدد المشاهدة: 2950
المکتبة » عام
سَبِیلُ المُسْتَبْصِرِینْ اِلی صِرَاطِ المستقیم

 

الكتاب: سَبِیلُ المُسْتَبْصِرِینْ اِلی صِرَاطِ المستقیم

المؤلف: دکتر صلاح الدین اَلْحُسَیْنِی

مقدمة اجمالیة من المؤلف :

لقد نشأتُ وترعرعت في بيئة دينيّة محافظة، فقد كان والدنا شديد الحرص على أن نكون من الملتزمين بالدين الإسلامي وتعاليمه، هذه النشأة والتربية جعلتني دائم البحث والتقصّي عن الأمور الدينية من أجل الالتزام بها، ونوال رضوان الله سبحانه وتعالى ورضا الوالدين.

ولقد لفت نظري كثيراً الحديث النبويّ الذي يقول: تفترق أمّتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلّها في النار إلا واحدة(1)، وهذا الحديث في اعتقادي أنّه يوجب على المسلمين جميعاً، البحث والنظر من أجل أن يكونوا في صفّ الفرقة الناجية ومعها.

ومن القضايا التاريخية والتي تلفت النظر حقيقة تغييب أهل البيت(عليهم السلام)وفضائلهم، مع أنّ القرآن الكريم والسنّة النبويّة أكدّا على فضلهم ووجوب اتّباعهم وطاعتهم، فلماذا لم تتبعهم الأمّة، بل تركتهم ولم تطع الله ورسوله في شأنهم، بل وعلى مرّ التاريخ، كانت توضع المبرّرات لتأويل النصوص وصرفها عن معناها أو تضعيفها، ولا زال هذا الأمر هو الشغل الشاغل لعلماء أهل السنّة، فدائماً تراهم يؤوّلون النصوص المتعلّقة بولاية أهل البيت أو تضعيفها، وكأنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عندما تحدّث بتلك الآلاف المؤلّفة من الأحاديث التي تأمر باتّباع أهل البيت(عليهم السلام)، يظهرونه وكأنّه يتحدّث للتسلية وليس للتشريع.

ومن القضايا التي كان لها الأثر الكبير في البحث هي مواقف الصحابة الكثيرة والعديدة، والتي لا يجد الإنسان المنصف إلا تفسيراً واحداً لها، وهو عدم الصدق والإخلاص في متابعة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

لماذا قاموا بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بمعاداة أهل البيت(عليهم السلام)، وأظهروا البغض لهم، واعتدوا على السيّدة الزهراء(عليها السلام) وهجموا على بيتها، وأسقطوا جنينها؟

لماذا توفّيت السيّدة الزهراء(عليها السلام)، وهي غاضبة على أبي بكر وعمر مع أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك(2).

____________

1- أنظر: الحديث بالفاظه المختلفة في مسند أحمد 3: 12، 4: 102، سنن ابن ماجة 2: 1322، سنن أبي داود 2: 390، سنن الترمذي 4: 134.

2- المستدرك على الصحيحين 3: 154، المعجم الكبير 1: 108.

 

 لماذا قتل الإمام عليّ(عليه السلام)، ولماذا قتل الإمام الحسين(عليه السلام)، ولماذا قتل جميع الأئمّة(عليهم السلام) من قبل المسلمين والسلطة الحاكمة؟ ولماذا عندما بويع لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قام معاوية بن أبي سفيان بالخروج عليه وقتاله؟ لماذا خرجت السيّدة عائشة أمّ المؤمنين لقتال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب مع أنّ الله أمرها بأنّ تقرّ في بيتها، ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد حذّرها كثيراً من ذلك؟

وأيضاً من القضايا التي لا يمكن السكوت عليها، بل كانت دائماً محلّ تساؤل عندي، مواقف الصحابة في أحد وحنين، وكذلك في معركة الخندق عندما دعاهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لمبارزة عمرو بن ودّ العامري، على أن يضمن له الجنّة، فلم يقم لا أبو بكر ولا عمر، ولكن قام أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) .

وأيضاً لماذا هرب عمر بن الخطاب وغيره في حنين، وترك رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

أمّا القضيّة الأخطر والتي صدمتني ولم أجد لها جواباً عند العلماء سوى التبريرات التي لا تقنع أي إنسان، هي قضيّة رزيّة الخميس، عندما دعاهم رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً، فمنعه عمر بن الخطّاب من ذلك، واتّهمه بالهجر والهذيان وقال: حسبنا كتاب الله(1).

لماذا قام أبو بكر بحرق سنّة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك عمر قام بحرقها أيضاً، ومنعا من التحديث بها وتدوينها ممّا أدّى إلى ضياعها.

لماذا لم يؤمن عمر بن الخطاب برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم صلح الحديبية مع أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: إنّي رسول الله ولن يضيّعني(2)، ولكنّ عمر بن الخطّاب لم يقنع، وظلّ يخذّل المسلمين عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

____________

1- اُنظر: صحيح البخاري 5: 137 ـ 138، 7: 9، صحيح مسلم 5: 76.

2- صحيح البخاري 6: 45، صحيح مسلم 5: 175.

 

مواقف عجيبة وعديدة، المئات منها يصطدم بها الباحث المسلم دون أن يجد لها جوابا.

 

لینک تحمیل الکتاب ب صورة PDF 

 
 


Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة