2024 March 28 - 18 رمضان 1445
ولایةُ اهلِ البیت علیهم السلام فی القرآنِ و السُّنَّة
رقم المطلب: ٣٦٥ تاریخ النشر: ٢٢ شوال ١٤٣٨ - ١١:٢١ عدد المشاهدة: 3069
المکتبة » عام
ولایةُ اهلِ البیت علیهم السلام فی القرآنِ و السُّنَّة

 

الكتاب: ولایةُ اهلِ البیت علیهم السلام فی القرآنِ و السُّنَّة

المؤلف:  حَسَیْنَة حَسَن الدَرِیْبْ

مقدمة اجمالیة من المؤلف :

لمحة مختصرة عن حياتي وسبب استبصاري

عزيزي القارئ بين يديك صفحات تتحدّث عن قصّة تتعلّق بالدين والمعتقد، والبحث والحيرة، والوصول إلى الحقّ، بعد طول البحث والتحقيق.

لقد نشأت في أسرة متديّنة - والحمد لله تعالى - وهي على المذهب الزيدي الشيعي، ووالدي - حفظه الله تعالى - يحبّ هذا المذهب حبّاً شديداً، ومنذ صغرنا كان يعلّمنا الصلاة والأحكام كلّها على أسس المذهب الزيدي ؛ لكي لا نتأثّر بالمعلّمات والمجتمع من حولنا، والحمد لله وبفضل الله وجهود الوالد العظيمة لم نتأثّر بأيّ فكر مخالف لأهل البيت(عليهم السلام) - حسب عقيدة الزيدية - وكنت أحبّ العلم والمتعلّمين، أي: أصحاب الشهادات العلياً، ولا أفرّق بين طالب المعهد الديني وغيره، إلّا أنّني كنت أحس بمحبّة خاصّة لمن يتّصفون بحسن الخلق والصدق والأمانة ونحوها من الأخلاق الفاضلة.

ومرّت الأيام وبدأت الوهابية تنتشر بشكل كبير في منطقتنا، وكان والدي - حفظه الله تعالى - دائماً يحذّرنا منهم، ويبيّن لنا حقائقهم، ويغرس في قلوبنا حبّ الخمسة أصحاب الكساء(عليهم السلام)، وأئمة الزيدية، والإمام الخميني(قدس سره) وثورته المباركة، وخليفته القائد المعظّم - حفظه الله وسدّد خطاه ـ ، فنشأنا على ذلك، حتّى في المدرسة عندما كنّا صغاراً كان الأستاذ يقول لنا: اقرأوا حديث كذا، وهو في الكتاب هكذا: (عن معاوية رضي الله عنه). فكنّا نرفض الترضّي عنه،

ونقول للأستاذ: إنّ والدنا قال لنا إنّه حارب الإمام عليّاً(عليه السلام)، وقتل الإمام الحسن(عليه السلام)، ونحو ذلك كثير.

ولشدّة حبيّ للعلم وميلي لأهل العلم والأخلاق ومجالسهم كنت أحضر لاستمع محاضرات أستاذة وهابية بجوار منزلنا، وأقول لنفسي: أنا آخذ منها الكلم الطيّب، وأترك الخبيث، وكنت أُلاحظ في محاضراتها أشياء كثيرة، مثلاً: تريد أنّ تمدح عائشة، فتذكر غيرتها من بقية نساء النبي(صلى الله عليه وآله)، وتآمرها عليهن، ونحو ذلك مما تريد به المدح، وهو في الواقع ذمّ، وكانت تعلّم الصلاة والأحكام على الطريقة الوهابية، وتتكلّم عن الصحابة، ومرّة تريد تمدح عمر فتضحّي بأبي بكر، وكذا العكس، وهكذا.

فمن فكّر في كلامهم وجد فيه التخبّط والتناقض الكثير، فكنت أقف ضدّها لأجل أنّ أنبّه الأخوات على خطئها، ولكن للأسف لم يكن عندي علم لأُناقشها به إنّما حبّي لأهل البيت(عليهم السلام)، وكره أعدائهم، وبعض المعلومات البسيطة حول تخبّطهم قد غرسها الوالد - حفظه الله تعالى ـ في قلبي، ولكن لم يكن كافياً للرد على الشبهات ونحوها، فقلت في نفسي: وإن كنت واثقة من نفسي أنّني لن أتأثّر بها فسوف يتأثّر بها غيري، فلابدّ من حلّ، فأرسلت إلى أحد معلّمي الدين في المذهب الزيدي في منطقتنا، والحمد لله فقد استجاب ذلك المعلّم الديني لدعوتنا، وأتى إلى منزلنا، وأبدى استعداده لتدريسنا، فحدّدنا موعداً للدراسة، وبالطبع بدأنا الدراسة بكلّ همّة وجدّية، ولقد أحببت الدراسة من أعماق قلبي، ولشدّة حبّي لها صرت محل ثقة عند ذلك الأستاذ، فما مرّت سنة كاملة حتّى طلب منّي ومن أختي وإحدى زميلاتي أنّ نساعده في تدريس بعض المسائل العقائدية وغيرها، كالطهارة والصلاة والتجويد، فكنّا نجدول وقتنا معه

للتدريس وللدراسة عنده، واستمرّيت أَدرس وأُدرّس بكلّ جهد وإخلاص لمدّة أربع سنوات تقريباً، وكنّا في دراستنا نتعلّم النحو والفقه وعلوم القرآن، ونبحث في التوحيد والعدل والإمامة والتشبيه والقضاء والقدر في عقائد الوهابية، والردّ عليهم، وغير ذلك، وأمّا الجعفرية وأهل السنّة من غير الوهابية فلم نتطرّق إليهم إلّا بشيء بسيط .

وكان لنا بعض النشاطات التبيليغية بالإضافة إلى التدريس، فكنّا نقوم ببعض المحاضرات والمجالس الدينية، كموالد الخمسة أصحاب الكساء(عليهم السلام)، والإمام زيد رضوان الله عليه، وكذا وفاتهم، والهجرة النبوية، و...

وكذا قمنا بالتعاون لنشر مجلة اسميناها (مجلة الزهراء)، وكنت مديرة التحرير، وبإشراف معلّمنا القدير، ومعاونه السيّد يحيى طالب مشاري، وغيرهما ممن كانوا يوجّهوننا ويشرفون علينا، وقبل تأسيس المجلة كنّا قد عملنا جمعية خيرية باسم (جمعية النساء الخيرية)، شكّلتها طالبات العلم الشريف في الجوف (1) ، وكنت أنا الأمينة العامّة لها، وكنّا نطبع المجلة على حساب الجمعية، علماً أنّني خلال دراستي لم أكن أتعرّض لسبّ الجعفرية، لأنّي كنت أحس كأنّنا وايّاهم شيء واحد، وحتّى في الانتخابات عندما كنّا نرشّح أحد الشخصيات الاثني عشرية في حزب الحقّ (حزب زيدي)، وكنت رئيسة اللجنة النسائية في الانتخابات في المنطقة، فوقفت معه رغم أنّي أعلم أنّه جعفري، وأكثر الزيدية لم يرشّحوه، لكنّي كنت أحس أنّ المذهب الجعفري أخو المذهب الزيدي، ولا يصح أنّ نفرّق بينهما وهذا ما أعتقده، لأنّ المذهبين كلاهما شيعي، والتفاهم

____________

1- الجوف هي محافظتنا.

 

بينهما ممكن لأنّهما متحدّان في الولاء لأصحاب الكساء.

ومن المواقف التي حرّكت تفكيري، أنّني ذات يوم كنت في الدرس فسألت أحد كبار الزيدية حول أهل البيت(عليهم السلام)، وذكرت أنّني من شيعتهم(عليهم السلام)، فقال لي: أنتم أهل البيت، أنتم أشراف (1) ، ونحن شيعتكم. فتعجّبت وتساءلت: أنحن الأمان لأهل الأرض؟! أنحن السفينة؟! أنحن..؟!

ومرّة كنّا في مجلس عزاء فتطرّقت للآية { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (2) ، فقالت إحدى الأخوات الداعيات من الحركة الزيدية: نعم، اسألوا أهل الذكر، هذه هي أهل الذكر (تقصدني). لقد هزّني ذلك، إذ لم يكن العلماء أهلاً لذلك، فكيف بي؟! ـ لأنّ مشكلة الزيدية الخلط بين مفهوم السيّد ومفهوم أهل البيت - فبقيت متحيّرة لم أجد من أُناقشه في ذلك لتذهب تلك الحيرة.

المهمّ أنّني وبعد أربع سنوات من دراستي وتدريسي في تلك الفترة، تقدّم لخطبتي أحد أقاربي، وقد شاع الخبر أنّه جعفري، وترقّبت الفرصة في أيام الانتخابات - إذ كان يأتي لأخذ بعض التقارير لصالح حزب الحقّ الزيدي، وكنّا نعمل لصالح ذلك الحزب ؛ لأنّه أقرب حزب لمنهج أهل البيت(عليهم السلام) - فسألته: سمعت أنّك لم تعد زيدياً؟ فقال: بلى، أنا زيدي، وأكّد لي ذلك بعد سؤالي وتكراري، فأثبت لي أنّه زيدي....

 لینک تحمیل الکتاب ب صورة PDF

 
 
 


Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة