نسخة الموبایل
www.valiasr-aj .com
لو کان مقصود الرسول (ص) من حديث الغدير، امامة اميرالمؤمنین (ع) ،لماذا اختلفوا الصحابة فیها؟
رقم المطلب: 907 تاریخ النشر: 12 ذيحجه 1444 - 09:45 عدد المشاهدة: 4299
الأسئلة و الأجوبة » عام
لو کان مقصود الرسول (ص) من حديث الغدير، امامة اميرالمؤمنین (ع) ،لماذا اختلفوا الصحابة فیها؟

 

السائل: عبد الرحمن فاروق

توضيح السؤال :

لو کان مقصود رسول الله (ص) من حديث الغدير ، ان یعین عليا (ع) بعنوان خليفة المسلمین بعده  ، لابد ان لا یکون بین الصحابة اختلاف ؛ لأنهم صحابة رسول الله (ص) و محسوبین علیه . کیف تصور ان بعد کم یوم من وقعة غدير خم ، نسوا الصحابة وصية و أمر رسول الله ص و خانوا به ؟

بناء علی هذا من القطع ان مقصود رسول الله ص لم تکن امامة امیر المؤمنین ع .

نقد و دراسة :

منبت هذه الشبهة ، هو التصور الغلط عند اهل السنة من الصحابة ، لأنهم علی هذا المعتقد اذا اصدق علی شخص اسم الصحابي و تلقب بهذا الإسم ، عدالته من القطعيات و لم یعمل علی خلاف أمر رسول الله صلي الله عليه وآله.

لاشک اذا وجدنا موارد ان الصحابة حتي فی زمن رسول الله صلي الله عليه وآله ، کان بینهم الخلاف الشديد و عملوا علی خلاف أمر رسول الله صلي الله عليه وآله ، یثبت انه هذه الشبهة لا اساس لها ف اختلاف الصحابة فی مسألة ، لم یؤثر فی تعيين مقصود الرسول ص و لم یکن نقص فی دلالة حديث الغدير . فلنشیر الی موارد مخالفة الصحابة مع رسول الله ص :

مخالفة امر رسول الله (ص) فی قضية الوصية :

من ابرز الامثلة فی الاختلاف بین الصحابة و التمرد من أمر رسول الله صلي الله عليه وآله ، قضية وصيته الی بعض الاصحاب الحاضرین فی مجلسه عندما امرهم بایتاء الورق و القلم ، لأنه قصد ان یکتب مطالب حتی لن یضلوا ابدا ؛ اما الصحابة من دون ان یراعوا حرمة رسول الله ص ، اختلفوا بینهم ، حتی ان الخليفة الثانی اتهم الرسول ص بالهجر! .

عندما الصحابة فی حضور رسول الله ص خالفوا امره و تنازعوا فی ما بینهم ، لیس من البعید انهم یتنازعون بعد الرسول ص فیما شجر بینهم فی ما سبق ؟

محمد بن اسماعيل البخاري یقول فی صحيحه :

عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قال يَوْمُ الْخَمِيسِ وما يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَي حتي خَضَبَ دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فقال اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم وَجَعُهُ يوم الْخَمِيسِ فقال ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا ولا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم ... .

الجامع الصحيح المختصر ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي (المتوفی256 هـ) ، ج 3 ، ص1111 ، ح 2888 ، كتاب الجهاد والسير ب 176 ،باب هَلْ يُسْتَشْفَعُ إِلَي أَهْلِ الذِّمَّةِ وَمُعَامَلَتِهِمْ ، ناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987 ، الطبعة : الثالثة ، تحقيق : د. مصطفي ديب البغا .

مسلم النيسابوري نقل هذا الحديث مع قلیل من الاختلاف فی صحيحه و یقول :

عن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قال يَوْمُ الْخَمِيسِ وما يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ جَعَلَ تَسِيلُ دُمُوعُهُ حتي رأيت علي خَدَّيْهِ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ قال قال رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم ائْتُونِي بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ أو اللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَقَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم يَهْجُرُ .

صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري (المتوفی261 ، ج 3 ، ص1259 ، ح1637 ، كتاب الوصية ، باب ترك الوصية لمن ليس عنده شيء ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي .

ما ذا قصد الرسول (ص) عندما همّ بالکتابة ؟

النووي فی شرح رواية مسلم یقول :

فقد اختلف العلماء في الكتاب الذي هم النبي صلي الله عليه وسلم به فقيل أراد أن ينص علي الخلافة في إنسان معين لئلا يقع نزاع وفتن .

شرح النووي علي صحيح مسلم ، أبو زكريا يحيي بن شرف بن مري النووي (المتوفی676هـ) ، ج 11 ، ص90 ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1392 ، الطبعة : الطبعة الثانية .

ابن حجر العسقلاني یقول :

واختلف في المراد بالكتاب فقيل كان أراد أن يكتب كتابا ينص فيه علي الأحكام ليرتفع الاختلاف وقيل بل أراد أن ينص علي أسامي الخلفاء بعده حتي لا يقع بينهم الاختلاف قاله سفيان بن عيينة .

فتح الباري شرح صحيح البخاري ، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (المتوفی852 هـ) ج 1 ، ص209 ، ناشر : دار المعرفة - بيروت ، تحقيق : محب الدين الخطيب .

بدر الدين العيني فی شرح صحيح البخاري یقول :

واختلف العلماء في الكتاب الذي همَّ صلي الله عليه وسلم بكتابته ، قال الخطابي : يحتمل وجهين . أحدهما : أنه أراد أن ينص علي الإمامة بعده فترتفع تلك الفتن العظيمة كحرب الجمل وصفين ... .

عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، بدر الدين محمود بن أحمد العيني (المتوفی855هـ) ، ج 2 ، ص171 ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت .

القسطلاني (المتوفی 923هـ) فی شرح صحيح البخاري یقول :

أكتب لكم كتاباً فيه النص علي الأئمّة بعدي.

ارشاد الساري ، ج 1 ، ص207 .

و محمد بن يوسف الكرماني المعروف ب شمس الأئمة (المتوفی 786هـ) یقول :

أنّه أراد أن يكتب اسم الخليفة بعده لئلا يختلف الناس ولا يتنازعوا فيؤدّيهم ذلك إلي الضلال .

الكوكب الدراري في شرح صحيح البخاري ، ج 2 ، ص172 .

و احمد امين المصري (المتوفی 1373هـ) یقول :

وقد أراد الرسول (ص) في مرضه الذي مات فيه أن يعيّن من يلي الأمر من بعده .

يوم الإسلام ، ص41 .

مخالفة امر رسول الله (ص) فی قضية صلاة الجمعة

کان رسول الله صلي الله عليه وآله فی حال القاء خطبات صلاة الجمعة (أو فی حال الصلاة) فإذا بصوت الطبل و ... من قافلة التجار یسمعه الصحابة ، فهم خلوا عن الرسول ص و ذهبوا الی العیر مسرعا و لم یبق منهم الا عدد قلیل .

الله شنع هذا العمل من الصحابة بشدة و قال :

وَإِذَا رَأَوْاْ تجِارَةً أَوْ لهَوًا انفَضُّواْ إِلَيهْا وَتَرَكُوكَ قَائمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيرْ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيرْ الرَّازِقِين .الجمعة / 11 .

هذا نص صريح من القرآن الكريم و لم یستطع احد انكاره . و محمد بن اسماعيل البخاري فی صحيحه یقول فی هذه القضية هکذا :

عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما قال أَقْبَلَتْ عِيرٌ يوم الْجُمُعَةِ وَنَحْنُ مع النبي صلي الله عليه وسلم فَثَارَ الناس إلا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فَأَنْزَلَ الله (وإذا رَأَوْا تِجَارَةً أو لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ) .

الجامع الصحيح المختصر ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي (المتوفی256 ، ج 4 ، ص1859 ، ح4616 ،كتاب البيوع ، بَاب : وإذا رَأَوْا تِجَارَةً أو لَهْوًا ، ناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987 ، الطبعة : الثالثة ، تحقيق : د. مصطفي ديب البغا .

و فی رواية اخری ذکر صراحة ان الناس تفرقوا حال الصلاة :

حدثنا جَابِرُ بن عبد اللَّهِ قال بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مع النبي صلي الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا حتي ما بَقِيَ مع النبي صلي الله عليه وسلم إلا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَنَزَلَتْ هذه الْآيَةُ : (وإذا رَأَوْا تِجَارَةً أو لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا) .

الجامع الصحيح المختصر ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي (المتوفی256هـ) ج 1 ، ص316 ، ح894 ، ناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987 ، الطبعة : الثالثة ، تحقيق : د. مصطفي ديب البغا .

ابن حجر العسقلاني بعد دراسة الاقوال یقول هکذا :

وسلك طائفةٌ مسلكاً آخر ، وظاهر كلام البخاري هاهنا وتبويبه يدل عليه ، وهو : أن انفضاضهم عن النبي كان في نفس الصلاة ، وكان قد افتتح بهم الجمعة بالعدد المعتبر ، ثم تفرقوا في أثناء الصلاة ، فأتم بهم صلاة الجمعة ؛ فإن الاستدامة يغتفر فيها ما لا يغتفر في الابتداء . وهذا قولُ جماعة من العلماء ، منهم : أبو حنيفة وأصحابه والثوري ومالك والشافعي - في القديم - وإسحاق ... .

فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي الشهير بابن رجب (المتوفی795هـ ) ج 5 ، ص316 ، ناشر : دار ابن الجوزي - السعودية / الدمام - 1422هـ ، الطبعة : الثانية ، تحقيق : أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد .

هل الذین فی حضور خاتم الأنبیاء اعرضوا عن استماع کلمات الرسول ص و بدلوا شرف و افتخار استماع کلمات اشرف مخلوقات العالم بمال الدنيا ، لم یختلفوا فی زمان بعد فقد رسول الله ص، و لم یعتنوا بکلماته و لم یتشتتوا ؟

هل الذین بخزی تمام و وقاحة خلوا عن رسول الله ص ،لم یخلوا عن خليفته و وصیه و لم یقدموا علی وصيته منافعهم المادية و الشخصية ؟!

العصیان عن امر رسول الله (ص) فی قضية متعة الحج :

قضية التي جرحت قلب رسول الله صلي الله عليه وآله و اثارت غضبه ، هی تمرد الصحابة عن امر رسول الله ص فی قضية متعة الحج.

ابن ماجه و احمد بن الحنبل ذکرا الرواية هکذا :

عن الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ قال خَرَجَ عَلَيْنَا رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ فَأَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ فلما قَدِمْنَا مَكَّةَ قال اجْعَلُوا حِجَّتَكُمْ عُمْرَةً فقال الناس يا رَسُولَ اللَّهِ قد أَحْرَمْنَا بِالْحَجِّ فَكَيْفَ نَجْعَلُهَا عُمْرَةً قال انْظُرُوا ما آمُرُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا فَرَدُّوا عليه الْقَوْلَ فَغَضِبَ فَانْطَلَقَ ثُمَّ دخل علي عَائِشَةَ غَضْبَانَ فَرَأَتْ الْغَضَبَ في وَجْهِهِ فقالت من أَغْضَبَكَ أَغْضَبَهُ الله قال ومالي لَا أَغْضَبُ وأنا آمُرُ أَمْرًا فلا أُتْبَعُ .

سنن ابن ماجه ، محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني المتوفی: 275 هـ) ج 2 ، ص2981 ، ح 2982 ، ناشر : دار الفكر - بيروت ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي

مسند الإمام أحمد بن حنبل ، أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني (المتوفی241 هـ) ج 4 ، ص286 ، ح18546 ، باب حديث قيس عنه البراء بن عازب ، ناشر : مؤسسة قرطبة - مصر .

رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح .

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، علي بن أبي بكر الهيثمي (المتوفی807 هـ) ج 3 ، ص233 ، ناشر : دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي - القاهرة ، بيروت - 1407 .

الذهبي بعد نقل الرواية یقول :

هذا حديث صحيح من العوالي يرويه عدة في وقتنا عن النحيب وابن عبدالدائم بسماعهما من ابن كليب أخرجه ابن ماجة عن الثقة عن أبي بكر ... .

سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (المتوفی748 هـ) ج 8 ، ص498 ، ناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت - 1413 ، الطبعة : التاسعة ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ، محمد نعيم العرقسوسي .

مسلم النيسابوري ، یذکر فقط ختام الرواية هکذا :

عن ذَكْوَانَ مولي عَائِشَةَ عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قالت قَدِمَ رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ من ذِي الْحِجَّةِ أو خَمْسٍ فَدَخَلَ عَلَيَّ وهو غَضْبَانُ فقلت من أَغْضَبَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ أَدْخَلَهُ الله النَّارَ قال أو ما شَعَرْتِ أَنِّي أَمَرْتُ الناس بِأَمْرٍ فإذا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ .

صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري (المتوفی261هـ) ، ج 2 ، ص879 ، ح1211 ، كتاب الحج ، باب بيان وجوه الإحرام ... ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي .

الکلام الشنیع من بعض الصحابه ذریعة لتمردهم عن امر رسول الله (ص) :

تمرد الصحابة عن امر رسول الله صلي الله عليه وآله ، جرحت قلب رسول الله ص ؛ لکن اشنع من ذلک هو الکلام الذی توسل به بعض الصحابة ذریعة لتمردهم . مسلم النيسابوري فی صحيحه یقول :

قال جَابِرٌ فَقَدِمَ النبي صلي الله عليه وسلم صُبْحَ رَابِعَةٍ مَضَتْ من ذِي الْحِجَّةِ فَأَمَرَنَا أَنْ نَحِلَّ قال عَطَاءٌ قال حِلُّوا وَأَصِيبُوا النِّسَاءَ قال عَطَاءٌ ولم يَعْزِمْ عليهم وَلَكِنْ أَحَلَّهُنَّ لهم فَقُلْنَا لَمَّا لم يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ عَرَفَةَ إلا خَمْسٌ أَمَرَنَا أَنْ نُفْضِيَ إلي نِسَائِنَا فَنَأْتِيَ عرَفَةَ تَقْطُرُ مَذَاكِيرُنَا الْمَنِيَّ قال يقول جَابِرٌ بيده كَأَنِّي أَنْظُرُ إلي قَوْلِهِ بيده يُحَرِّكُهَا .

صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري (المتوفی261هـ) ، ج 2 ، ص883 ، ح1216 ، كتاب الحج ، باب بيان وجوه الإحرام ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي .

البخاري یقول هکذا :

... فَأَمَرَ النبي صلي الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً وَيَطُوفُوا ثُمَّ يُقَصِّرُوا وَيَحِلُّوا إلا من كان معه الْهَدْيُ فَقَالُوا نَنْطَلِقُ إلي مِنًي وَذَكَرُ أَحَدِنَا يَقْطُرُ ... .

الجامع الصحيح المختصر ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي المتوفی: 256هـ) ج 2 ، ص594 ، ح1568 ، كتاب الحج ، باب 81 ، تَقْضِي الْحَائِضُ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلاَّ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ ، ناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987 ، الطبعة : الثالثة ، تحقيق : د. مصطفي ديب البغا .

و فی رواية اخری یقول :

فَيَرُوحُ أَحَدُنَا إلي مِنًي وَذَكَرُهُ يَقْطُرُ مَنِيًّا .

الجامع الصحيح المختصر ، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي المتوفی: 256هـ) ج 2 ، ص885 ، كتاب الشركة،47 ، باب 15، الاِشْتِرَاكِ فِي الْهَدْيِ وَالْبُدْنِ ، ناشر : دار ابن كثير ، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987 ، الطبعة : الثالثة ، تحقيق : د. مصطفي ديب البغا .

هل الذین فی حضور الرسول ص اجروا علی السنتهم هکذا كلمات و یتمردون عن امره ، لن یتمردوا عن امره بعده ؟

مخالفة الصحابة رسول الله (ص) لصومهم فی السفر :

فی السنة الثامنة من الهجرة، رسول الله صلي الله عليه وآله لأجل فتح مكة قصد تلک الارض المقدسة. فی هذا السفر امر الرسول ص من معه ان یفطروا صومهم و هو فی مرئی الناس افطر صومه ؛ لکن فی تلک الحال بعض الصحابة رفضوا امر رسول الله ص و افطروا عند غروب الشمس . الرسول ص بعد علمه بهذا الموضوع ، بصراحة عرفهم العصاة و المذنبین.

مسلم النيسابوري فی صحيحه یقول:

حدثني محمد بن الْمُثَنَّي حدثنا عبد الْوَهَّابِ يَعْنِي بن عبد الْمَجِيدِ حدثنا جَعْفَرٌ عن أبيه عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إلي مَكَّةَ في رَمَضَانَ فَصَامَ حتي بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ الناس ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ من مَاءٍ فَرَفَعَهُ حتي نَظَرَ الناس إليه ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ له بَعْدَ ذلك إِنَّ بَعْضَ الناس قد صَامَ فقال أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ .

صحيح مسلم ، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري المتوفی: 261هـ) ج 2 ، ص785 ، ح1114 ، ناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي .

رسول الله (ص) اخبر عن عدم وفاء الأمة :

علاوة علی ما سبق ، کان الرسول ص اعرف ب آتیة الاصحاب و تغيرهم و قلبهم فی الاعتقاد و الروح ، و لهذا اخبر عن تمردهم و قبول ولاية امير المؤمنین عليه السلام.

أبو يعلي الموصلي فی مسنده نقلا عن امير المؤمنين عليه السلام یقول :

... قال قلت يا رسول الله ما يبكيك قال ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي قال قلت يا رسول الله في سلامة من ديني قال في سلامة من دينك .

مسند أبي يعلي ، أحمد بن علي بن المثني أبو يعلي الموصلي التميمي المتوفی: 307هـ) ج 1 ، ص426 ، ناشر : دار المأمون للتراث - دمشق - 1404 - 1984 ، الطبعة : الأولي ، تحقيق : حسين سليم أسد .

حاكم النيسابوري ایضا فی المستدرك یقول :

عن علي رضي الله عنه قال إن مما عهد إلي النبي صلي الله عليه وسلم أن الأمة ستغدر بي بعده .

و بعد نقل الرواية یقول :

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

المستدرك علي الصحيحين ، محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري المتوفی: 405 هـ) ج 3 ، ص150 ، ناشر : دار الكتب العلمية - بيروت - 1411هـ - 1990م ، الطبعة : الأولي ، تحقيق : مصطفي عبد القادر عطا .

امير المؤمنين عليه السلام فی نهج البلاغة یقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلَي قُرَيْش وَ مَنْ أَعَانَهُمْ فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِي وَ صَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِيَ وَ أَجْمَعُوا عَلَي مُنَازَعَتِي أَمْراً هُوَ لِي .

نهج البلاغة ، خطبة 172 و شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، ج 4، ص104.

النتيجه :

تمرد الصحابة عن امر رسول الله صلي الله عليه وآله فی ولاية اميرالمؤمنين عليه السلام ، لم یکن اول تمرد منهم ؛ بل فی زمن حياة الرسول ص ایضا فی کثیر من الأمور تمردوا عن امره ؛ بناء علی هذا صرف اختلاف الصحابة لا یستطیع ان یکون دليلا علی رد حديث الغدير بتاتا .

و من الله التوفیق

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری: