2024 March 19 - 09 رمضان 1445
هل رواية « العلم نقطة كثرها الجاهلون » عن الامام علي عليه السلام صحیحة ؟
رقم المطلب: ٢٢٠١ تاریخ النشر: ١٨ رمضان ١٤٤٣ - ١٠:٤٠ عدد المشاهدة: 8674
الأسئلة و الأجوبة » الامام علی (ع)
هل رواية « العلم نقطة كثرها الجاهلون » عن الامام علي عليه السلام صحیحة ؟

 

السائلة: فاطمة نجادفاضل

توضيح السؤال :

هل الرواية عن الامام علي (عليه السلام):

" صَارُوا سَببا للتكثير لحُصُول التَّيْسِير. وَمن ثمَّة احْتَاجَ الشَّرْح إِلَى الشَّرْح، وهَلُمَّ جَرَّاً.".

لها صحة ؟ ما هی اصل الرواية ؟ من هم رجال الحديث ؟ هل هم من الموثّقین و المعتمدین ؟

الجواب :

اصل الرواية :

العلم نقطة كثرها الجاهلون .

هذه الرواية توجد فی بعض كتب الشيعة، من جملتها عوالي اللئالي، لابن أبي جهمور الاحسائي، ج4 ، ص129 و حقائق الإيمان، للشهيد الثاني، ص 167و شرح إحقاق الحق، للمرحوم آية الله المرعشي، ج 32، ص 51.

کذلک فی بعض كتب اهل السنة من جملتها : كشف الخفاء ، للعجلوني ، ج 2 ، ص 67 و تفسير ابن عربي ، ج 2 ، ص 305 و ينابيع المودة لذوي القربي ، للقندوزي ، ج 1 ، ص 213 و ج 3 ، ص 212 و تاج العروس ، للزبيدي ، ج 10 ، ص 435 و ... ؛ لکن لم یکن فی هذه الکتب سند متصل لهذه الرواية ؛فحسب أن نص الرواية قوي و لم یمکن صدور هذا القول عن غير المعصوم ، فیمکن الاعتماد علیه. فی الحقیقة قوة النص احسن شاهد علی ان هذه الرواية صدرت عن الإمام علي عليه السلام. ( والله اعلم )

من جانب آخر هذه الروایة تبلغ من المعروفیة بشکل حتی ان کثیر من کبار الشيعة و السنة فضلا عن قبول صحتها؛ قاموا فی توضيحها و تبيينها بتألیف كتب مفصلة. فلنشیر الی نماذج من هذه الكتب :

1. النقطة القدسية ، المنسوب الی خواجه نصير الدين الطوسي .

المرحوم آقا بزرک الطهراني یقول هنا هکذا :

( النقطة القدسية ) منسوب إلي الخواجة نصير الطوسي م 672 قم 1434 في بيان قول علي ( ع ) " العلم نقطة " فأورد اثني عشر آية في بيان معان عرفانية حروفية للنقطة . أوله : [ شرق نور الإلهية فتجلي لأعيان الماهية وألبسها الوجود بعناية الجود . . . ] موجودة في آخر مجموعة كتبت 1284 عند ( المشكاة ) .

الذريعة ، آقا بزرک الطهراني ، ج 24 ، ص 293

و حسن الأمين فی كتاب مستدركات أعيان الشيعة:

النقطة القدسية : وهي رسالة ألفها الخواجة في شرح وبيان قول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام : ان العلم نقطة .

مستدركات أعيان الشيعة ، حسن الأمين ، ج 1 ، ص 236 .

و سيد اعجاز حسين فی كتاب كشف الحجب والأستار ، ص 588 یقول :

النقطة القدسية لسلطان الحكماء نصير الملة والدين محمد ابن محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة في بيان قول مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام العلم نقطة أوله شرق نور الآلهية فتجلي لأعيان الماهية والبسها الوجود بعناية الجود الخ .

2 . المثنوي في شرح حديث العلم نقطة كثرها الجاهلون، ینسب آقا بزرک الطهراني فی كتاب الذريعة ، ج19، ص223 هذا الكتاب الی جلال الدين علي عنقا الطالقاني.

3 . زيادة البسطة في بيان العلم نقطة ، تأليف عبد الغني ابن إسماعيل النابلسي الحنفي ، المتوفی 1143 هـ ق . هو من کبار علماء اهل السنة الذی الف کتب عدیدة .

رك : مقدمة کتاب كشف النور تأليف هذا المؤلف .

4 . نثر الدر و بسطه في بيان كون العلم نقطة، تأليف احمد بن محيي الدين مالكي .

عمر كحالة، من علماء الوهابية فی كتاب معجم المؤلفين یقول:

أحمد بن محيي الدين بن مصطفي الاغريسي الجزائري ، ثم الدمشقي ، المالكي . صوفي فقيه ، مؤرخ . ولد بالقيطنة من ضواحي وهران في شعبان ، وتوفي بدمشق . من مؤلفاته : تاريخ في سيرة أخيه الأمير عبد القادر ، نثر الدر وبسطه في بيان كون العلم نقطة .

معجم المؤلفين ، عمر كحالة ، ج 2 ، ص 173 .

هذه الآثار تبین صحة هذه الرواية عند اهل العلم مثل نصیر الدین الطوسي الذی الف کتابا فی شرح هذه الروایة و هؤلاء الکبار مثل الشیخ نصير الدين الطوسي ، لم یتلف عمره العزیز فی شرح رواية لم یثبت صحتها عنده.

علاوة علی ذلک، کثیر من کبار الشيعة فی شرح هذه الرواية لهم مطالب مفصلة؛ من جملتهم المرحوم ملاهادي السبزواري رحمة الله عليه فی كتاب شرح الأسماء الحسني ، ج 1 ، ص 136 - 137 یقول هنا هکذا:

وقد روي عن سيد العارفين وقبلة الموحدين علي ( عليه السلام ) العلم نقطة كثرها الجاهلون وهذه النقطة هي النقطة التي هي أصل النقوش التكوينية والخطوط الوجودية وأرقام الحروف العالية والعلم والمعلوم بالذات متحدان ويؤيده ان النقطة مأة وأربعة وستون بعدد الجمل من الحروف والنقاط والأعاريب إشارة إلي أن كلها منازل النقطة أو هذا عدد الجيم من لفظ الجمل زبرا والميم واللام منه زبرا وبينة وصورته الرقمية 64 أو هي أحد عشر لان رقم الألف والمائة والعشرة والواحد واحد بحذف الصفر لان أصل الاعداد ومقومها هو الواحد كما مر وكذا رقم الستين عند الترقي إلي جانب الوحدة بحذف الصفر ورقم الستة واحد واحد عشر هو عدد هو وهنا معني لطيف وهو ان النقطة يصير نطقه بتقديم الطاء علي القاف أو بالقلب بالقاعدة التي أشرنا إليها فان النون هو الهاء إذا ترقي بحذف الصفر والها هو النون إذا تنزل فالقاف إذا ترقي إلي جانب الواحد فهو عشرة والعشرة بعد التسعة التي هي الطاء رتبة فالمعني ان العلم منطو في النقطة وهو ان النطق هو وقد مر ان التوحيد الحق هو الله وقال تعالي حتي يتبين لهم انه الحق والها وهو واحد لأنه إذا اعتبر مع بينته يصير ستة عدد الواو فيكون هو وجه اخر هو ان النون منها نون النور والقاف قاف القدرة وطه خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه وآله طه ما أنزلنا عليك القران لتشقي وطه أربعة عشر بعدد ساداتنا المعصومين وكلهم نور واحد وقد مر ان الطاء ادم والها حوا لان صورتها الرقمية المفصلة ...

و السيد مهدي الرجائي فی هامش كتاب نور البراهين تأليف سيد نعمت الله الجزائري، ج 1 ، هامش ص 99 نقلا عن ابن أبي جمهور یقول:

قال المحقق ابن جمهور في حواشي كتابه : المراد بالنقطة هاهنا النقطة التمييزية التي بها يميز العابد من المعبود والرب من المربوب ، لان الوجود في الحقيقة واحد ، وإنما تكثر وتعدد عند التقييد والتنزل ، وإنما نسبت الإضافات بقيد الامكان ، ولهذا يقولون : التوحيد اسقاط الإضافات ، لأنه عند اسقاط النقطة التمييزية لا يبقي شئ إلا الوجود المحض ، ويضمحل ما عداه . وأشار إلي ذلك بقوله ( كثرها الجاهلون ) لأنهم يلاحظون تلك الإضافات ، فيعتقدون تعدد الواجب وتكثره ، حتي أنهم جعلوه من الأمور الكلية الصادقة علي الجزئيات المتعددة ، حتي اختلفوا في كونه متواطئا ومشككا ، وذلك عند أهل التحقيق جهالة ، لأنه ينافي التوحيد الذي مقتضي الوجود ولازمه الذاتي ، لان الوحدة ذاتي من ذاتياته ، والتعدد أمر عارض له ، فمن نظر تحقيق العلم إلي تلك النقطة ، وعلم أن التمييز والتعدد إنما هو بسببها لم يعتقد تكثر الوجود البتة ، ولا خروجه عن وحدته الصرفة ، فبقي عالما لم يخرج إلي الجهل ، فهذا معني قوله ( العلم نقطة ) يعني : أن معرفة تلك النقطة والتحقيق بها هو حقيقة العلم الذي عقل عنه أهل الجهل .

ومن الله التوفیق

فریق الاجابة عن الشبهات

مؤسسة الأمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمیة

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة