2024 March 29 - 19 رمضان 1445
فاطمة بنت أسد بن هاشم
رقم المطلب: ٢٨٦٣ تاریخ النشر: ٢٢ صفر ١٤٤١ - ١٠:٤١ عدد المشاهدة: 3277
المذکرة » عام
فاطمة بنت أسد بن هاشم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

ومن الصادقات المؤمنات المهاجرات هي السيدة فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف زوجة ابي طالب عم النبي ووالدة الامام علي امير المؤمنين سلام الله عليه، فاطمة بنت اسد كانت ذا عقل سديد واشتهرت بعبادتها واعتزارها بالاسلام هي عاشت في كنف ابي طالب تدافع عن النبي مع زوجها بصبر وصدق واخلاص وانجبت له من البنين والبنات ستة، اولادها هم طالب وعقيل ثم جعفر ثم الامام علي ثم ام هاني وهي فاختة ثم جمانة وتتحدث فاطمة بنت اسد كمصدر من المصادر عن شخصية رسول الله وفضائل رسول الله ومكارم رسول الله وكمالاته مثلاً فاطمة بنت اسد تتحدث للنساء عن ايام طفولة النبي وكيف اودعه جده عبد المطلب عند عمه ابي طالب تقول كانت في بستاننا نخيلات وكان اول ادراك الرطب كان اربعون صبياً من اخدان النبي اخذانه يعني قرناءه بالعمر يدخلون البستان ويلتقطون ما يسقط من رطب ويأكلون فما رأيت قط ولا مرة واحدة محمد اخذ رطبة من يد صبي بينما الاخرون يتغالبون ويأخذ كل من يد الاخر وكما هو شأن الاطفال تقول فاطمة بنت اسد كل يوم كنت التقط حفنة من الرطب وآتي بها الى النبي في يوم من الايام نسيت وجاريتي نسيت وكان محمد نائماً ودخل الصبيان واخذوا كل ما كان على الارض من رطب فنمت وغطيت وجهي بكمي حياءاً من محمد، تقول فأنتبه محمد فلم ير على الارض ولا رطبة فانصرف فقالت له الجارية انا نسينا يا بني ان نلتقط لك اليوم تقول فدنى محمد من احدى النخيلات ونظر اليها فتساقط عليه من رطبها وهذه مكرمة من مكارم رسول الله في ايام طفولته وهذا جزء من اعداده للنبوة، ويروى ان فاطمة بنت اسد كانت تجتمع مع السيدة آمنة ام النبي وتروي لها ما شاهدت من الكرامات والحالات الغريبة عند ولادتها للنبي وبعد ولادة النبي، فاطمة بنت اسد تروي هذا الى زوجها ابي طالب فقال لها اصبري لي سبتاً تأتين بمثله الا النبوة (السبت ثلاثين سنة) فعلاً، ابو طالب من اين اتى بهذه المعلومة؟ الظاهر ان ابا طالب التقط ذلك من الاحبار والرهبان والقساوسة، بعضهم لم يخفي ما قرأه في الاناجيل والتورات وكتب الانبياء الماضيين وصفاته واخلاقه وصفات وصيه الامام علي سلام الله عليه لذلك يقول لفاطمة سوف تأتين بمثله الا النبوة، حملت فاطمة بالامام علي وكانت ترى مؤشرات وحالات لم تراها في مواليدها من قبل فكانت تعلم عظمته ولما اخذها الطلق جاءت الى فناء الكعبة تدعو قائلة الهي انني مؤمنة بك وبما جاء من عندك ومصدقة بكلام جدي ابراهيم الخليل فأسألك بالمولود الذي في بطني الا ما يسرت علي ولادته، يقول من شهد الموقف فانفتح البيت من ظهره ودخلت فاطمة بنت اسد ومكثت هناك ثلاثاً وخرجت وعلى صدرها وليدها علي سلام الله عليه واستقبلها النبي وابو طالب، امير المؤمنين وليد الكعبة اول ارض مست بدن الامام امير المؤمنين ولامست جسده الطاهر هي تلك البقعة الطاهرة.

في الحديث عن مقام فاطمة بنت اسد اذكر حديثين للكليني رحمه الله في الجزء الرابع صفحة 544 باب النوادر الحديث 21، عن الامام الصادق وهو ان داود الرقي من تلاميذ الامام الصادق يقول دخلت على الامام الصادق وعندي حاجة شديدة وملحة فشكوت ذلك للامام الصادق قال لي اذا وصلت مكة فأذهب الى المسجد الحرام وطف عن عبد المطلب وصلي ركعتين وطف عن ابي طالب وصلي ركعتين، الامام الصادق معصوم يقول لداود الرقي صلي عن عبد المطلب وطف عنه وصلي عن ابي طالب وطف عنه ثم طف عن عبد الله ابي النبي وصلي ركعتين وصلي عن فاطمة بنت اسد وطف عنها وادعو الله فستقضى حاجتك، يقول داود الرقي طفت وصليت وفعلت، ما خرجت من باب الصفا الا وقد قضيت حاجتي هنا نحتاج الى صلوات لو كنا في مجلس اما وفاتها فاطمة بنت اسد السير كلها تقول ان الامام علي سلام الله عليه دخل على رسول الله وقال: يا رسول الله لقد ماتت امي فاطمة بنت اسد فاستعبر النبي وقال يا علي رحم الله امك فانها كانت امي، النبي تولى تجهيزها مع العلم اولادها موجودين ولهم مواقع لكن النبي باعتبارها امه باكثر من معنى، تولى تجهيزها كفنها بثوبه او عمامته ونام في قبرها قبل دفنها ثم خرج وانزلها في قبرها وهو يدعو اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت، في الرواية النبي صلى عليها فأطال الصلاة وقال له عمار بن ياسر فداك نفسي يارسول الله صليت عليها صلاة لم نراك صليتها من قبل على احد فقال له النبي صلى الله عليه وآله يا ابا اليقظان انها اهل لذلك لقد كان لها من عمي ابي طالب ولد كثير فكانت تؤثرني عليهم، تجيعهم من اجل ان تشبعني تبعدهم لراحتي، فاطمة بنت اسد كبيرة ومهمة وعظيمة فقال عمار يا رسول الله لم كبرت اربعين مرة فقال النبي رأيت اربعين صفاً من الملائكة خلفي فكبرت لكل صف تكبيرة. ذلك الكليني في الكافي في باب ميلاد امير المؤمنين ان النبي بعد ان خرج من قبرها ولقنها التلقين الاخير واهال التراب عليها وانصرف الجمع فبقي النبي متأملاً ثم صاح ولدك ولدك لا عقيل لا طالب لا جعفر ولما سؤل النبي عن ذلك قال انها سؤلت عن ربها وعن نبيها وعن وليها او امامها فارتج عليها فقلت ولدك ولدك من؟ امير المؤمنين الهم امتنا على محبته وولايته، دفنت السيدة فاطمة بنت اسد بالبقيع بزاوية الروحاء، كان النبي حينما يزور البقيع يقف عند قبرها. المرحوم الشيخ عباس القمي في كتابه النفيس مفاتيح الجنان يروي زيارة جميلة لفاطمة بنت اسد، السلام عليك يا من اظهرت شفقتها على رسول الله خاتم النبيين.

نبذة من فضائلها:

على سبيل الاختصار على ما روته السنة: روى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلبة الأولياء(2) باسناده عن أنس بن مالك، قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب «عليه السلام»دخل عليها رسول الله (ص) فجلس عند رأسها فقال: يرحمك الله فإنك كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشعبعينني، وتعرين وتكسينني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ثم أمر أ،تغسل ثلاثا ثلاثا، فلما بلغ الماء الذي في ه الكافور سكبه رسول الله (ص) بيده ثم خلع رسولا الله (ص) قميصه وألبسها إياه وكفنها فوقه، ثم دعا رسول الله (ص) اسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسوادا يحفرون قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله (ص) وأخرد ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول االه (ص) فأضطجع فيه ثم قال: «الحمد لله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت أغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبل فإنك أرحم الراحيمين وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس»، الخ.

قوله (اربعا) على مذهبهم، والصحيح خمسا، وما روته السنة كثير وما روته الشيعة أكثر.

منه ما رواه قة الإسلام الكليني في «أصول الكافي»(3) بإسناده عن جعفر بن محمد الصادق «عليه السلام» قال: إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين «عليه السلام» كانت أول امرا’ هاجرت إلى رسول الله (ص) من مكة إلى المدينة على قدميها وكانت من ابر الناس برسول الله (ص)

فسمعت رسول الله (ص) يقول: «إن الناس يحشرون يوم القيامة كما ولدوا»،

فقالت: وا سوأتاه! فقال لها رسول الله (ص): «إني أسال الله تعالى أن تكوني كاسية»، وسمعته يذكر ضغطة القبر فقالت: وا ضعفاء! فقال لها رسول الله (ص): «إني اسأل الله تعالى أن يكفيك ذلك».

فقالت لرسول الله (ص) يوما: إني أريد أن أعتنق في سيل الله هذه، فقال لها (ص): «إن فعلت أعتق الله بكل عضو منها عضوا منك من النار».

فلما مرضت أوصت إلى رسول الله (ص) وأمرت أن يعتق خادمها واعتقل لسانها فجعلت تومىء إلى رسول الله (ص) إيماء، فقبل رسول الله وصيتها.

فبينما هو ذات يوم قاعد أتاه أمير المؤمنين «عليه السلام» وهو يبكي، فقال رسول الله (ص): ما يبكيك؟ فقال «عليه السلام»: ماتت أمي فاطمة، فقال رسول الله (ص): أمي والله، وقام «عليه السلام» مسرعا حتى دخل إليها وبكى ثم أمر النساء أن يغسلنها وقال «عليه السلام»: إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني، فلما فرغن أعلمنه بذلك فأعطاهن أحد قميصه الذي يلي جسده وأمرهن أن يكفنها فيه وقال للمسلين: إذا رأيتموني قد فعلت شيئا لم أفعله من قبل فأسلونني لم فعلت؟ فلما فرغن من غسلها وكفنها دخل رسول الله (ص) فحمل جنازتها على عاتقه، فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها، ثم وضعها ودخل القبر فأضطجع فيه ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر ثم انكب عليها طويلا يناجيها ويقول لها: ابنك، ابنك، ثم خرج وسوى عليه ثم انكب على القبر فسمعوه يقول: «لا اله إلا الله اللهم إني استودعها إياك»، ثم انصرف.

فقال له المسلمون: إنا رأيناك فعلت شيئا لم تفعله قبل اليوم.

فقال: اليوم فقدت بر أبي طالب، إن كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها وإني ذكرت القيامة وأن الناس يحشرون عراة فقالت: وا سوأتاه، فضمنت لها أ، يبعثها الله كاسية، وذكرت ضغطة القبر، فقالت: وا ضعفاه! فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك، فكقنتها بقميصي وأظطجعت في قبرها لذلك وأنكببت عليها فقنتها ما تسئءل عنه، فإنها سئلت عن ربها فقالت وسؤلت عن رسولها فأجابت، وسئلت عن وليها وإمامها فأرتج عليها، فقلت: ابنك ابنك، إنتهى.

المراد بأبنها هو أميرالمؤمنين «عليه السلام».

تعيين قبرها من بقيع المدينة المنورة وطيبة المطيبة فإن الحادث العظيم الذي حدث في هدم قبور الائمة الحسن السبط وزين العابدين والباقر والصادق وسائر قبور الصلحاء والعلماء الذين قبروا بالحجاز أوجب علينا نقل كلام مطول لتعرف مواضع قبوره فإن التلاشي موجب للتناسي.

قال السيد السمهودي الشافعي في «وفاء الوفا»(1): قبر فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب «عليه السلام»: روى زبالة عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: دفن رسول الله (ص) فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت مهاجرة مبايعة بالروحاء مقابل حمام أبي قطيفة، قال: وثم قبر إبراهيم بن النبي (ص) وقبر عثمان بن مظعون، وسيأتي ما قاله ابن شبه في قبر العاس من قول عبد العزيز بن عمران أنه دفن عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل.

قلت: وهذا كله صريح في مخالفة ما عليه الناس اليوم من أن قبرها في المشهد الآتي ذكره.

وأول من ذكر أنها بذلك المشهد ابن النجار، وتبعه من بعده ولم أقف علي مستند وإلا ثبت عندي ما هنا إذ يبعد أن يدفنها النبي (ص) بذلك الموضع القاصي ويترك ما قرب من عثمان بن مظعون، وقد قال: «وأدفن إليه من مات من أهلي».

وأيضا لا يظهر أن المضوع المعروف بمشهدها من البقيع لأن مشهد عثمان كما سيأتي ليس من البقيع وهذا المشهد بطرف زقاق في شامية إلى المشرق.

فإن قيل: النخيل التي تقابل هذا المشهد قال ابن النجار أنها لم تعرق بالحمام وقد قال في الرواية الأولى مقابل حمام أبي قطيفة.

قلت: الظاهر أن ذلك منشأ الوهم في ذلك وما نقله ابن شبه يدفع ذلك، ويعين أن المراد موضع كان يعرف بحمام أبي قطيفة بجهة مشهد سيدنا إبراهيم وكان ابن النجار لم يقف إلا على صدر الرواية الأولى فإنه قال: قبر فاطمة بنت أسد وعليه قبة في آخر البقيع ثم ذكر صدر الرواية الأولى إلى قوله: مقام حمام أبي قطيفة ثم قال: واليوم يقابها نخل يعرف بالحمام، إنتهى

على أن النخيل التي بقرب هذا المشهد هي التي تقابله من جهة المشرق والسشام وإنما تعرف قديما وحديثا بالخضاري «أحسبه دقل الحضري» وإنما يعرف بالحمام النخل الذي في شامي مشهد سيدنا إبراهيم عند الكومة وهو البعيد عن المشهد المعروف بفاطمة وإن كان في جهة مقابلة من المغرب.

ثم قال(2) في حديث عن ابن زبالة: ثم قال: وأما قبر فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب «عليه السلام» فإن عبد العزيز – وذكر سنده إلى محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب – قال: لما أستقر موت فاطمة وعلم بذلك رسول الله (ص)، قال: إذا توفيت فأعلموني، فلما توفيت خرج رسول الله (ص) فأمر بقبرها فحفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة ثم لحد لها ولم يضرح لها ضريحا، فلما فرغ منه نزل فأضطجع في اللحد، قرأ فيه القرآن، ثم نزع قميصه فأمر أن تكفن فيه، ثم صلى عليها عند قبرها فكبر تسعا وقال: ما أعفي أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت اسد، قيل: يا رسول الله ولا القاسم؟ قال (ص): ولا إبراهيم، وكان إبراهيم «عليه السلام» أصغرهما.

وروى ابن شبه عن جابر بن عبد الله قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله (ص) إذ أتاه آت فقال: يا رسول الله إن أم علي وعقيل وجعفر فد ماتت، فقال رسول الله (ص): قوموا إلى أمي فقمنما كأن على رؤوس من معه الطير(1)، فلما انتهينا إلى الباب نزع قميصه فقال (ص): إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها فلما خرجوا بها جعل رسول الله (ص) مرة يحمل ومرة يتقدم ومرة يتأخر حتى انتهينا إلى القبر فتمعك باللحد ثم خرج فقال (ص): أدخلوها باسم الله وعلى إسم الله، فلما دفنوها قام قائما فقال: جزاك الله من أم ومربية خيرا فنعم الام ونعم المربية كنت لي.

قال: فقلنا له – أو قيل له -: يا رسول الله لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط.

قال: ما هو؟ قلنا: نزعك قميصك وتمعكك في اللحد؟

قال: أما قميصي فأريد أن لا يمسها النار أبدا إن شاء الله، وأما تمعكي في اللحد فأردت أن يوسع الله عليها قبرها، وذكر روايات بهذه المضامين في فضلها.

وقول ابن النجار هو الذي اعتمده ابن بطوطة الرحالة وعول عليه فإنه لما

(1) كأن على رؤوسهم الطير، هذا مثل تضربه العرب في الهدوء والسكون إذا أرادت المبالغة في الهدوء.

قال الميداني في مجمع الأمثال: يضرب للساكن الوادع وفي صفة مجلس رسول الله (ص) إذا تكلم اطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير والطير لا تسقط الا على ساكن. وفي حياة الحيوان ذكر له معنيين: أحدهما: ان الغربا يقع على البعير يلتقط منه القراد فلا يتحرك البعير لئلا يطير. وثانيهما: إن طير الرسائل يقع بالأخبار المشوشة والحوادث السيئة فيؤثر في الناس وجوما فيطرقون لذلك ساكنين وجوما لها.

ذكر قبر عثمان بن عفان في رحلته، قال(1): وعلى مقربة منه قبر فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب «عليه السلام» وذكر أن قبر الحسن السبط عند قبر العباس وهو أيضا قول ابن جبير الرحالة المشهور بهذا اللفظ(2).

والصحيح الذي أختاره السمهودي فإن الحسن السبط دفن عند قبر جدته فاطمة بنت أسد حسبما ذكره علماؤنا «رضوان الله تعالى عليهم».

قال ابن شهر اشوب في حديث وفاة الحسن بن علي «عليهما السلام»: حكي أن الحسن «عليه السلام» لما أشرف على الموت قال له الحسين «عليه السلام»: أريد ان اعلم حالك يا أخي – ثم ذكر الحديث بطوله غلى أن قال(3)-: فلما توجه بالحسن «عليه السلام» إلى قبر جده أقبلوا إليهم في جميعهم وجعل مروان يقول: يا رب هيجا هي خير من دعه، أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي (ص) لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف! فناداه ابن عباس وقال: إرجع من حيث جئت فإنا لا نريد أن ندفنه ها هنا ولكن نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته فلو كان وصي بدفنه عند النبي (ص) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك ولكنه كان أعلم بحرمة قبره، إلى آخر ما ذكر.

وذكر المفيبد في «الإرشاد» مثله وقال(4): ومضوا بالحسن «عليه السلام» فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف «رضي الله عنهما».

وكذلك ذكره غيره وصرح بذلك جماعة من علماء السنة منهم ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة(5) قال: وصلى عليه الحسين «عليه السلام» ودفن في البقيع عند جدته فاطمة بنت أسد «عليهما السلام».

والكنجي الشافعي في كفاية الطالب(6) قال: سقي «عليه السلام» سما فبقي مريضا أربعين يوما ومات في صفر سنة (50) من الهجرة وله ويومئذن (48) سنة، وتولى أخوه دفنه عند جدته فاطمة بالبقيع، إنتهى، وغيرهما كذلك ولا فائدة في التطويل.

(1) الإصابة 4/390.

(2) حلية الاولياء 3/121.

(3) أصول الكافي: ص183.

(1) وفاء الوفا 2/86.

(2) وفاء الوفا 2/88.

(1) رحلة ابن بطوطة 1/76.

(2) انظر رحلته: ص154.

(3) مناقب ابن شهر آشوب 4/65.

(4) الإرشاد للمفيد: ص299.

(5) الفصول المهمة. ص171.

(6) كفاية الطالب. ص268.

تغمدها الله بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة