2024 March 29 - 19 رمضان 1445
هل نقلت رواية «من أطاع عليا فقد أطاعني» بسند صحیح فی مصادر اهل السنة؟
رقم المطلب: ٣٧٦٧ تاریخ النشر: ١٣ ربیع الثانی ١٤٤٢ - ١٣:٥١ عدد المشاهدة: 6051
الأسئلة و الأجوبة » الامام علی (ع)
هل نقلت رواية «من أطاع عليا فقد أطاعني» بسند صحیح فی مصادر اهل السنة؟

الجواب:

من الروايات التي تثبت العصمة المطلقة لاميرالمؤمنین عليه السلام، هی رواية «مَنْ أَطَاعَ عَلِيًّا فَقَدْ أَطَاعَنِي»؛ لأنه حسب هذه الروایة الاطاعة المطلقة من الإمام واجبة و الاطاعة المطلقة عن شخص، تثبت العصمة المطلقة له.

هذه الرواية نقلت بسند صحيح فی مصادر اهل السنة فلندرس سندین منها:

الرواية الاولی:

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرْنُسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا يَحْيَي بْنُ يَعْلَي، ثنا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

«مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَي اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِي».

الحاكم النيسابوري بعد نقل هذه الرواية یقول:

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

الحاكم النيسابوري، ابو عبدالله محمد بن عبدالله (المتوفی 405 هـ)، المستدرك علي الصحيحين، ج3، ص139، ح4641، تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولي، 1411هـ - 1990م.

الطبري، ابوجعفر محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد (المتوفی694هـ)، ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربي ، ج1، ص66 ، ناشر : دار الكتب المصرية - مصر.

العاصمي المكي، عبد الملك بن حسين بن عبد الملك الشافعي (المتوفی1111هـ)، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، ج3، ص33 ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض، ناشر: دار الكتب العلمية.

الإسماعيلي النيسابوري ، محمد بن إسماعيل بن مهران (المتوفی371هـ)، معجم أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي، ج1، ص485، تحقيق: زياد محمد منصور ، ناشر: العلوم والحكم ـ المدينة المنورة ، الطبعة: الأولي ، 1410-1990م

الأطرابلسي، خيثمة بن سليمان (المتوفی343هـ)، من حديث خيثمة بن سليمان، ج1، ص72، تحقيق: قسم المخطوطات بشركة أفق للبرمجيات، ناشر: شركة أفق للبرمجيات، مصر، الطبعة: الأولي، 2004م.

دراسة سند الرواية:

أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ

الذهبي یقول فیه هکذا:

الأصم محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الإمام المحدث مسند العصر رحلة الوقت أبوالعباس الأموي مولاه السناني المعقلي النيسابوري الأصم ولد المحدث الحافظ أبي الفضل الوراق...

وكان محدث عصره ولم يختلف أحد في صدقه وصحة سماعاته وضبط أبيه يعقوب الوراق لها وكان يرجع إلي حسن مذهب وتدين وبلغني أنه أذن سبعين سنة في مسجده قال وكان حسن الخلق سخي النفس وربما كان يحتاج إلي الشيء لمعاشه فيورق ويأكل من كسب يده...

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج15، ص452 ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي ، ناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت ، الطبعة : التاسعة ، 1413هـ .

إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرْلُسِيُّ

الخطيب البغدادي یقول فیه هکذا:

البرلسي هو إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي ... وكان ثقة متقنا حافظا للحديث.

البغدادي، ابوبكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (المتوفی463هـ)، موضح أوهام الجمع والتفريق ، ج1، ص399، تحقيق : د. عبد المعطي أمين قلعجي ، ناشر : دار المعرفة - بيروت ، الطبعة : الأولي 1407هـ .

إبراهيم بن أبي داود البرلُّسيّ .

هو إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي الكوفيّ الأصل ، الحافظ ولد بصور . وعني بهذا الشأن ورحل إلي العراق ومصر ... قال ابن يونس : هو أحد الحفّاظ المجوّدين . توفّي بمصر في شعبان سنة سبعين . وقال ابن جوصا : ذاكرته ، وكان من أوعية الحديث .

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج20، ص250 ، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

محمد بن إسماعيل البخاري:

البخاري شيخ الإسلام وامام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف ... وكان رأسا في الذكاء رأسا في العلم ورأسا في الورع والعبادة.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، تذكرة الحفاظ، ج2، ص555 ، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي.

يَحْيَي بْنُ يَعْلَي:

يحيي بن يعلي المحاربي الكوفي عن أبيه وزائدة وعنه البخاري وأبو حاتم ثقة توفي 216 خ م د س ق.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، ج2، ص379، رقم: 6270 ، تحقيق محمد عوامة، ناشر: دار القبلة للثقافة الإسلامية، مؤسسة علو - جدة، الطبعة: الأولي، 1413هـ - 1992م.

يحيي بن يعلي المحاربي الكوفي عن أبيه وزائدة وعنه البخاري وأبو حاتم ثقة توفي 216 خ م د س ق

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، تقريب التهذيب، ج1 ص598، رقم: 6270 ، تحقيق: محمد عوامة، ناشر: دار الرشيد - سوريا، الطبعة: الأولي، 1406 - 1986.

بَسَّامٌ بن عبد الله الصَّيْرَفِيُّ:

بسام بن عبد الله الصيرفي عن عكرمة وعطاء وعنه الفريابي وخلاد بن يحيي وجماعة ثقة س

الكاشف، ج1، ص265، رقم: 557

بسام بن عبد الله الصيرفي الكوفي أبو الحسن صدوق من الخامسة س

تقريب التهذيب ج1 ص121، رقم: 662

الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ:

الحسن بن عمرو الفقيمي الكوفي عن إبراهيم ومجاهد وعنه بن المبارك وابن فضيل ثقة توفي 142 خ د س ق .

الكاشف، ج1، ص328، رقم: 1054

الحسن بن عمرو الفقيمي بضم الفاء وفتح القاف الكوفي ثقة ثبت من السادسة مات سنة ثنتين وأربعين خ د س ق.

تقريب التهذيب، ج1، ص162، رقم: 1267

مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ

ابن حبان البستي الشافعي یذکر اسمه فی زمرة الثقات من الرواة:

معاوية بن ثعلبة يروي عن أبي ذر روي عنه أبو الجحاف داود بن أبي عوف

التميمي البستي، ابوحاتم محمد بن حبان بن أحمد (المتوفی354 هـ)، الثقات، ج5، ص416، رقم: 5480، تحقيق السيد شرف الدين أحمد، ناشر: دار الفكر، الطبعة: الأولي، 1395هـ - 1975م.

الرواية الثانیة:

(4556)- [3 : 118] أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ الرَّازِيُّ بِمِصْرَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا يَحْيَي بْنُ يَعْلَي، ثنا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:

«مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَي اللَّهَ، وَمَنْ أَطَاعَ عَلِيًّا فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَي عَلِيًّا فَقَدْ عَصَانِي».

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.

المستدرك علي الصحيحين ج3، ص131، ح4617

شمس الدين الذهبي فی تلخيص المستدرك یصحح هذه الرواية:

المستدرك علي الصحيحين و بذيله التلخيص للحافظ الذهبي، ج3، ص121، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر اسلام امير المؤمنين، طبعة مزيدة بفهرس الأحاديث الشريفة، دارالمعرفة، بيروت،1342هـ. 

 
 

        

 

الالباني الوهابي سعی فی اثبات ان الحاكم و الذهبي خطئا فی تصحيح الرواية، و يدعي أن يحيى بن يعلي في وثيقة هذه الرواية هو نفسه يحيى بن يعلي الأسلمي الذي اتفق علماء السنة على ضعفه و حتى الذهبي نفسه ضعفه ؛

و قال الحاكم : «صحيح الإسناد» ! ووافقه الذهبي !

قلت : أني له الصحة ؛ ويحيي بن يعلي - وهو الأسلمي - ضعيف ؟! كما جزم به الذهبي في حديث آخر تقدم برقم (892) ، وهو شيعي متفق علي تضعيفه كما بينته ثمة .

وسائر الرواة ثقات ؛ غير معاوية بن ثعلبة ؛ لا تعرف عدالته ، كما تأتي الإشارة إلي ذلك في الحديث الذي بعده .

الألباني، محمد ناصر (المتوفی1420هـ)، السلسة الضعيفة وأثرها السيء في الأمة، ج10، ص 517، ناشر : مكتبة المعارف للنشر والتوزيع لصاحبها سعد بن عبدالرحمن الراشد - الرياض، الطبعة : الطبعة الأولي، 1425هـ - 2004م

بينما ارتكب الألباني نفسه خطأ في التعرف على هذا الراوي. يحيى بن يعلي في هذه الرواية ليس هو الأسلمی؛ بل بحسب الروایة السابقة للحاکم التي تم تصحيحها، إن يحيى بن يعلي المحاربي هو الاستاذ لمحمد بن إسماعيل البخاري، و ليس يحيى بن يعلي الأسلمي، لأن نفس الرواية رواه محمد بن إسماعيل البخاري عن استاذه يحيى بن يعلي المحاربي.

إن الحاكم و الذهبي إذا صححوها كان لهذا السبب، و بالتأكيد الذهبي یعرف رواة الرواية أكثر من الألباني.

و مع الاسف، الالبانی الوهابی من أجل تضليل الناس، لم يذكر الرواية السابقة للحاکم، التي ظهرت قبلها بعدة صفحات فقط، و تحدد الشخصية الرئيسية ليحيى بن يعلي.

و لم یکن اشکاله في معاوية بن ثعلبة وارد. لأن ابن حبان قد وثقه، فقد صحح الحاکم النيسابوری والذهبي روايته أيضاً. لهذا فإن الراوي موثوق به.

 

دراسة دلالة الرواية:

الله تعالی فی القرآن الكريم، یعرّف اطاعة رسول الله صلي الله عليه وآله اطاعته:

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّي فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفيظاً. النساء/80 .

هذه الآية من الآيات التي تثبت عصمة رسول الله صلي الله عليه و آله؛ کما یقول فخر الدين الرازي المفسر الشهير عند اهل السنة فی هذا المجال هکذا:

قوله: «مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ» من أقوي الدلائل علي أنه معصوم في جميع الأوامر والنواهي وفي كل ما يبلغه عن الله، لأنه لو أخطأ في شيء منها لم تكن طاعته طاعة الله وأيضا وجب أن يكون معصوما في جميع أفعاله، لأنه تعالي أمر بمتابعته في قوله: «فَاتَّبَعُوهُ» (الأنعام: 153 /155) والمتابعة عبارة عن الاتيان بمثل فعل الغير لأجل أنه فعل ذلك الغير، فكان الآتي بمثل ذلك الفعل مطيعاً لله في قوله: «فَاتَّبَعُوهُ» فثبت أن الانقياد له في جميع أقواله وفي جميع أفعاله، إلا ما خصه الدليل، طاعة لله وانقياد لحكم الله.

الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي (المتوفی604هـ)، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج10، ص154، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1421هـ - 2000م.

القرطبي، المفسر الشهیر عند اهل السنة استدل لاثبات عصمة الانبیاء هکذا:

وقال جمهور من الفقهاء من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي: إنهم معصومون من الصغائر كلها كعصمتهم من الكبائر أجمعها ؛ لأنا أمرنا بأتباعهم في أفعالهم وآثارهم وسيرهم أمرا مطلقا من غير التزام قرينة فلو جوزنا عليهم الصغائر لم يمكن الأقتداء بهم إذ ليس كل فعل من أفعالهم يتميز مقصده من القربة والإباحة أو الحظر أو المعصية ولا يصح أن يؤمر المرء بأمتثال أمر لعله معصية .

الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفی671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج1، ص308، ناشر: دار الشعب - القاهرة.

و الآن إذا كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم معصومًا حسب هذه الآية و لأن الله فرض طاعته المطلقة علينا؛ فيكون أمير المؤمنين معصومًا أيضًا. لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بحسب الرواية التي ثبت صحتها، قد أثبت نفس هذه الطاعة لأمير المؤمنين علیه السلام.

بناء علی هذا إذا كانت الطاعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، حسب قول فخر الرازي، هي أقوى سبب لعصمة الإمام، فإن نفس النوع من الطاعة المطلقة ثابتة لأمیرالمؤمنين، و نتيجة لذلك فهو مثل رسول الله ص معصوم من الخطأ و الزلل.

و بمعنى آخر: لقد أمرنا الله جميعًا أن نطيع جميع أوامر أمیرالمؤمنين علیه السلام. كما يجب أن نطيع جميع أوامر الله و رسوله.

أما إذا كان أمیرالمؤمنين لم یکن معصوما من الخطأ و الزلل، من الممکن ان يأمر بأمر یخالف الله أو رسوله عن قصد أو خطأ، و في هذه الحالة اما ان تكون طاعته واجبة و اما غير واجبة. اذا کانت واجبة من لوازمها ان نقول لقد سمح الله للجميع أن يخطئوا بل فرضه، و مثل هذه الملازمة مرفوضة من وجهة نظر العقل و الشرع. و إذا كانت طاعة ذلك الإمام غير واجبة، فإنها تتعارض مع الرواية التي ثبت صحتها.

المرحوم المظفر فی كتاب عقائد الإمامية یقول هکذا:

والدليل علي وجوب العصمة: أنه لو جاز أن يفعل النبي المعصية أو يخطأ وينسي، وصدر منه شئ من هذا القبيل، فأما أن يجب اتباعه في فعله الصادر منه عصيانا أو خطأ أو لا يجب، فإن وجب اتباعه فقد جوزنا فعل المعاصي برخصة من الله تعالي بل أوجبنا ذلك، وهذا باطل بضرورة الدين والعقل، وإن لم يجب اتباعه فذلك ينافي النبوة التي لا بد أن تقترن بوجوب الطاعة أبدا.

علي أن كل شئ يقع منه من فعل أو قول فنحن نحتمل فيه المعصية أو الخطأ فلا يجب اتباعه في شئ من الأشياء فتذهب فائدة البعثة، بل يصبح النبي كسائر الناس ليس لكلامهم ولا لعملهم تلك القيامة العالية التي يعتمد عليها دائما. كما لا تبقي طاعة حتمية لأوامره ولا ثقة مطلقة بأقواله وأفعاله.

وهذا الدليل علي العصمة يجري عينا في الإمام، لأن المفروض فيه أنه منصوب من الله تعالي لهداية البشر خليفة للنبي، علي ما سيأتي في فصل الإمامة.

المظفر، الشيخ محمد رضا (المتوفی1381هـ)، عقائد الإمامية، ص54، ناشر: انتشارات أنصاريان ـ قم.

لذلك إذا كانت الطاعة المطلقة للإمام واجبة يجب أيضًا أن يكونوا معصومين من الخطأ حتى تكون طاعتهم المطلقة ممكنة.

و الخلاصة: أن هذه الرواية صحيحة و تثبت عصمة امیرالمؤمنين و ضرورة طاعته على جميع المسلمين.

 

ملف PDF من هذه المقالة



و من الله التوفیق

فریق الاجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمیة

 

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة