الصفحة 177
من الصحيح عن أبي الطفيل. توفي ببغداد سنة مئتين(1) ، وقبره معروف يزار، وكان سري السقطي من تلامذته.

85 ـ منصور بن المعتمر ـ بن عبدالله بن ربيعة السلمي الكوفي، كان من أصحاب الباقر والصادق، وله عنهما عليهما السلام، كما نص عليه صاحب منتهى المقال في أحوال الرجال، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه(2) ، والجوزجاني عده من المحدثين الذين لا تحمد الناس مذاهبهم في أصول الدين فروعه، لتعبدهم فيها بما جاء عن آل محمد، وذلك حيث قال(3) : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، ومنصور، وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث…(4) الخ. قلت: ما الذي نقموه من هؤلاء الصادقين؟ أتمسكهم بالثقلين؟ أم ركوبهم سفينة النجاة؟ أم دخولهم مدينة علم النبي من بابها؟ ـ باب حطة ـ أم التجاءهم الى أمان أهل الأرض؟ أم حفظهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته(5) ؟ أم خشوعهم لله وبكاءهم من خشيته؟ كما هو المأثور من سيرتهم، حتى قال ابن سعد ـ حيث ترجم منصوراً في ص 235 من الجزء 6 من طبقاته ـ: انه عمش من البكاء من خشية الله تعالى

____________

(1) وقيل سنة 201 وقيل سنة 204. (منه قدس).

(2) منتهى المقال في أحوال الرجال، المعارف لابن قتيبة: 624. وكان من دعاة الشهيد العظيم زيد بن علي عليه السلام ولما قتل زيد لم يكن منصور في الكوفة ولما بلغه قتله صام سنة يرجو بذلك ان يكفر الله عنه، راجع حياة الإمام محمد الباقر: 2/370.

(3) كما في ترجمة زبيد اليامي من الميزان، وقد نقلنا هذه الكلمة عن الجوزجاني في أحوال كل من زبيد والأعمش وأبي اسحاق، وعلقنا عليها تعليقات جديرة بالمراجعة. (منه قدس).

(4) الميزان للذهبي: 2/66.

(5) اشارة الى أحاديث تقدم بعضها ويأتي البعض الآخر.

الصفحة 178
(قال) وكانت له خرقة ينش بها الدموع من عينيه (قال): وزعموا أنه صام ستين وقامها… الخ. فهل يكون مثل هذا ثقيلاً على الناس مذموماً، كلا ولكن منينا بقوم لا ينصفون، فانا لله وإنا اليه راجعون، روى ابن سعد في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال: رأيت منصوراً بمكة (قال): وأظنه من هذه الخشبية، وما أظنه كان يكذب… الخ. قلت: ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف والتحامل، والامتهان والعداوة المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر، وما أشد دهشتي عند وقوفي على قوله: وما أظنه يكذب، وي، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد، وكأن منصوراً جرى في الصدق على خلاف الأصل، وكأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل محمد اسماً يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة، كالخشبية والترابية، والرافضة، ونحو ذلك، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى: (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان)(1) . وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال: هم من الرافضة كان ابراهيم الأشتر لقي عبيدالله بن زياد، وأكثر أصحاب ابراهيم معهم الخشب فسموا بالخشبية. اهـ.(2) . قلت: انما نبزوهم بهذا توهيناً لهم، واستهتاراً بقوتهم وعتادهم، ولكن هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب، ابن مرجانة، واستأصلوا شأفة أولئك المردة قتلة آل محمد (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)(3) ، فلا بأس بهذا اللقب الشريف، ولا بلقب الترابية نسبة الى أبي تراب، بل لنا بهما الشرف والفخر. شط بنا القلم، فلنرجع إلى ما كنا فيه فنقول: اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور، ولذا احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم مع العلم بتشيعه(4) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابي وائل، وأبي الضحى، وإبراهيم النخعي، وغيرهم من طبقتهم، روى عنه

____________

(1) سورة الحجرات آية: 11.

(2) المعارف لابن قتيبة ص622.

(3) سورة الأنعام آية: 45.

(4) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب اثم من كذب على النبي: 1/35، صحيح مسلم باب في التحذير من الكذب: 1/6، صحيح الترمذي: 5/298 ح399، سنن أبي داود: 4/435 ح4737، سنن النسائي ك تحريم الدم ب قتال المسلم: 7/122، سنن ابن ماجة: 1/101 ح277.

الصفحة 179
عندهما كل من شعبة، والثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة؛ قال ابن سعد: وتوفي منصور في آخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة (قال): وكان ثقة مأموناً كثير الحديث رفيعاً عالياً ـ رحمه الله تعالى ـ.

86 ـ المنهال بن عمرو ـ الكوفي التابعي من مشاهير شيعة الكوفة، ولذا ضعفه الجوزجاني وقال: سيئ المذهب، وكذا تكلم فيه ابن حزم وغمزه يحيى بن سعيد، وقال أحمد بن حنبل: أبو بشر أحب إلي من من المنهال وأوثق، ومع العلم بكونه شيعياً، وتظاهره بذلك، ولا سيما في أيام المختار، لم يرتابوا في صحة حديثه، فأخذ عنه شعبة، والمسعودي، والحجاج بن أرطأة، وخلق من طبقتهم، وقد وثقه ابن معين، وأحمد العجلي، وغيرهما، وذكره الذهبي في الميزان(1) فنقل من أقوالهم فيه ما نقلناه، ووضع على اسمه رمز البخاري(2) ومسلم، اشارة إلى إخراجهما عنه، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير، وقد روى عنه في التفسير من صحيح البخاري زيد بن أبي أنيسة وروى عنه منصور بن المعتمر في الأنبياء.

87 ـ موسى بن قيس ـ الحضرمي، يكنى أبا محمد، عده العقيلي من الغلاة في الرفض، وسأله سفيان عن أبي بكر وعلي فقال: علي أحب الي، وكان موسى يروي عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض، عن مالك، بن جعونة، قال: سمعت أم سلمة تقول: «علي على الحق، فمن تبعه فهو على الحق، ومن تركه ترك الحق عهداً معهوداً»(3) ، رواه أبو نعيم الفضل بن دكين، عن موسى بن

____________

(1) الميزان: 4/192.

(2) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/326 ح3870 و3964، سنن أبي داود: 4/235 ح4737، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120.

(3) يوجد في: مجمع الزوائد للهيثمي: 9/134 ط مكتبة القدسي، الميزان للذهبي: 4/217 ط دار احياء الكتب العربية، الغدير للأميني: 3/179 وسوف تأتي بقية المصادر للأحاديث المشابهة له تحت رقم 611 فراجع.

الصفحة 180
قيس، وروى موسى في فضل أهل البيت صحاحاً ساءت العقيلي فقال فيه ما قال، أما ابن معين فقد وثق موسى، واحتج به أبو داود، وسعيد بن منصور، في سننهما، وترجمه الذهبي في الميزان(1) ، فأورد كل ما نقلناه عنهم في أحواله، ودونك حديثه في السنن(2) عن سلمة بن كهيل، وحجر بن عنسبة، وقد روى عنه الفضل بن دكين وعبيدالله بن موسى، وغيرهما من الأثبات. مات رحمه الله تعالى أيام المنصور.

ـ ن ـ

88 ـ نفيع بن الحارث ـ أبو داود النخعي الكوفي الهمداني السبيعي، قال العقيلي: كان يغلو في الرفض وقال البخاري: يتلكمون فيه ـ لتشيعه ـ(3) قلت: أخذ عنه سفيان، وهمام وشريك، وطائفة من أعلام تلك الطبقة، واحتج به الترمذي في صحيحه(4) ، وأخرج له أصحاب المسانيد، ودونك حديثه عند الترمذي وغيره، عن أنس بن مالك، وابن عباس، وعمران بن حصين، وزيد بن أرقم، وقد ترجمه الذهبي فذكر من شؤونه ما ذكرناه.

89 ـ نوح بن قيس ـ بن رباح الحداني، ويقال الطاحي البصري، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: صالح الحديث وقال: وثقه أحمد وابن معين (قال) وقال أبو داود: كان يتشيع، وقال النسائي: ليس به بأس(5) ، ووضع الذهبي على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن(6) اشارة الى أنه من

____________

(1) الميزان للذهبي: 4/217.

(2) روي عنه في: سنن ابن داود: 1/262 ح977.

(3) الميزان: 4/272.

(4) روي عنه في: صحيح الترمذي.

(5) الميزان: 4/279.

(6) روي عنه في: صحيح مسلم ك اللباس ب لبس النبي: 2/240، سنن أبي داود: 331 ح9693، سنن النسائي ك الصلاة ب كم فرضاً في اليوم: 1/228.

الصفحة 181
رجال صحاحهم، وله حديث في الأشربة من صحيح مسلم، يرويه عن ابن عون، وله في اللباس من صحيح مسلم أيضاً حديث يرويه عن أخيه خالد بن قيس، روى عنه عند مسلم نصر بن علي، وروى عنه عند غير مسلم أبو الأشعث، وخلق من طبقته، ولنوح رواية عن أيوب وعمرو بن مالك، وطائفة.

ـ هـ ـ

90 ـ هارون بن سعد ـ العجلي الكوفي، ذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز مسلم، اشارة إلى أنه من رجاله، ثم وصفه فقال: صدوق في نفسه، ولكنه رافضي بغيض، روى عباس عن ابن معين قال: هارون بن سعد من الغالية في التشيع، له عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري، وعنه محمد بن ابي حفص العطار، والمسعودي، والحسن بن حي، قال أبو حاتم: لا بأس به(1) ا هـ. قلت: أذكر حديثاً ـ في صفة النار من صحيح مسلم(2) ـ يرويه الحسن بن صالح، عن هارون بن سعد العجلي، عن سلمان.

91 ـ هاشم بن البريد ـ بن زيد أبو علي الكوفي، ذكره الذهبي ووضع على اسمه رمز أبي داود والنسائي(3) ، اشارة إلى أنه من رجال صحيحيهما، ونقل توثيقه عن ابن معين وغيره، مع شهادته عليه بأنه يترفض، وقال: وقال أحمد: لا بأس به(4) . قلت: يروي هاشم عن زيد بن علي، ومسلم البطين، ويروي عنه الخريبي، وابنه علي بن هاشم ـ الذي ذكرناه في بابه ـ وجماعة من الأعلام، وهاشم هذا من بيت تشيع، يعلم ذلك مما أوردناه في أحوال علي بن هاشم من هذا الكتاب.

92 ـ هبيرة بن بريم ـ الحميري، صاحب علي عليه السلام، نظير الحارث

____________

(1) الميزان: 4/284، الملل والنحل: 1/190 ط بيروت.

(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك الجنة ب النار يدخلها الجبارون: 2/538.

(3) وروي عنه في: سنن أي داود: 3/137 ح2984، سنن النسائي ك الافتتاح ب القراءة في الظهر: 2/163.

(4) الميزان: 4/288.

الصفحة 182
في ولائه واختصاصه، ذكره الذهبي في ميزانه فوضع على اسمه رمز أصحاب السنن(1) . اشارة إلى أنه من رجال أسانيدهم، ثم نقل عن أحمد القول: بأنه لا بأس بحديثه، وهو أحب الينا من الحارث، قال الذهبي وقال ابن خراش: ضعيف كان يجهز على قتلى صفين؛ وقال الجوزجاني، كان مختارياً يجهز على القتلى يوم الخازر. اهـ.(2) . قلت: وعده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة(3) وهذا من المسلمات، وحديثه عن علي ثابت في السنن، يرويه عنه أبو اسحاق، وأبو فاختة.

93 ـ هشام بن زياد ـ أبو المقدام البصري، عده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة(4) ، وذكره الذهبي باسمه في حرف الهاء، وبكنيته في الكنى من ميزانه(5) ، ووضع على عنوانه في الكنى ت ق رمزاً إلى من اعتمد عليه من أصحاب السنن، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره(6) ، عن الحسن والقرضي، يروي عنه شيبان بن فروخ، والقواريري، وآخرون.

94 ـ هشام بن عمار ـ بن نصير بن ميسرة أبو الوليد، ويقال الظفري الدمشقي، شيخ البخاري في صحيحه، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(7) ، حيث ذكر ثلة منهم في باب الفرق من معارفه، وذكره الذهبي في الميزان فوصفه بالامام، خطيب دمشق ومقريها، ومحدثها وعالمها، صدوق مكثر، له ما ينكر…(8) الخ. قلت: روى عنه البخاري بلا واسطة في باب من أنظر

____________

(1) روى عنه في: سنن النسائي ك الزينة ب الذؤابة: 8/134، صحيح الترمذ: 4/202 ح2960.

(2) الميزان: 4/292.

(3) الملل والنحل: 1/190.

(4) الملل والنحل: 1/190.

(5) الميزان: 4/298.

(6) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/238 ح3051.

(7) المعارف لابن قتيبة: 624.

(8) الميزان: 4/302.

الصفحة 183
معسراً من كتاب البيوع من صحيحه(1) ، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون، وأظن أن منها كتاب المغازي، وكتاب الأشربة، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يروي هشام عن يحيى بن حمزة، وصدقة بن خالد، وعبدالحميد بن أبي العشرين، وغيرهم. قال في الميزان: «وحدث عنه خلق كثير رحلوا اليه في القراءة والحديث»، وحدث عنه الوليد بن مسلم، وهو من شيوخه، وقد روى هو بالاجازة عن أبي لهيعة، قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله، وقال آخر: كان هشام فصيحاً بليغاً مفوهاً كثير العلم… قلت: وكان يرى أن ألفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى كغيره من الشيعة، فبلغ أحمد عنه شيء من ذلك فقال: ـ كما في ترجمة هشام من الميزان ـ(2) : أعرفه طياشاً، قاتله الله، ووقف أحمد على كتاب لهشام قال في خطبته: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه، فقام أحمد وقعد، وأبرق وأرعد، وأمر من صلوا خلف هشام باعادة صلاتهم، مع أن في كلمة هشام من تنزيه الله تعالى عن الرؤية وتقديسه عن الكيف والأين وتعظيم آياته في خلقه، ما لا يخفى على أولي الألباب، فكلمته هذه على حد قول القائل ـ وفي كل شيء له آية ـ بل هي أعظم وأبلغ بمراتب، لكن العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم. ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومئة، ومات ف آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومئتين، رحمه الله تعالى.

95 ـ هشيم بن بشير ـ بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي أبو معاوية، أصله من بلخ، كان جده القاسم نزل واسط للتجارة، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة(3) ، وهو شيخ الامام أحمد بن حنبل وسائر أهل طبقته، ذكره الذهبي في الميزان رامزاً إلى احتجاج أصحاب الصحاح الستة به، ووصفه بالحافظ، وقال: انه أحد الأعلام سمع الزهري، وحصين بن عبدالرحمن، وروى عنه يحيى

____________

(1) روي عنه البخاري في صحيحه ك البيوع ب من أنظر معسراً: 3/10، سنن ابن ماجة: 1/5 ح7 و124.

(2) الميزان للذهبي: 4/303.

(3) المعارف لابن قتيبة: 624.

الصفحة 184
القطان، وأحمد، ويعقوب الدورقي، وخلق كثير. اهـ.(1) . قلت: ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم(2) عن حميد الطويل، واسماعيل بن أبي خالد، وأبي اسحاق الشيباني، وغير واحد، روى عنه عندهما عمرو الناقد، وعمرو بن زرارة، وسعيد بن سليمان، وروى عنه عند البخاري عمرو بن عوف، وسعد بن النضر، ومحمد بن نبهان، وعلي بن المديني، وقتيبة، وروى عنه عند مسلم أحمد بن حنبل، وشريح، ويعقوب الدورقي، وعبدالله بن مطيع، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، واسماعيل بن سالم، ومحمد بن الصباح؛ وداود بن رشيد، وأحمد بن منيع، ويحيى بن ايوب، وزهير بن حرب، وعثمان بن ابي شيبة، وعلي بن حجر، ويزيد بن هارون. مات رحمه الله تعالى ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومئة، وله تسع وسبعون عاماً.

ـ و ـ

96 ـ وكيع بن الجراح ـ بن مليح بن عدي، يكنى بابنه سفيان الرواسي الكوفي، من قيس غيلان، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة(3) ، ونص ابن المديني في تهذيبه: على أن في وكيع تشيعاً، وكان مروان بن معاوية لا يرتاب في أن وكيعاً رافضي، دخل عليه يحيى بن معين مرة فوجد عنده لوحاً فيه فلان كذا وفلان كذا، ومن جملة ما كان فيه؛ وكيع رافضي، فقال له ابن معين: وكيع خير منك، قال: مني؟ فقال له: نعم. قال ابن معين فبلغ ذلك وكيعاً فقال: ان يحيى صاحبنا، وسئل أحمد بن حنبل اذا اختلف وكيع وعبدالرحمن بن مهدي بقول من نأخذ؟ فرجح قول عبدالرحمن لأمور ذكرها، ومن جملتها: أن عبدالرحمن كان يسلم منه السلف ـ دون وكيع بن الجراح(4) ـ قلت: ويؤيد ذلك ما أورده

____________

(1) الميزان: 4/306.

(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك التيمم: 1/86، صحيح مسلم ب النهي عن الحديث بكل ما يسمع: 1/6، صحيح الترمذي: 5/315 ح3841، سنن أبي داود: 3/35 ح2606، سنن النسائي ك الافتتاح: 2/126، سنن ابن ماجة: 1/13 ح33.

(3) المعارف لابن قتيبة: 624.

الميزان: 4/336.

الصفحة 185
الذهبي في آخر ترجمته الحسن بن صالح، من أن وكيعاً كان يقول: ان الحسن بن صالح عندي امام، فقيل له: انه لا يترحم على عثمان، فقال: أتترحم أنت على الحجاج(1) ؟ حيث جعل عثمان كالحجاج، وقد ذكره الذهبي في ميزانه، فنقل من شؤونه ما قد سمعت، احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم(2) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري ومسلم عن كل من الأعمش، والثوري، وشعبة، واسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن المبارك، روى عنه عندهما اسحاق الحنظلي، ومحمد بن نمير، وروى عنه عند البخاري عبدالله الحميدي، ومحمد بن مقاتل، وروى عنه عند مسلم زهير، وابن أبي شيبة، وأبو كريب، وابو سعيد الأشج، ونصر بن علي، وسعيد بن أزهر، وابن أبي عمر، وعلي بن خشرم، وعثمان بن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد. مات رحمه الله تعالى بفيد قافلاً من الحج في المحرم سنة سبع وتسعين ومئة، وله من العمر ثمان وستون سنة.

ـ ي ـ

97 ـ يحيى بن الجزار ـ العرني الكوفي صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، ذكره الذهبي في الميزان رامزاً الى احتجاج مسلم وأصحاب السنن به، وقد وثقه وقال: صدوق، ونقل عن الحكم بن قتيبة أنه قال: كان يحيى بن الجزار يغلو في التشيع(3) ، وذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(4) فقال: كان يحيى بن الجزار يتشيع، وكان يغلو يعني في القول، قالوا: وكان ثقة، وله أحاديث. اهـ.

____________

(1) الميزان: 1/499.

(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب كتابة العلم: 1/36، صحيح مسلم ك الايمان ب كون النهي عن المنكر: 1/39، صحيح الترمذي: 5/333 ح3887، سنن أبي داود: 3/37 ح2612، سنن النسائي ك الطهارة ب التنزه عن البول: 1/28، سنن ابن ماجة: 1/15 ح39.

(3) الميزان للذهبي: 4/367.

(4) ص206. (منه قدس).

الصفحة 186
قلت: رأيت له في الصلاة في صحيح مسلم(1) حديثاً يرويه عن علي، وله في الايمان من صحيح مسلم أيضاً حديث يرويه عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، روى عنه الحكم بن عتيبة، والحسن العرني عند مسلم، وغيره.

98 ـ يحيى بن سعيد ـ القطان، يكنى ابا سعيد مولى بني تميم البصري محدث زمانه، عده ابن قتيبة في معارفه(2) من رجال الشيعة، واحتج به أصحاب الصحاح الستة(3) وغيرهم، فحديثه عن هشام بن عروة، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم ثابت في كل من صحيح البخاري ومسلم، وروى عنه عندهما محمد بن المثنى، وبندار، وروى عنه عند البخاري مسدد، وعلي بن المديني، وبيان بن عمرو، وروى عنه عند مسلم محمد بن حاتم، ومحمد بن خلاد الباهلي، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، ومحمد المقدمي، وعبدالله بن هاشم؛ وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبدالله بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي، وعبدالله القواريري، وأحمد بن عبدة، وعمرو بن علي، وعبدالرحمن بن بشر. مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وتسعين ومئة، عن ثمان وسبعين سنة.

99 ـ يزيد بن أبي زياد ـ الكوفي أبو عبدالله مولى بن هاشم، ذكره الذهبي في ميزانه(4) ، فوضع عليه رمز مسلم وأصحاب السنن الأربعة(5)

____________

(1) روي عنه في: سنن ابن ماجة: 1/189 ح709، سنن السنائي ك القبلة ب ذكر ما يقطع الصلاة: 2/65.

(2) المعارف لابن قتيبة: 6240.

(3) روي عنه في: صحيح البخاري ك الايمان ب صوم رمضان احتساباً: 1/14، صحيح مسلم ك الصلاة ب خروج النساء الى المساجد: 1/188، صحيح الترمذي: 5/304 ح3813، سنن أبي داود: 3/68 ح2710، سنن النسائي ك الجهاد باب تمني القتل في سبيل الله: 6/32، سنن ابن ماجة: 1/12 ح29.

(4) الميزان: 4/423.

(5) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/317 ح3847، سنن أبي داود: 3/46 ح2647، سنن ابن ماجة: 1/99 ح270 سنن النسائي ك قطع السارق السرقة: 8/65.

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية وابن العاص: «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعمها دعا».

يوجد في: وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 219 ط2 بمصر. وأوعز الى الحديث العرب: 7/404، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ط الحيدرية وص62 ط الاسلامية بمصر، الغدير للأميني: 10/139، الميزان: 4/424.

الصفحة 187
اشارة الى روايتهم عنه، ونقل عن ابن فضيل قال: كان يزيد بن أبي زياد من أئمة الشيعة الكبار، واعترف الذهبي بأنه أحد علماء الكوفة المشاهير، ومع ذلك فقال تحاملوا عليه. واعدوا ما استطاعوا من القدح، بسبب أنه حدّث بسنده إلى أن أبي برزة، أو أبي بردة، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسمع صوت غناء، فاذا عمرو بن العاص ومعاوية يتغنيان، فقال صلى الله عليه وآله وسلم «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً، ودعهما الى النار دعاً» ودونك حديثه في الأطعمة من صحيح مسلم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، رواه عنه سفيان بن عيينة. مات رحمه الله تعالى سنة ست وثلاثين ومئة، وله تسعون سنة تقريباً.

100 ـ أبو عبدالله الجدلي ـ ذكره الذهبي في الكنى، ووضع على عنوانه …… اشارة الى أنه من رجال أبي داود والترمذي في صحيحيهما، ثم وصفه، بأنه شيعي بغيض، ونقل عن الجوزجاني القول: بأنه كان صاحب راية المختار، ونقل …… أحمد توثيقه(1) ، وعدَّه الشهرستاني من رجال الشيعة في كتاب الملل والنحل(2) ، وذكره ابن قتيبة في غالية الرافضة من معارفه(3) ودونك حديثه في صحيحي الترمذي وأبي داود وسائر مسانيد السنة(4)

____________

(1) الميزان للذهبي: 4/544.

(2) الملل والنحل: 1/190.

(3) المعارف لابن قتيبة: 624.

(4) روي عنه في: سنن أبي داود: 3/180 ح3081.

الصفحة 188
وذكره ابن سعد في طبقاته(1) فقال: كان شديد التشيع، ويزعمون أنه كان على شرطة المختار، فوجهه الى عبدالله بن الزبير في ثمانمئة ليوقع بهم، ويمنع محمد بن الحنفية مما أراد به ابن الزبير. اهـ. حيث كان ابن الزبير حصر ابن الحنفية وبني هاشم، وأحاطهم بالحطب ليحرقهم، اذ كانوا قد امتنعوا عن بيعته، لكن أبا عبدالله أنقذهم من هذا الخطر، فجزاه الله عن أهل نبيه خيراً. وهذا آخر من أردنا ذكرهم في هذه العجالة، وهم مئة بطل من رجال الشيعة، كانوا حجج السنة وعيبة علوم الأمة، بهم حفظت الآثار النبوية، وعليهم مدار الصحاح والسنن والمسانيد، ذكرناهم بأسمائهم، وجئنا بنصوص أهل السنة على تشيعهم، والاحتجاج بهم، نزولاً في ذلك على حكمكم، وأظن المعترضين سيعترفون بخطئهم فيما زعموه من أن أهل السنة لا يحتجون برجال الشيعة، وسيعلمون أن المدار عندهم على الصدق والأمانة، بدون فرق بين السني والشيعي، لو رد حديث الشيعة مطلقاً لذهبت الآثار النبوية ـ كما اعترف به الذهبي في ترجمة ابان بن تغلب من ميزانه(2) ـ وهذه مفسدة بينة، وأنتم ـ نصر الله بكم الحق ـ تعلمون أن في سلف الشيعة ممن يحتج أهل السنة بهم غير الذي ذكرناهم، وأنهم أضعاف أضعاف تلك المئة عدداً وأعلى منهم سنداً، وأكثر حديثاً، وأغزر علماً، وأسبق زمناً، وأرسخ في التشيع قدماً، ألا وهم رجال الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وقد أوقفناكم على أسمائهم الكريمة في آخر فصولنا المهمة(3) ، وفي التابعين ممن يحتج بهم من أثبات الشيعة، كل ثقة حافظ ضابط متقن حجة، كالذين استشهدوا في سبيل الله نصرة لأمير المؤمنين أيام الجمل الأصغر(4) ،

____________

(1) ص 159 من جزئها السادس، وذكر ان اسمه عبدة بن عبد بن عبدالله بن أبي يعمر. (منه قدس).

(2) الميزان: 1/5.

(3) الفصول المهمة لشرف الدين: 179 ـ 190 ط النعمان.

(4) يوم الجمل الأصغر ومن قتل فيه:

راجع: أنساب الأشراف للبلاذري: 2/228، تاريخ الطبري: 4/474، أسد الغابة لابن الأثير: 2/38، شرح نهج البلاغة: 2/481 ط بيروت أفست، مروج الذهبي للمسعودي: 2/358.

الصفحة 189
والجمل الأكبر(1) ، وصفين(2) ، والنهروان(3) ، وفي الحجاز واليمن حيث غار عليهما بسر بن أرطأة

____________

من قتل من الصحابة مع علي عليه السلام في الجمل الأكبر:

(1) 1 ـ مثل زيد بن صوحان العبدي الذي شهد له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة. راجع أنساب الأشراف للبلاذري: 2/244، أسد الغابة: 2/233، مروج الذهبي للمسعودي: 2/369.

2 ـ سيحان بن صوحان العبدي:

راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/221.

3 ـ هند بن أبي هالة ربيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمه خديجة.

راجع: أسد الغابة: 5/71.

عدد الصحابة الذين شهدوا الجمل مع علي عليه السلام: من المدينة (4000) ومن الأنصار (800).

راجع: تاريخ الاسلام للذهبي: 2/149 ـ العقد الفريد: 2/280 ط قديم.

ومن أهل بيعة الرضوان ـ 700 ـ ومن أهل بدر ـ 130 ـ راجع: تاريخ الاسلام للذهبي: 2/149.

بعض أسماء الصحابة الذين كانوا مع علي في يوم الجمل:

راجع: مروج الذهبي: 2/359 ـ 360، أسد الغابة لابن الأثير: 1/385 و: 2/114 و178 و: 4/46 و100 و: 5/143 و146 و286، الاصابة لابن حجر: 1/248 و501 و: 2/395.

(2) عدد الصحابة الذين كانوا مع علي بصفين:

من أهل بدر (100) كما في: وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 238 ط2 بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/484 ط مصر قديم: و: 5/191 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.

ومن أهل بيعة الشجرة (800) قتل منهم 360 نفساً.

راجع: الاصابة لابن حجر: 2/381 ط مصطفى محمد و: 2/389 ط السعادة، الاستيعاب بذيل الاصابة في ترجمة عمار: 2/471 ط مصطفى محمد.

بعض أسماء من قتل بصفين مع علي من الصحابة:

1 ـ ثابت بن عبيدالأنصاري: بدري. الاصابة: 1/194، الاستيعاب بهامش الاصابة: 1/196.

2 ـ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين: بدري، أسد الغابة: 2/114، الاصابة: 1/426، الاستيعاب: 1/417، المستدرك للحاكم: 3/396.

3 ـ أبو الهيثم مالك بن التيهان: بدري. أسد الغابة: 4/274 و: 5/318، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/319، الاصابة: 4/212 الاستيعاب بهامش الاصابة: 4/200.

4 ـ أبو عمرة الأنصاري: بدري. المستدرك للحاكم: 3/395، الاستيعاب بهامش الاصابة: 4/123.

5 ـ أبو فضالة الأنصاري: بدري. أسد الغابة: 5/273، الاصابة: 4/155، الاستيعاب بهامش الاصابة: 4/153.

6 ـ بريد الأسلمي: راجع: الاصابة: 1/146.

7 ـ جندب بن زهير الازدي الغامدي: تاريخ الطبري: 5/27، أسد الغابة: 1/303.

8 ـ حازم بن أبي حازم الأحمسي: أسد الغابة: 1/360، الاستيعاب بهامش الاصابة: 1/252.

9 ـ سعد بن الحارث الأنصاري: أسد الغابة: 2/272، الاصابة: 2/23.

10 ـ سهيل بن عمرو الأنصاري: بدري. الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/107، الاصابة: 2/93.

11 ـ صفر بن عمرو بن محصن: الاصابة: 2/200.

12 ـ عائذ المحاربي الجسري: الاصابة: 2/262.

13 ـ عبدالله بن بديل الخزاعي: أسد الغابة: 3/124، الاصابة: 2/280، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/268، المستدرك: 3/395، تاريخ الطبري: 5/23.

14 ـ عبدالله بن كعب المرادي: أسد الغابة: 3/249، الاصابة: 2/363، تاريخ الطبري: 5/46، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/315.

15 ـ عبدالرحمن بن بديل الخزاعي: أسد الغابة: 3/124 و282، الاصابة: 2/280 و: 4/213، مروج الذهب: 2/384 ط الأندلس، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/268 و: 4/201.

16 ـ عبدالرحمن الجمحي: الاصابة: 2/395.

17 ـ الفاكه بن سعد الأنصاري: أسد الغابة: 4/174، الاصابة: 3/198، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/202.

18 ـ قيس بن المشكوح المرادي: أسد الغابة: 4/237، الاصابة: 3/274، الاستيعاب: 3/244.

19 ـ محمد بن بديل الخزاعي: الاصابة: 3/371.

20 ـ المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي: الاصابة: 3/481، أسد الغابة: 4/423.

21 ـ هاشم المرقال: أسد الغابة: 5/49، المستدرك: 3/396، تاريخ الطبري: 5/44، الاصابة: 3/593، الاستيعاب بهامش الاصابة: 3/616.

22 ـ أبو شحر الأبرهي: الاصابة:4/102.

23 ـ أبو ليلى الأنصاري: الاصابة: 4/102.

24 ـ عمار بن ياسر: بدري. الشهيد بصفين. راجع: أسد الغابة: 4/46، المستدرك: 3/386، تاريخ الطبري: 5/41، أنساب الأشراف: 2/310، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 341 ط2 بمصر. قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً عمار بن ياسر: «ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية» وهناك ألفاظ أخرى.

راجع صحيح البخاري ك الجهاد باب مسح الغبار عن الناس في السبيل: 3/207، صحيح الترمذي: 5/333 ح3888، المستدرك للحاكم: 2/148 و149 و: 3/386 و387 و391 و397، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 132 ـ 135 ط الحيدرية و: 67 ـ 69 ط بيروت، حلية الأولياء: 4/172 و361 و: 7/197 و198 مجمع الزوائد: 7/240 و242 و244 و: 9/295 وحكم بصحة جل طرقه. تاريخ الطبري: 5/39 و41 و: 10/59، أسد الغابة: 2/114 و143 و217 و: 4/46، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/117، تاريخ اليعقوبي: 2/164 ط الغري، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/313 و314 و317، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 341 و343، العقد الفريد: 4/341 و343، المناقب للخوارزمي الحنفي: 57 و123 و124 و159 و160، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/310 و311، أحكام القرآن لابن عربي: 4/1705 ط2 بتحقيق البجاوي، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 128 و129 ط اسلامبول: 151 و152 ط الحيدرية و: 1/128 و129 ط العرفان، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 93 و94 كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 172 ـ 175 ط الحيدرية و: 71 و73 ط الغري، نور الأبصار للشبلنجي: 17 و89 ط السعيدية بمصر، سيرة ابن هشام: 2/102، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 8/10 و17 و19 و24 و: 15/177 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل: 2/274 ط1 بمصر، المعجم الصغير للطبراني: 1/187، الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/252، 251 الغدير للأميني: 9/22 اضعاف الحق للتستري: 8/422 ط الاسلامية في طهران، فرائد السمطين: 1/114 و287 و120 بل هو من الأحاديث المتواترة كما واعترف ابن حجر في الاصابة: 2/512 ط السعادة و: 2/506 ط مصطفى محمد، وابن عبدالبر في الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/436 ط السعادة.

(3) الصحابة الذين شهدوا النهروان مع علي عليه السلام: راجع: أسد الغابة: 1/385 و: 2/351 و371 و375 و: 3/150 و354 و: 4/100 و215 و: 5/122 و143 و274، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/362 و368 و371 و375، تاريخ الطبري: 5/74 و81 و83، تاريخ اليعقوبي: 2/167 ط الغري.

الصفحة 190

الصفحة 191

الصفحة 192
(1) ، وفي فتنة الحضرمي المرسل الى البصرة من قبل معاوية(2) ، وكالذين استشهدوا يوم الطف مع سيد شباب أهل الجنة(3) ، والذين استشهدوا مع حفيده الشهيد زيد(4) وغيره من أباة الضيم، الثائرين لله من

____________

(1) غارات معاوية على الحجاز واليمن:

راجع: أنساب الأشراف: 2/453 ـ 457، تاريخ الطبري: 5/140، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/383.

(2) فتنة ابن الحضرمي في البصرة: أنساب الأشرف: 2/423. 434، تاريخ الطبري: 5/110، الكامل لابن الأثير: 3/360.

(3) شهداء الطف: راجع: مقتل الحسين للمقرم: 286 ـ 348 ط4 بالنجف، الكامل لابن الأثير: 4/92، تاريخ الطبري: 5/468.

(4) الشهداء مع زيد: راجع: زيد الشهيد للمقرم: 138 ـ 146 ط الغري.

الصفحة 193
آل محمد، وكالذين قتلوا صبراً(1) ، ونفوا عن عقر ديارهم(2) ظلما، والذين أخلدوا الى التقية خوفاً وضعفاً، كالأحنف بن قيس، والأصبغ بن نباتة، ويحيى بن يعمر، أول من نقط الحروف(3) ، والخليل بن أحمد مؤسس علم اللغة والعروض(4) ، ومعاذ بن مسلم الهراء واضع علم الصرف(5) وأمثالهم، ممن يستغرق تفصيلهم المجلدات الضخمة ودع عنك من تحامل عليهم النواصب بالقدح والجرح فضعفوهم ولم يحتجوا بهم(6) ، وهناك مئات من أثبات الحفظة وأعلام الهدى من شيعة آل محمد، أغفل أهل السنة ذكرهم، لكن علماء الشيعة أفردوا لذكرهم فهارس ومعاجم تشتمل على أحوالهم(7) ، ومنها تعرف أياديهم البيضاء، في خدمة الشريعة الحنفية السمحاء،

____________

(1) معاوية يقتل حجر بن عدي الكندي مع أصحابه: راجع: الغدير للأميني: 11/53، تاريخ الطبري: 5/277، كنز العمال: 15/157 ح445 ط2.

(2) نفي أبي ذر الغفاري إلى الربذة:

راجع: الغدير للأميني: 8/292 ـ 386.

(3) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 325.

(4) راجع كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 148ـ 154 و178.

(5) نفس المصدر: 140.

(6) راجع كتاب: العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل للعقيلي، فتح الملك العلي بصحة باب مدينة العلم علي للمغربي: 58 و59 و160 ط الحيدرية.

(7) كتب الشيعة في الرجال والفهرست:

رجال النجاشي المتوفي 463 هـ ط في بمبي وايران، والفهرست للشيخ للطوسي المتوفي 460 هـ ط كلكتة وايران والنجف، رجال الطوسي ط في النجف، رجال الكشي ط في بمبي وايران والنجف، رجال البرقي المتوفي حدود 274 هـ ط في ايران، رجال ابن داود ط ايران، والنجف، الخلاصة للعلامة المتوفي 726 ط في ايران والنجف، الفهرست للشيخ منتجب الدين ط في ج105 من البحار ط الجديد. ومن المتأخرين: روضات الجنات ط في ايران عدة طبعات، منتهى المقال لأبي علي ط في ايران، تنقيح المقال ط في ايران والنجف، أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين تبلغ 56 مجلداً ط في دمشق. ومن أراد المزيد فعليه بكتاب (الذريعة الى تصانيف الشيعة) للشيخ آغا بزرك الطهراني وهو فهرست لأسماء كتب الشيعة في الفقه والأصول والحديث والتاريخ والرجال وغيرها. وقد طبع منها الى الآن 25 مجلداً.

الصفحة 194
ومن وقف على شؤونهم يعلم أنهم مثال الصدق والأمانة، والورع والزهد والعبادة والاخلاص في النصح لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكتابه عز وجل، ولأئمة المسلمين ولعامتهم، نفعنا الله ببركاتهم وبركاتكم انه أرحم الراحمين.

ـ ش ـ

المراجعة 17
3 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ عواطف المناظر وألطافه

2 ـ تصريحه بأن لا مانع لأهل السنة من الاحتجاج بثقات الشيعة

3 ـ ايمانه بآيات أهل البيت

4 ـ حيرته في الجمع بينها وبين ما عليه أهل القبلة.

1 ـ أما وعينيك ما رأت عيناي أرشح منك فؤاداً، ولا اسرع تناولاً، ولا سمعت أذناي بأرهف منك ذهناً، ولا أنفذ بصيرة، ولا قرع سمع السامعين ألين منك لهجة، ولا ألحن منك بحجة، تدفقت في كل مراجعاتك تدفق اليعبوب، وملكت في كل محاوراتك الأفواه والأسماع والأبصار والقلوب، ولله كتابك الأخير (ذلك الكتاب لا ريب فيه) يلوي أعناق الرجال ويقرع بالحق رأس الضلال.

2 ـ لم يبق للسني مانعاً من الاحتجاج بأخيه الشيعي اذا كان ثبتاً، فرأيك في هذا هو الحق المبين، ورأي المعترضين تعنت ومماحكة، اقوالهم بعدم صحة الاحتجاج بالشيعة تعارض أفعالهم، وأفعالهم في مقام الاحتجاج تناقض أقوالهم، فقولهم وفعلهم لا يتجاريان في حلبة، ولا يستايران الى غاية، يصدم كل منهما الآخر فيدفعه في صدره، وبهذا كانت حجتهم جذماء، وحجتك العصماء، أوردت في هذه العجالة ما يجب تفرده برسالة سميتها لك ـ أسناد الشيعة في إسناد السنة ـ وستكون الغاية في هذا الموضوع، ليس وراءها مذهب لطالب، ولا مضرب

الصفحة 195
لراغب، وأرجو أن تحدث في العالم الاسلامي اصلاحاً باهراً ان شاء الله تعالى.

3 ـ آمنا بآيات الله كلها ـ وآيات الله في سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسائر أهل البيت رضي الله عنهم، أكثر مما أوردتموه ـ.

4 ـ فما ندري لماذا عدل أهل القبلة عن أئمة أهل البيت، فلم يتعبدوا بمذاهبهم في شيء من الأصول والفروع، ولا وقفوا في المسائل الخلافية عند قولهم، ولا كان علماء الأمة يبحثون عن رأيهم، بل كانوا يعارضونهم في المسائل النظرية، ولا يبالون بمخالفتهم، وما برح عوام الأمة خلفاً عن سلف، يرجعون في الدين الى غير أهل البيت بلا نكير، فلو كانت آيات الكتاب وصحاح السنة نصوصاً فيما تقولون، ما عدل أهل القبلة عن علماء أهل البيت ولا ارتضوا بهم بدلاً، لكنهم لم يفهموا من الكتاب والسنة أكثر من الثناء على أهل البيت، ووجوب مودتهم واحترامهم والسلف الصالح أولى بالصواب، وأعرف بمفاد أهل السنة والكتاب (فبهداهم اقتده) والسلام.

ـ س ـ

المراجعة 18
4 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ مقابلة العواطف بالشكر

2 ـ خطأ المناظر فيما نسبه الى مطلق أهل القبلة

3 ـ انما عدل عن أهل البيت ساسة الأمة

4 ـ أئمة أهل البيت (بقطع النظر عن كل دليل) لا يقصرون عن غيرهم

5 ـ أي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين بهم.

1 ـ أشكر حسن ظنكم بهذا القاصر، واقدر نظركم بعين الرضا اليه، والى مراجعاته، فأخشع أمام هذا العطف ببصري، وأعنوا لهذا اللطف هيبة واجلالاً.

2 ـ بيد أني أستميح سماحتكم مراجعة النظر فيما نسبتموه ـ من العدول عن

الصفحة 196
أهل البيت ـ الى مطلق أهل القبلة، وأذكركم بأن نصف أهل القبلة ـ وهم شيعة آل محمد ـ ما عدلوا ولا هم عادلون، ولن يعدلوا عن ائمة أهل البيت في شيء من أصول الدين وفروعه أبداً، وأن من رأيهم كون التعبد بمذاهبهم عليهم السلام من الواجبات العينية المضيقة بحكم الكتاب والسنة، فهم يدينون الله عز وجل بذلك في كل عصر ومصر، وعلى هذا مضى سلفهم وخلفهم الصالحان، منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى يومنا هذا.

3 ـ وانما عدل عن أهل البيت في فروع الدين وأصوله ساسة الأمة وأولياء أمورها، منذ عدلوا عنهم بالخلافة فجعلوها بالاختيار، مع ثبوت النص بها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، اذ رأوا أن العرب لا تصبر على أن تكون في بيت مخصوص، فتأولوا نصوصها، وجعلوها بالانتخاب، ليكون لكل حي من أحيائهم أمل بها ولو بعد حين، فكانت مرة هنا، وأخرى هناك، وتارة هنالك، وهبوا بكل ما لديهم من قوة ونشاط الى تأييد هذا المبدأ، والقضاء على كل ما يخالفه، فاضطرتهم الحال الى التجافي عن مذهب أهل البيت، وتأولوا كل ما يدل على وجوب التعبد به من كتاب وسنة، ولو استسلموا لظواهر الأدلة فرجعوا الى أهل البيت، وأرجعوا الخاصة والعامة اليهم في فروع الدين وأصوله، لقطعوا على أنفسهم خط الرجعة الى مبدئهم، ولأصحبوا من أكبر الدعاة الى أهل البيت، وهذا لا يجتمع مع عزائمهم، ولا يتفق مع حزمهم ونشاطهم في سياستهم، ومن أمعن النظر في هذه الشؤون علم أن العدول عن امامة الأئمة من أهل البيت في المذهب ليس الا فرعاً عن العدول عن امامتهم العامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وان تأويل الأدلة على امامتهم الخاصة، انما كان بعد تأويل الأدلة على امامتهم العامة، ولولا ذلك ما التوى عنهم ملتوٍ.

4 ـ دعنا من نصوصهم وبيناتهم، وانظر اليهم بقطع النظر عنها، فهل تجد فيهم قصوراً ـ في علم أو عمل أو تقوى ـ عن الامام الأشعري، أو الأئمة الأربعة أو غيرهم، واذا لم يكن فيهم قصور، فبم كان غيرهم أولى بالاتباع؟ وأحق بأن يطاع؟

الصفحة 197

5 ـ واي محكمة عادلة تحكم بضلالة المعتصمين بحبلهم، والناسجين على منوالهم، حاشا أهل السنة والجماعة أن يحكموا بذلك، والسلام عليهم.

ش

المراجعة 19
5 ذي الحجة سنة 1329

1 ـ لا تحكم محاكم العدل بضلال المعتصمين بأهل البيت

2 ـ العمل بمذاهبهم يبرئ الذمة.

3 ـ قد يقال انهم أولى بالاتباع

4 ـ التماس النص بالخلافة.

1 ـ لا تحكم محاكم العدل بضلال المعتصمين بحبل اهل البيت، الناسجين على منوالهم، ولا قصور في أئمتهم عن سائر الأئمة في شيء من موجبات الامامة.

2 ـ والعمل بمذاهبهم يجزئ المكلفين، ويبرئ ذممهم كالعمل بأحد المذاهب الأربعة بلا ريب.

3 ـ بل قد يقال ان أئمتكم الأثني عشر أولى بالاتباع من الأئمة الأربعة وغيرهم، لأن الأثني عشر كلهم على مذهب واحد، قد محصوه وقرروه بإجماعهم، بخلاف الأربعة، فان الاختلاف بينهم شائع في أبواب الفقه كلها، فلا تحاط موارده ولا تضبط، ومن المعلوم أن ما يمحصه الشخص الواحد لا يكافئ في الضبط ما يمحصه اثنا عشر اماماً(1) ، هذا كله مما لم تبق فيه وقفة لمنصف، ولا وجهة لمتعسف ـ نعم قد يشاغب النواصب في اسناد مذهبكم الى أئمة أهل البيت، وقد أكلفكم ـ بعد ـ باقامة البرهان على ذلك.

4 ـ والآن انما ألتمس ما زعمتموه من النص بالخلاف على الامام على بن أبي طالب رضي الله عنه، فهاته صريحاً صحيحاً من طريق أهل السنة، والسلام.

____________

(1) نص فتوى الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر في جواز التعبد على مذهب أهل البيت.

الصفحة 198

قيل لفضيلته: إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح ان يقلد احد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الامامية ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على اطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الامامية الاثنا عشرية مثلاً؟.

نص الفتوى

التي أصدرها السيد صاحب الفضيلة الاستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر، في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية.

فأجاب فضيلته:

1 ـ إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه مذهب معين بل نقول إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة ولمن قلّد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره ـ أي مذهب كان ـ ولا حرج عليه في شيء من ذلك.

2 ـ إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الأثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنّة.

فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى يجوز لمن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات.

السيد صاحب السماحة العلامة الجليل الأستاذ محمد تقي القمي:

السكرتير العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية:

سلام عليكم ورحمته أما بعد فسرني أن ابعث إلى سماحتكم بصورة موقّع عليها بإمضاء من الفتوى التي أصدرت في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية راجياً أن تحفظوها في سجلات دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي أسهمنا معكم في تأسيسها ووفقنا الله لتحقيق رسالتها والسلام عليكم ورحمة الله.

شيخ الجامع الأزهر