2024 March 19 - 09 رمضان 1445
لو نصب النبی(صلی الله علیه و آله وسلم) عليا(علیه السلام) للخلافة، لماذا ارسل ابابكر للصلاة ؟
رقم المطلب: ٢٤٦١ تاریخ النشر: ١٢ ربیع الاول ١٤٤١ - ٠٩:٠٠ عدد المشاهدة: 3287
الأسئلة و الأجوبة » الامام علی (ع)
لو نصب النبی(صلی الله علیه و آله وسلم) عليا(علیه السلام) للخلافة، لماذا ارسل ابابكر للصلاة ؟

 
 السائل: أبو زهرا

توضيح السؤال:

من الاشكالات التي اوردوها علی حديث الغدير هی انه:

لو ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم فی یوم غدير خم نصب اميرالمؤمنين عليه السّلام خليفة من بعده؛ لماذا فی آخر ایام من عمره و فی حین انه طریح الفراش، ارسل ابابكر بدل نفسه لإقامة الصلاة فی المسجد؟ الحال انه ینبغي ان یرسل عليا [عليه السّلام] الی المسجد.

و یضاف الی هذا ایضا : البتة انتخاب أبی بكر من جانب النبی ص لامامة الصلاة لیس هی بمعني انتصابه خلیفة و اماما؛ بل هی اشارة الي اهلیته و استحقاقه للخلافة حتی لا تختلف الاصحاب فی الآتیة فی تعيين الخلیفة و الإمام و لا تتحیر.

الجواب:

اهم الروايات الواردة فی «الاستخلاف» أو خلافة ابی بكر عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم للصلاة فی اواخر الایام من عمره الشريف تذکر فی المجموع احد عشر رواية، تحتوي رواية عن الموطأ لمالك و عشر روايات عن صحيح البخاري؛ فدرسنا تمام اسانیدها التی کلها ضعيفة أو مرسلة و فی سلسلة سندها توجد مشكلات اساسية. و البتة فی دلالتها ایضا (کماانکم تلاحظون) یوجد من التعارض و التناقض ما ینفی الاعتماد علی هذه الروايات.

الاجابة عن هذه الشبهة (صلاة ابی بكر) ذکرت فی ملف آخر بشكل مفصل و مستقل فلنذکر  ملخصها فی هذا المجال.

دراسة السند:

رواية كتاب الموطأ لمالك

وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - خَرَجَ فِي مَرَضِهِ، فَأَتَي فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَاسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - أَنْ كَمَا أَنْتَ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - إِلَي جَنْبِ أبِي بَكْرٍ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أبِي بَكْرٍ.

الموطّأ، مالك (179 هـ )، ج 1، ص 136 .

الف. ارسال الرواية

هذا مرسل في الموطأ

الاستذكار، ابن عبد البر( 463 هـ )، ج 2، ص 175 .

لم يختلف عن مالك فيما علمت في إرسال هذا الحديث

التمهيد، ابن عبد البر( 463 هـ )،ج 22، ص 315 .

ب. هشام (ابوالمنذر): هشام بن عروة بن زبير بن عوام

هشام بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي ثقة فقيه ربما دلس

تقريب التهذيب، ابن حجر( 852 هـ )، ج2، ص267 .

قال عبد الرحمان بن يوسف بن خراش : كان مالك لا يرضاه.

تهذيب الكمال، المزي (742 هـ )، ج 30، ص 239 .

المهم ان ابن حجر ذکر اسمه فی كتاب «طبقات المدلّسين».

طبقات المدلسين، ابن حجر( 852 هـ )، ص 26 .

ج. عروة بن زبير: من اعداء اهل البيت و من اتباع معاوية و هو من اصحاب تزویر الحديث.

الرواية الاولی للبخاري

664 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الأَسْوَدُ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَذَكَرْنَا الْمُوَاظَبَةَ عَلَي الصَّلاَةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا ، قَالَتْ لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَأُذِّنَ ، فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» . فَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ ، إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ ، فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ». فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّي ، فَوَجَدَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً ، فَخَرَجَ يُهَادَي بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنَ الْوَجَعِ ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - أَنْ مَكَانَكَ ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حَتَّي جَلَسَ إِلَي جَنْبِهِ . قِيلَ لِلأَعْمَشِ وَكَانَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - يُصَلِّي وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَتِهِ ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ بِرَأْسِهِ نَعَمْ . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ بَعْضَهُ . وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا.

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 161 ، كتاب الاذان ، باب حد المريض ان يشهد الجماعة .

الف . ابراهيم: ابراهيم بن يزيد النخعي

من جملة المدلّسين الذی یذکره ابوعبداللّه الحاكم النيسابوري فی الفرقة الرابعة من المدلّسين.

ب . الاعمش: سليمان بن مهران الاعمش

هو ايضا معروف ب التدليس. نفس التدليس الذي هو قبيح و مضرّ ب العدالة:

سليمان بن مهران الأعمش وكان يدلس وصفه بذلك النسائي والدارقطني وغيرهم

طبقات المدلّسين، ابن حجر( 852 هـ )، ص 33 .

الرواية الثانیة للبخاري

682 - حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - وَجَعُهُ قِيلَ لَهُ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ » . قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ . قَالَ « مُرُوهُ فَيُصَلِّي » فَعَاوَدَتْهُ . قَالَ « مُرُوهُ فَيُصَلِّي ، إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ».

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 166 . ، كتاب الاذان ، باب اهل العلم والفضل احق بالامامه.

الف . يحيي بن سليمان:

9532 - يحيي بن سليمان ، وعنه البخاري ، وجماعة . وثقه بعض الحفاظ . قال أبو حاتم : شيخ . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال ابن حبان . ربما أغرب .

ميزان الاعتدال، الذهبي( 747 هـ )، ج 4، ص 382 .

ب . ابن شهاب (الزُهْري): محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة القرشي المعروف ب الزُهْري.

الزهري، هو فی خدمة فریق تزویر الحديث عند بني امية.

تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ( 571 هـ ) ، ج 42 ، ص 228 ـ تهذيب التهذيب ، ابن حجر (852 هـ ) ، ج 4 ، ص 197 ـ سير أعلام النبلاء ، الذهبي ( 748هـ ) ، ج 5 ، ص 337 ـ سير أعلام النبلاء ، الذهبي (748 هـ )، ج 5 ، ص 331 ـ تهذيب الكمال ، المزي ( 742 هـ ) ، ج 5 ، ص 88 و تاريخ الإسلام ، الذهبي ( 748 هـ ) ، ج 9 ، ص 92 ـ

الزهري هو من المدلسين.

تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، ابن حجر العسقلاني، ص109، شماره 102/36.

الزهري، من المنحرفین عن اميرالمؤمنين علي عليه السّلام.

شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ( 656 هـ ) ، ج 4 ، ص 102 .

الرواية الثالثة للبخاري

683 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَي قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي مَرَضِهِ ، فَكَانَ يُصَلِّي بِهِمْ . قَالَ عُرْوَةُ فَوَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - فِي نَفْسِهِ خِفَّةً ، فَخَرَجَ فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ يَؤُمُّ النَّاسَ ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ اسْتَأْخَرَ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ كَمَا أَنْتَ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - حِذَاءَ أَبِي بَكْرٍ إِلَي جَنْبِهِ ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ .

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 167 . كتاب الاذان ، باب من قام الي جنب الامام لعلة.

هشام بن عروة و ابیه عروة بن زبير

ذکرنا احوالهم فیما سبق.

عائشة: تدرس فی ما بعد. (ذيل الرواية العاشرة)

الرواية الرابعة للبخاري

678 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَي قَالَ مَرِضَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ » . قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ . قَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ » فَعَادَتْ فَقَالَ « مُرِي أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ » . فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَصَلَّي بِالنَّاسِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - .

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 165 . كتاب الاذان ، باب اهل العلم و الفضل احق بالامامة.

الف. ارسال الرواية

ب. ابو بردة: و من المبغضين القالين أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ورث البغضة له لا عن كلالة . و روى عبد الرحمن بن جندب قال قال أبو بردة لزياد أشهد أن حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة أصلع قال عبد الرحمن إنما عنى بذلك نسبة الكفر إلى علي بن أبي طالب ع لأنه كان أصلع . قال و قد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف قال رأيت أبا بردة قال لأبي العادية الجهني قاتل عمار بن ياسر أ أنت قتلت عمار بن ياسر قال نعم قال ناولني يدك فقبلها و قال لا تمسك النار أبدا.

شرح نهج البلاغه ، ابن ابي الحديد ( 656 هـ ) ، ج 4 ، ص 99 .

ج . عبد الملك بن عمير

فی كتب رجال اهل السنة ذکر بهذه التعابير :

«رجل مدلس» ، «ضعيف جدا» ، «كثير الغلط» ، «مضطرب الحديث جدا» ، «مخلّط» ، «ليس بحافظ».

بعنوان المثال: المزي فی تهذيب الكمال و ابن حجر فی تهذيب التهذيب یقولا فیه :

وقال علي بن الحسن الهسنجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدامع قلة روايته.

د . ابو موسي الاشعري

مع قلیل من العلم بالتاريخ نستطیع ان نقول: من اشهر اعداء اميرالمومنين عليه السلام. خلع امير المؤمنين عليه السّلام عن الخلافة فی جريان الحكمية بعد حرب صفين مما یعرف من اعماله.

کذلک علی اساس الخبر الذي ذکر فی صحيح مسلم، عمر الخليفة الثانی لاهل السنّة فی قضية الاستيذان، لم یعتمد علی قوله؛ و هذا الموضوع له تأكيد علی عدم اعتبار رواياته.

(حَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ يَقُولُ كُنَّا فِى مَجْلِسٍ عِنْدَ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ فَأَتَى أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ مُغْضَبًا حَتَّى وَقَفَ فَقَالَ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « الاِسْتِئْذَانُ ثَلاَثٌ فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلاَّ فَارْجِعْ ». قَالَ أُبَىٌّ وَمَا ذَاكَ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمْسِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يُؤْذَنْ لِى فَرَجَعْتُ ثُمَّ جِئْتُهُ الْيَوْمَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّى جِئْتُ أَمْسِ فَسَلَّمْتُ ثَلاَثًا ثُمَّ انْصَرَفْتُ قَالَ قَدْ سَمِعْنَاكَ وَنَحْنُ حِينَئِذٍ عَلَى شُغْلٍ فَلَوْ مَا اسْتَأْذَنْتَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَكَ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ كَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَوَاللَّهِ لأُوجِعَنَّ ظَهْرَكَ وَبَطْنَكَ. أَوْ لَتَأْتِيَنَّ بِمَنْ يَشْهَدُ لَكَ عَلَى هَذَا. فَقَالَ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ فَوَاللَّهِ لاَ يَقُومُ مَعَكَ إِلاَّ أَحْدَثُنَا سِنًّا قُمْ يَا أَبَا سَعِيدٍ. فَقُمْتُ حَتَّى أَتَيْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ هَذَا.)

صحيح مسلم النيشابوري( 261 هـ ) ، ج 6 ، ص178 .

الرواية الخامسة للبخاري

679 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - قَالَ فِي مَرَضِهِ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ » . قَالَتْ عَائِشَةُ قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ . فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - « مَهْ ، إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ » . فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ مَا كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.

صحيح البخاري، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ )، ج 1، ص 165. كتاب الاذان، باب اهل العلم والفضل احق بالامامة.

1. هشام بن عروة

2. عروة بن زبير

شرح حال کلاهما ذکر فیما سبق.

عائشة: نذکرها فیما بعد. (ذيل الرواية العاشرة)

 

الرواية السادسة للبخاري

712 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَتَاهُ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ » . قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ ، إِنْ يَقُمْ مَقَامَكَ يَبْكِي فَلاَ يَقْدِرُ عَلَي الْقِرَاءَةِ . قَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ » . فَقُلْتُ مِثْلَهُ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ « إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ » . فَصَلَّي وَخَرَجَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - يُهَادَي بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ الأَرْضَ ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ صَلِّ ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه - وَقَعَدَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - إِلَي جَنْبِهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ التَّكْبِيرَ.

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 174 . كتاب الاذان ، باب من اسمع الناس بتكبير الامام.

اعمش: ذکرنا شرح حاله فیما سبق.

عائشة: نذکرها فیما بعد. (ذيل الرواية العاشرة)

الرواية السابعة للبخاري

713 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - جَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ » . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ ، وَإِنَّهُ مَتَي مَا يَقُمْ مَقَامَكَ لاَ يُسْمِعُ النَّاسَ ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ . فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ » . فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ ، وَإِنَّهُ مَتَي يَقُمْ مَقَامَكَ لاَ يُسْمِعِ النَّاسَ ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ . قَالَ « إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ » . فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - فِي نَفْسِهِ خِفَّةً ، فَقَامَ يُهَادَي بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، وَرِجْلاَهُ يَخُطَّانِ فِي الأَرْضِ حَتَّي دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَأَخَّرُ ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - حَتَّي جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَاعِدًا ، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ مُقْتَدُونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ .

 

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 174 . كتاب الاذان ،باب الرجل يأتم ويأتم الناس بالمأموم.

أبو معاوية: محمد بن حازم الضرير الذی ذکر المزي فی ترجمته هکذا:

قال عباس الدوري، عن يحيي بن معين: ليس بثقة .

تهذيب الكمال، ج 12، ص 364 .

اعمش: ذکرنا شرح حاله فیما سبق.

عائشة: نذکرها فیما بعد. (ذيل الرواية العاشرة)

الرواية الثامنة للبخاري

680 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ - وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيَّ - صلي الله عليه وسلم - وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ، حَتَّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الاِثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاَةِ ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا ، وَهْوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ ، فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَي عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ - صلي الله عليه وسلم - خَارِجٌ إِلَي الصَّلاَةِ ، فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ ، وَأَرْخَي السِّتْرَ ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ .

 

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 165 . كتاب الاذان ، باب اهل العلم والفضل احق بالامامة.

ابن شهاب (الزهري): ذکرنا شرح حاله فیما سبق.

انس بن مالك:

مشكلته انه کذاب. بعنوان المثال نشیر الی نموذجین:

انس و كتمان حديث الغدير:

ذکر فی رواية البلاذري هکذا :

قال علي علي المنبر: انشد [نشدت] الله رجلا سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه إلا قام فشهد وتحت المنبر أنس بن مالك والبراء بن عازب وجرير بن عبد الله [البجلي] فأعادها فلم يجبه أحد. فقال: اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتي تجعل به آية يعرف بها. قال: فبرص أنس وعمي البراء ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته فأتي السراة فمات في بيت أمه بالسراة.

أنساب الأشراف بلاذري، ج2، ص 156 و 157.

أبو محمد ابن قتيبة فی كتاب المعارف، ص251 یقول :

أنس بن مالك كان بوجهه برص وذكر قوم: إن عليا رضي الله عنه سأله عن قول رسول الله: اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . فقال : كبرت سني ونسيت ، فقال علي: إن كنت كاذبا فضربك الله بيضاء لا تواريها العمامة.

ر . ك . الغدير، العلامة الأميني، ج 1، ص 192.

... وأما أنس فقد برصت قدماه .

ر . ك . الغدير ، العلّامة الاميني ، ج 1، ص190.

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا مسعر بن كدام عن طلحة بن مصرف عن عميرة ابن سعد قال: شهدت عليا علي المنبر ناشدا أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر وعلي علي المنبر وحول المنبر اثنا عشر رجلا هؤلاء منهم. فقال علي نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلهم فقالوا: اللهم نعم، وقعد رجل، فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت. فقال: اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببلاء حسن. قال: فما مات حتي رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريه العمامة ...

حلية الأولياء، ج 5 ، ص 27- 26 .

انس و کذبه فی جريان الطير المشوي:

المستدرك ، الحاكم النيسابوري( 405 هـ ) ، ج 3 ، ص 131 .

الرواية التاسع للبخاري

حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ لَمْ يَخْرُجِ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - ثَلاَثًا ، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَقَدَّمُ فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - بِالْحِجَابِ فَرَفَعَهُ ، فَلَمَّا وَضَحَ وَجْهُ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - مَا نَظَرْنَا مَنْظَرًا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - حِينَ وَضَحَ لَنَا ، فَأَوْمَأَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - بِيَدِهِ إِلَي أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ ، وَأَرْخَي النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - الْحِجَابَ ، فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ حَتَّي مَاتَ .

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 166 . كتاب الاذان ، باب اهل العلم والفضل احق بالامامة.

ابو معمّر: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر المنقري البصري

عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر المنقري البصري: أنه لم يكن يحفظ وكان له قدر عند اهل العلم.

الجرح والتعديل، الرازي ( 327 هـ )، ج 5، ص 119.

انس: ذکرناه فیما سبق.

الرواية العاشرة للبخاري

687 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ مُوسَي بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَي عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَلاَ تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - قَالَتْ بَلَي ، ثَقُلَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - فَقَالَ « أَصَلَّي النَّاسُ». قُلْنَا لاَ، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ. قَالَ «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ». قَالَتْ فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ - صلي الله عليه وسلم- «أَصَلَّي النَّاسُ». قُلْنَا لاَ، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ». قَالَتْ فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ «أَصَلَّي النَّاسُ». قُلْنَا لاَ، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ»، فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ «أَصَلَّي النَّاسُ». فَقُلْنَا لاَ، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ - وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لِصَلاَةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ - فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - إِلَي أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - وَكَانَ رَجُلاً رَقِيقًا - يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ. فَصَلَّي أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ - صلي الله عليه وسلم - وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلاَةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - بِأَنْ لاَ يَتَأَخَّرَ. قَالَ «أَجْلِسَانِي إِلَي جَنْبِهِ». فَأَجْلَسَاهُ إِلَي جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهْوَ يَأْتَمُّ بِصَلاَةِ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - قَاعِدٌ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَدَخَلْتُ عَلَي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ أَلاَ أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ النَّبِيِّ - صلي الله عليه وسلم - قَالَ هَاتِ. فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَهَا، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ قُلْتُ لاَ. قَالَ هُوَ عَلِيٌّ.

 

صحيح البخاري، محمد بن اسماعيل( 256 هـ )، ج 1 ، ص 168.

عائشة:

اساس اكثر الروايات السابقة، هی عائشة; لأن لها دور اساسي فی هذه القصّة.

رؤیة الی شخصيّة عائشة:

الف . دورعائشة

عائشة ترید کل شأن و فضيلة لها، لأبیها و محبیها ـ من اقاربها و اهلها ـ. کلما رأت رأفة ازواج النبی صلي اللّه عليه وآله به و بقاءه عندهن، تنتقض علیهن; کما واجهت زينب ابنة جحش هکذا. فإلیک هذه الروایة:

4912 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَي أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - يَشْرَبُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ وَيَمْكُثُ عِنْدَهَا فَوَاطَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ عَنْ أَيَّتُنَا دَخَلَ عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ لَهُ أَكَلْتَ مَغَافِيرَ إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ. قَالَ «لاَ وَلَكِنِّي كُنْتُ أَشْرَبُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ فَلَنْ أَعُودَ لَهُ وَقَدْ حَلَفْتُ لاَ تُخْبِرِي بِذَلِكِ أَحَدًا».

 

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 6 ، ص 69 . تفسير يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك

ب . احتکاک عائشة بالنسبة للسیدة خديجة سلام الله عليها

23719 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَي عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ قَالَتْ فَغِرْتُ يَوْمًا فَقُلْتُ مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا

مسند ، احمد بن حنبل ( 241 هـ ) ، ج 6 ، ص 118.

ج . مواجهة عائشة مع اميرالمؤمنين عليه السّلام

23676 - جَاءَ رَجُلٌ فَوَقَعَ فِي عَلِيٍّ وَفِي عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَي عَنْهُمَا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ أَمَّا عَلِيٌّ فَلَسْتُ قَائِلَةً لَكَ فِيهِ شَيْئًا وَأَمَّا عَمَّارٌ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا

مسند ، احمد بن حنبل ( 241 هـ ) ، ج 6 ، ص 113.

د . ماعملته عائشة بعد استشهاد اميرالمؤمنين عليه السلام:

الطبري و أبو الفرج و ابن سعد و ابن اثير قالوا: عند ما وصل خبر استشهاد اميرالمؤمنين عليه السلام الی عائشة انشدت هذا البيت:

فالقت عصاها و استقر بها النوي كما قرّ عيناً بالاياب المسافر

فان يك نائياً فلقد نعاه غلام ليس في فيه التراب

تاريخ الطبري ( 310 هـ )، ج 4، ص 115، بتحقيق نخبة من العلماء الأجلاء، ط. مؤسسة الأعلمي ـ بيروت في ذكر سبب عن مقتل أمير المؤمنين من حوادث سنة 40 هـ و الكامل لابن أثير ( 630 هـ) ، ج 3 ، ص 198 و معجم الشعراء للمرزباني كما في أعيان الشيعة ، ج 3 ، ص 285 و مقاتل الطالبيين ، ابوالفرج الاصفهاني ( 356 هـ ) ، ص 26.

و فی موضع آخر یقول:

روي أبو الفرج في مقتل الإمام علي[عليه السلام] وقال: لمّا أن جاء عائشة قتل الامام علي سجدت أي: سجدت شكرا للّه مما بشروها به.

مقاتل الطالبيين ، ابوالفرج الاصفهاني ( 356 هـ ) ، ص 27 ، بتحقيق كاظم المظفر ط. المكتبة الحيدرية ـ النجف وط. القاهرة سنة ، 1368 هـ ص 43.

د . عائشة و تزویر حديث الدواة و القلم

24199 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَت لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ائْتِنِي بِكَتِفٍ أَوْ لَوْحٍ حَتَّي أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ فَلَمَّا ذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِيَقُومَ قَالَ أَبَي اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُخْتَلَفَ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ

مسند ، احمد بن حنبل ( 241 هـ ) ، ج 6 ، ص 47 .

هـ . عائشة و انتهاک اوامر النبی (ص)

3355 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ كَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ ادْعُوا لِي عَلِيًّا قَالَتْ عَائِشَةُ نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ قَالَ ادْعُوهُ قَالَتْ حَفْصَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَدْعُو لَكَ عُمَرَ قَالَ ادْعُوهُ قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَدْعُو لَكَ الْعَبَّاسَ قَالَ ادْعُوهُ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا رَفَعَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا فَسَكَتَ فَقَالَ عُمَرُ قُومُوا عن رسول الله

 

سنن ابن ماجه، محمد بن يزيد القزويني(273 هـ )ـ مسند احمد ( 241 هـ )، ج 6 ، ص 47.

و . اكراه عائشة عن تسمیة اميرالمؤمنين عليه السلام

قالَتْ عائِشَةُ لَمَّا ثَقُلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واشْتَدَّ وجَعُهُ اسْتَأذَنَ أزْوَاجَهُ أنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي فَأَذَنَّ لَهُ فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاَهُ الأرْضِ وكانَ بَيْنَ العَبَّاسِ ورَجلٍ آخَرَ. قَالَ عُبَيْدُ الله بنُ عبْدِ الله فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لابنِ عَبَّاسٍ مَا قَالَتْ عائِشَةُ فقالَ لِي وهَلْ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّ عَائِشَةُ قُلْتُ لاَ قَالَ هُوَ عَلِيُّ بنُ أبِي طالِبٍ. (صحيح بخاري، ج 1، ص 169)] العيني فی شرح صحيح البخاري یقول:

وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ من رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن معمر: وَلَكِن عَائِشَة لَا تطيب نفسا لَهُ بِخَير

 

عمدة القاري ، العيني(855 هـ ) ، ج 5 ، ص 192 .

دراسة الدلالة و التعارضات

بعد دراسة اسانید الروايات و الخدشة فی تمامها، فی فصل دراسة دلالة الروايات من اللازم ،ان ندرس کل من جملات هذه الروايات بتأمل و دقّة متمیزة حتی نصل الی نتائج و تآویل جديدة فربما تختلف صورة المسئلة بشکل كلي مع ما استدل به المستدلون بهذه الروايات وفی صددها!

اسئلة فی حواشي الروايات المذکورة

هل صلی ابوبكر من دون امر النبی ص!!؟

الفتوا النظر الی هذه الفقرة من رواية الموطأ لمالك:

خَرَجَ فِي مَرَضِهِ، فَأَتَي فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ

مع الالتفات الی هذه الرواية لم یأمر ابابكر للصلاة حتی یصلی بدل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم، بل انه بعدما جاء النبی الی المسجد رأی ان ابابکر یصلی بالناس!!!

هل مع قبول هذه الرواية تتغیر صورة المسئلة بشکل کلی و تنتج عکس ما بصدده المستدلون بروايات صلاة ابی بكر؟ يعني: هل انه لم یمكن ان یقول شخص: مع الالتفات الی الآیة الاولی من سورة الاحزاب «لا تقدموا بين يدي الله و رسوله»لماذا ابوبكر من دون اذن النبی ص و امره صلي الله عليه وآله وسلّم صلی بالناس جماعة ؟

عائشة تخلفت عن امر النبی الاكرم ص ام لا؟!!

فَقُلْتُ مِثْلَهُ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ « إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ». فَصَلَّي وَخَرَجَ النَّبِيُّ - صلي الله عليه وسلم - يُهَادَي بَيْنَ رَجُلَيْنِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخُطُّ بِرِجْلَيْهِ الأَرْضَ

مع الالتفات الی هذا النص هل یمکن احتمال آخر و هو أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم امر شخصا آخر للصلاة مثل امير المؤمنين عليه السّلام لکن کلما یأمر النبی علیا(ع)تحول عائشة الامر الی ابیها ابی بكر حتی غضب النبی ص و قال خطابا لعائشة و حفصة ما قال و بعده یحضر فی المسجد یخط برجلیه الارض و ابوبکر لم یکمل الصلاة ؟!!

القرينة و التأييد لهذا التفسیر النص المذکور فی الذیل:

لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ كَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ ادْعُوا لِي عَلِيًّا قَالَتْ عَائِشَةُ نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ قَالَ ادْعُوهُ قَالَتْ حَفْصَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَدْعُو لَكَ عُمَرَ قَالَ ادْعُوهُ قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَدْعُو لَكَ الْعَبَّاسَ قَالَ ادْعُوهُ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا رَفَعَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا فَسَكَتَ...

کما انکم تلاحظون، النبی ص من البدایة اراد حضور امير المؤمنين عليه السّلام و فی آخر مرة عند ما یرفع رأسه و لم یر عليا عليه السلام ییئس من اجابة طلبته فیسکت لا محالة.

لأنه لم یوجد دليل علي ان عائشة التی حسبما ذکرنا و اشرنا الیه فی دراسة السند انها ترید الفضائل کلها لها، فی هذه القضیة التی فیها خير الدنيا و الآخرة لم تمنع من اطاعة امر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم و تحول هذا الوسام الی غير ابیها!

لاسیما قلنا فی دراسة السند و معرفة شخصية عائشة: ان عائشة لم تقسط مع امير المؤمنين عليه السّلام فی المواجهة و ذکرنا فی بعض هذه الروايات ایضا ان عائشة فی جريان نقل رواية صلاة ابی بكر لم تأتی بإسم امير المؤمنين عليه السّلام قط ؛ من هذا المنطلق کیف لا یتقوی هذا الاحتمال ان ارادة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم صلاة علی عليه السّلام بالناس بدله و لکن کل مرة یهمل الامر حتی ان النبی ص قال ما قال بإزعاج و یذکر عندها او حفصة التی معه، النساء التی مع يوسف ؟!!

لماذا عائشة لم تنفذ امر النبی (ص) عندما یطلب امير المؤمنين عليه السّلام فی البدایة و تقول للنبی (ص) أأخبر ابابكر؟. أو حسب بعض الروايات المذکورة التی تقول ان النبی (ص) طلب ابابكر من البدایة، لماذا لم تنفذ عائشة امر النبی (ص) بسرعة و لماذا تتعلل عن تنفیذ امر النبی ص و هل یعد هذا غیر التمرّد أو الاهمال عن اوامر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم ؟!! و لماذا تتأخر بشکل حتی ان النبی ص یتصفها و بقیة النساء بتعبير عنیف بالنساء التی مع يوسف (التی یفکرن فقط بطوامعهن و اهواءهن!)؟!! هل التأخیر فی تنفیذ امر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم لم یضر بعدالة عائشة؟!!

وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ»

هل یصح ان ابابكر رقّ قلبه لأجل مرض النبی الأكرم (ص) ؟!!

قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ

قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ

الرواية المذکورة تقول ان عائشة فی تبریر استقامته مقابل امر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم قالت: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ، قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، الحال السؤال الذی یطرح نفسه هو انه: کیف لابی بکر برقة قلبه من أجل مرض النبی صلي الله عليه وآله وسلّم حتی لم یستطع ان یصلی بالناس و یغلبه البکاء؛ لکن عندما توفی رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم وفارق الدنیا،فارغ الجسد المطهر لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم مطروحا علی الارض و قعد عن تجهيزه، تكفينه، تغسيله، و حتي تدفينه و مع فئة اخری یطالب بتأسیس السقيفة و تعيين الخليفة و لم یغلب علیه هناک لا غم و لاغصة و لا بکاء و لا دمع و لا آه ؟!!

لماذا جاء النبی الاكرم ص الی المسجد فی حاله الحرجة؟!!

رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم بوضعه المتدهور الذی لا یمکنه لأجل شدّة مرضه و ضعف قدرته الحضور فی المسجد و یأمر ان یصلی شخصا آخر بدله للصلاة فعند اقامة الصلاة ماذا یحدث حتی ان النبی ص فی حالة متدهورة و ضعفه حتی نقلوا انه (فَخَرَجَ يُهَادَي بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنَ الْوَجَعِ) حضر فی المسجد ؟!!

من الواقع مع وجود شخص مؤهل مثل ابی بكر الذی اُمر من اجل اقامة صلاة الجماعة لماذا جاء النبی ص الی المسجد و فی حين صلاة ابی بكر، یبدأ و یصلی صلاة اخری و لا یقتدی به؟!!

هل یمکن تصور مثل هذه الصلاة ؟!!

فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - وَهُوَ جَالِسٌ، وَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أبِي بَكْرٍ

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - يُصَلِّي قَاعِدًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - وَالنَّاسُ مُقْتَدُونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ.

الروايات المذکورة تبین لنا طریقة غریبة من الصلاة فی مسجد النبي ص؛ فی هذه الصلاة، ابوبكر الذي هو فی محراب الصلاة بمجیء النبی صلي الله عليه وآله وسلّم یرید ان یرجع من مکانه فی حين الصلاة حتی یقف النبی مقامه فی المحراب لکن النبی (ص) بالاشارة الیه یفهمه ان یسکن فی مقامه و یستمر فی صلاته؛ ثم جاء النبی (ص) و جلس فی جنب ابی بكر و بدأ فی صلاته و الناس الذین بدءوا الصلاة مع ابی بكر استمروا فی صلاتهم بإمامته لکن ابابكر یقتدی بصلاة النبی (ص).

ازعموا انه کیف یمکن ابابکر یقوم فی صلاته من البدایة و الناس یقتدون به لکن یجئ رسول الله (ص) و یجلس جنب ابی بكر و الحال ان الناس اقتدوا من قبل بأبی بكر، و ابوبكر یقتدی بالنبی (ص) و الناس یستمرون فی صلاتهم بامامة ابی بكر. الا یکون هذا من الغرائب ؟!!

عندما تکون صلاة النبی (ص)بشکل حتی یقتدی به ابوبكر لم لا تتمکن الناس من الاقتداء به ؟

هل لهذه الصلاة نظیر فی طوال 23 سنة من نبوة النبی (ص) ؟

هل اقتداء الناس بابی بكر مع وجود رسول الله (ص) لم تحط من فضيلة الصلاة؟

مع الالتفات الی ان ابابكر بدأ الصلاة بقراءة الحمد و استمر فی قرائته الی ان یجئ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم و یقف للصلاة و یبتدی بقراءة الصلاة من البدایة الحال ابوبكر الذي قطع قراءة الحمد و السورة و یقتدی بالنبی (ص) و یسكت و الناس یصلون الجماعة بإمامة ابی بکر، هذه الکیفیة من الصلاة لا مثیل لها ان المأمومين (الناس) و الامام الجماعة (ابوبكر الذی هو امام جماعة الناس) کلا منهما لم یقرأ الحمد و السورة؟!!

من الظاهر انه مع الإتفات الی الاسئلة المذکورة هکذا صلاة عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم لمستمعي الحديث غیر مسبوق و معجب و غريب لهذا یسألون الأعمش بغرابة :

وَكَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَتِهِ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ؟

و من الجدیر ان الاعمش فی الاجابة عن السؤال المذکور لم یتعب نفسه ان یحرک لسانه بل یحرک رأسه ونرجوا الله ان یقصد بها«نعم».

فَقَالَ بِرَأْسِهِ نَعَمْ

الدخل و التصرف فی امر النبی (ص) و تبادل مشكوك!!!

التفتوا الی هذه الفقرة من الرواية:

فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ . فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - « مَهْ ، إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ » . فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ مَا كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.

لو ادرک رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم ان ابابكر یصلح للنيابة عنه فی الصلاة فکیف لعائشة ان ترتکب مخالفة امر النبی (ص) و فی مقابل امره تقول : فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ؟!!

هل انه لا یمیز رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم من الذی یصلح للنیابة عنه فی هذا الامر؟!!

لماذا عائشة لم تقل هذا القول للنبی صلّي الله عليه وآله وسلّم رأسا ان (فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ) بل ترید من حفصة ان تطلب من النبی (ص) هذا الأمر ؟!!هل علاقة حفصة مع النبی (ص) اقرب من علاقة عائشة مع النبی (ص)؟ أو لها علّة اخری فی البين ان عائشة ترید من حفصة و حفصة من عائشة و فی النهاية یصل الامر الی حد ان النبی ص عبر عنهن بتشدد و قال: مَهْ ، إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ.

هل هذه المواجهة لم تجعل عدالة عائشة و حفصة تحت السؤال و لم یکن طعن فی رواياتها ؟

هل حفصة ایضا مثل عائشة عملت هذه اوّلاً من دون اذن رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم و ثانياً مخالفا لامر الرسول و تعتبر نفسها شريكة أخطاء عائشة فی هذه القضیة؟!!

هل هذه الکلمة من حفصة لعائشة «مَا كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا» لم یکن اعتراض بالنسبة لعائشة و جعل عدالتها تحت السؤال؟

هل هذا الاحتمال لم یصل الی الذهن ربما یوجد بين عائشة و حفصة تآمر یبدو من خلال هذه المحادثة؟!!

ابوبكر امام أو ماموم أو مسمع الناس التکبیر؟!!

التفتوا الی فقرة من الرواية السادسة بدقّة:

... فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ صَلِّ ، فَتَأَخَّرَ أَبُو بَكْرٍ وَقَعَدَ النَّبِيُّ إِلَي جَنْبِهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ التَّكْبِيرَ...

هل هذه الرواية بشکل كلي تعارض تمام الروايات التي ذكرناها أو نذکرها بعد؟

حسب أن لهذه الرواية تصريح فی ان ابابكر بمجئ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم رجع الی الوراء و قطع صلاته و فقط اسمع الناس صوت صلاة رسول الله ص الی الآخرین.

تناقض فی تناقض

... أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ ...

و لو ان فی تمام الروايات التی درسناها الی هنا و اشرنا الیها توجد تناقضات عدیدة لکن الرواية الثامنة فیها تناقض اساسي آخر و هو انه یقول فی هذه الرواية هکذا: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ ؟!!

هل غفلوا البقیة مثل عائشة عن هذا الامر و لم یعلموا ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم فی تمام ايّام مرض النبی ص احال صلاة الجماعة الی ابی بكر ؟!!

و ایضا موارد اخری من التناقض فی هذه الرواية و الروايات التی قبلها و بعدها، منها النص المذکور فی الذیل:

... فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ ، وَأَرْخَي السِّتْرَ ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ .

نص هذه الرواية یشبه رواية «كتاب الموطّأ لمالك» التی مرت فیما سبق، يعني: من الاصل لم یکن امر في البین و ابوبكر من نفسه و من دون ان یخبر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم عن هذا الموضوع اقدم علی هذا الامر. و فقط فی الیوم الاخیر الذی هو الیوم الثالث من مرض النبی ص اخبره بهذا الموضوع!!! ففی هذه الصورة تطرح الاشكالات فی انه من نفسه و من دون اجازة النبی ص اقدم علی هذا الامر؟

و فی صورة قبول هذه الرواية التی راويها مالك بن انس فما نحکم علی الروايات العدیدة المنقولة عن عائشة و ما هو التبریر فی عملها و رواياتها التی فیها تناقضات اساسية مع هذه الرواية؟!!

ابوبكر و عمر یتجاملوا معا!

اذا تأملت فی هذا القسم من الروايات تطرح اسئلة :

... فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - وَكَانَ رَجُلاً رَقِيقًا - يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ ...

 

لو کان فی بعض الروايات السابقة کلام عن محادثات عائشة و حفصة فهنا لم یکن منه شئ ؛ بل هنا فی هذه الروایة ابوبكر و عمر یتجاملا معا!!! لکن هذا السؤال ایضا یطرح انه هل هذه النيابة لامامة الجماعة هی بإطّلاع من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم أو من غیر اطّلاعه؟ لو لم یکن النبی ص علی اطّلاع لماذا یتجاملا فی هذا الامر المهم الذی حسب زعم المستدلّين بهذه الروايات اشارة الي صلاحيته للخلافة؟!!

و لو کان النبی ص علی اطّلاع لماذا لم یقترح النبی ص نفسه هذا الاقتراح لعمر و لو یری الصلاح فی اقتراح هذا الأمر لعمر، لماذا یفعله ابوبكر ؟!!

الربط بين امامة الجماعة و خلافة الامّة

اعتراف ابن تيمية فی عدم الربط بين امامة الجماعة و خلافة الامّة

فالاستخلاف في الحياة نوع نيابة لا بد منه لكل ولي أمر وليس كل من يصلح للاستخلاف في الحياة علي بعض الأمة يصلح أن يستخلف بعد الموت فإن النبي صلي الله عليه و سلم استخلف في حياته غير واحد و منهم من لا يصلح للخلافة بعد موته

 

منهاج السنة النبوية ، أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس ، ج 7 ، ص 339 . الناشر : مؤسسة قرطبة الطبعة الأولي ، 1406 ، تحقيق : د. محمد رشاد سالم ، عدد الأجزاء : 8

الف: تعيين الخلیفة من جانب الرسول ص امر مألوف و متداول.

النبی صلّي الله عليه وآله عند ما یخرج من المدينة لأمر یستخلف رجلا من اصحابه :

... النبي صلي الله عليه وسلم استخلف في كل غزاة غزاها رجلا من أصحابه

تفسير القرطبي، القرطبي(671 هق )، ج 1، ص 268

ب : عبد الرحمن بن عوف افضل للخلافة من ابی بكر.

الحال عند ذکر الملاك المذکور في الروايات السالفة فی افضلیة ابی بكر للخلافة من أجل امامة الجماعة، لابد ان نقول: عبدالرحمن بن عوف مقدم بأمر من رسول الله صلّي الله عليه و آله وسلّم أو لا اقل من ان نقول هو افضل لتصدّي الخلافة من ابی بكر لأن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم صلی خلفه.

کبار اهل السنّة علی هذا القول ان رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم صلی صلاة الصبح خلف عبدالرحمن بن عوف: (و لو ان هذا المطلب حسب معتقد الشيعة و صريح الآية الشريفة «لا تقدموا بين يدي الله و رسوله» حجرات/1 باطل و عند حضور النبی ص امامة الآخرین علی النبی ص باطلة).

في غزوة تبوك هذه صلي رسول الله صلي الله عليه وسلم خلف عبد الرحمن بن عوف صلاة الفجر

البداية والنهاية ، ابن كثير( 744 هـ ) ، ج 5 ، ص 28 .

ج : سالم مولي ابي حذيفة کان یؤم المهاجرین قبل مقدم رسول الله ص

692 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ - مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ - قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ - صلي الله عليه وسلم - كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَي أَبِي حُذَيْفَةَ

 

صحيح البخاري ، محمد بن اسماعيل ( 256 هـ ) ، ج 1 ، ص 170 ، كتاب الاذان ، باب العبد و المولي

هل هذا الامر یمکن ان یکون دليل ارجحيّته للخلافة بعد رسول الله ص؟

ج : ابن امّ مكتوم الاعمی افضل للخلافة من ابی بكر.

595 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صلي الله عليه وسلم- اسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَؤُمُّ النَّاسَ وَهُوَ أَعْمَي.

سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، ج 1، ص 143 .

قال ابن عبد البر روي جماعة من أهل العلم بالنسب والسير أن النبي صلي الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة في الأبواء وبواط وذي العشيرة وغزوته في طلب كرز بن جابر وغزوة السويق وغطفان وفي غزوة أحد وحمراء الأسد ونجران وذات الرقاع وفي خروجه من حجة الوداع وفي خروجه إلي بدر

الإصابة، ابن حجر(852 هق)، ج 4، ص 495 .

د: عدة من خلفاء النبی (ص) فی الامور المختلفة التی بعضها اهم من امامة الجماعة.

ذيل فهرس اسماء الاشخاص الذین استخلفهم النبی صلي الله عليه وآله وسلّم فی امورٍ بعضها اهم من الامامة للجماعة بمراتب من الاهمية و لو کان المبنی علی ان صرف الاستخلاف و النيابة فی بعض الامور، اعمّ من امامة الجماعة و غيرها دليل علی الافضلیة للخلافة فکثیر من هؤلاء الاشخاص هم افضل للخلافة:

استخلف [النبي(ص ) ] علي المدينة ، ابن أم مكتوم ثلاث عشرة مرة في غزواته...

واستخلف أبا رهم الغفاري كلثوم بن حصين حين سار إلي مكة وحنين والطائف

واستخلف محمد بن مسلمة في غزوة قرقرة الكدر

وفي غزوة بني المصطلق ، نميلة بن عبد الله الليثي

وفي غزوة الحديبية ، عو يف بن الأضبط من بني الديل

وفي غزوة خيبر ، أبا رهم الغفاري

وفي عمرة القضاء ، أبا رهم أيضا

وفي غزوة تبوك ، سباع بن عرفطة الغفاري

وفي بعض غزواته ، غالب بن عبد الله الليثي

واستخلف علي مكة عند انصرافه عنها ، عتاب بن أسيد فلم يزل عليها حتي مات أبو بكر

وعثمان بن أبي العاصي الثقفي علي الطائف

وسالم بن عثمان بن معتب علي الأحلاف من ثقيف علي بني مالك

وعمرو بن سعيد بن العاصي علي قري عربية خيبر ووادي القري وتيماء وتبوك

... والحكم بن سعيد بن العاصي علي السوق

و فرق اليمن فاستعمل علي صنعاء ، خالد بن سعيد بن العاصي

وعلي كندة والصدف ، المهاجر بن أبي أمية

وعلي حضر موت ، زياد بن لبيد الأنصاري أحد بني بياضة

ومعاذ بن جبل علي الجند والقضاء وتعليم الناس الاسلام وشرائعه وقراءة القرآن

و ولي أبا موسي الأشعري ، زبيد ورمع وعدن والساحل

وجعل قبض الصدقات مع العمال الذين بها إلي معاذ بن جبل

وبعث عمرو بن حزم إلي بلحارث بن كعب

وأبا سفيان بن حرب إلي نجران

وقد بعث أيضا عليا إلي نجران فجمع صدقاتهم

وقدم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع

و سعيد بن القشب الأزدي حليف بني أمية علي جرش وبحرها

والعلاء ابن الحضرمي علي البحرين ثم عزله

وولي أبان بن سعيد وبحرها

قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبان علي البحرين

وعمرو بن العاصي إلي عمان

قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم وعمرو عليها

ويقال : قد كان بعث أبا زيد الأنصاري إلي عمان

وسليط بن سليط أحد بني عامر بن لؤي إلي أهل اليمامة فأسلموا

فأقرهم رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ما في أيديهم وأموالهم

تاريخ خليفة بن خياط، خليفة بن خياط العصفري(240 هق)، ص 62 .

اعتراف عمر بعدم تعيين ابی بكر خليفة من قبل النبی ص

البخاري و مسلم رویا عن عبد اللّه بن عمر هکذا:

عن عبدالله بن عمر قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ فقال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير منّي: أبو بكر،وإن أترك فقد ترك من هو خير منّي: رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم.

صحيح البخاري، ج 4، ص2256، ح 7218، كتاب الأحكام، باب الاستخلاف 51 ـ صحيح مسلم، ج 3 ، ص1454، ح 1823،كتاب الإمارة، باب الاستخلاف وتركه.

النووي شارح صحيح البخاري فی شرح هذه الرواية یقول:

وفي هذا الحديث دليل علي أنّ النبي صلي اللّه عليه وسلم لم ينصّ علي خليفة، وهو إجماع أهل السنّة وغيرهم.

صحيح مسلم بشرح النووي، 12/205.

رأی ابن كثير ایضا یجلب النظر:

إنّ رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم لم ينصّ علي الخلافة عيناً لأحد من الناس ، لا لأبي بكر كما قد زعمه طائفة من أهل السنّة، ولا لعليّ كما يقوله طائفة من الرافضة.

البداية والنهاية، ابن كثير، ج 5، ص 219 .

الإيجي فی«المواقف» ص 400 و عبد القاهر البغدادي فی «الفرق بين الفرق» ص 349، و أبو حامد الغزالي فی قواعد العقائد، ص 226 علی هذا الرأی انه لا یوجد نص فی الخلافة.

اعتراف الشیخ للتلمیذ

ابن ابي الحديد المعتزلي یقول:

سألت الشيخ (أي أستاذه) أفتقول أنت أن عائشة عينت أباها للصلاة ورسول اللّه لم يعيّنه؟ فقال: أما أنا فلا أقول ذلك، لكن عليّاً كان يقوله، وتكليفي غير تكليفه، كان حاضراً ولم أكن حاضراً.

شرح نهج البلاغة، ج9 ، ص 198.

صلاة الجماعة بإمامة کل فاسق فاجر صحیحة

نص السؤال و الجواب هكذا :

س 1 : فقد صدرت فتوي في الجمهورية الجزائرية من أحد كبار المشايخ قال فيها : إن الإمام الحالق لحيته لا تجوز الصلاة وراءه فنريد من سيادتكم أن تبينوا لنا هل هذه الفتوي صحيحة أم غير صحيحة ؟ كذلك نريد منكم التوضيح والبرهان من فضلكم ؟

ج 1 : إعفاء اللحية واجب ، وحلقها حرام ، كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ( ص ) قال : أنهكوا الشوارب واعفوا اللحي (1) ومذهب أهل السنة والجماعة الصلاة خلف كل بر و فاجر ، طلبا للألفة والجماعة ودرءا للخلاف والفرقة ، فإذا وجد غير حليق اللحية إماما صلي وراءه ، وإن لم يجد صلي خلفه ولو كان حالقا للحيته ، وصلاته صحيحة ، وبهذا يعلم أن الفتوي المذكورة في السؤال غير صحيحة .

وبالله التوفيق وصلي الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب الرئيس الرئيس عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز

فتاوي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - جمع أحمد بن عبد الرزاق الدويش - ج 7 ص 396

حسب الروايات المذکورة و هذه الفتوی، ما نفْع ابی بكر من صلاته و کیف یمکن ان تکون دالة علی فضله؟

ابوبكر فی جیش أسامة

الف . ابوبكر و عمر فی جیش اسامة

اذا ثبت هذا الموضوع فی ان ابابكر فی اواخر ایام عمر النبی ص کان مع جیش اسامة و خارج عن المدينة فلم یبق مجال لطرح الروايات المذکورة.

ابن حجر العسقلاني فی شرح صحيح البخاري، یعترف بهذا المطلب و ضمن طرح باب في هذا الموضوع یقول:

باب بعث النبي صلي الله عليه وسلم أسامة بن زيد في مرضه الذي توفي فيه

فبدأ برسول الله صلي الله عليه وسلم وجعه في اليوم الثالث فعقد لأسامة لواء بيده فأخذه أسامة فدفعه إلي بريدة وعسكر بالجرف وكان ممن انتدب مع أسامة كبار المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ...

فتح الباري ، ابن حجر (852 هـ ) ، ج 8 ، ص 115 .

ب . لعن النبی ص من تخلف عن جیش اسامة

لو کان الامر کما یدعی المستدلون بروايات صلاة ابی بكر، انه من الواقع اذا کان للنبی صلي الله عليه وآله وسلم اشارة فی تأييد ابی بكر لصلاحيته و افضلیته للخلافة و النیابة عنه بعده، و له طرف خفی به لأجل تصدّي هذا المنصب الالهي، لماذا فی آخر ایام عمره الشريف مع العِلم بأنه لم یبقی فی هذه الدنیا الا ایاما قلیلة ارسل جیشا بقیادة الشاب الذی له ثمانیة عشر (اسامة بن زيد) و یأمر عدّة من الصحابة من جملتهم ابی بكر و عمر بمتابعته و کلما یفتح عینیه فی وسادة المرض یسأل عن علّة تخلّف هؤلاء حتی انه قام بلعن من تخلف عن جیش اسامة ؟ الحال انه لو کان من الواقع قصد هکذا امر لخلافة ابی بكر فلابد ان لا یوظفه فی تلک اللحظات الحسّاسة بأمر خطير (التی لم ینتفی فیه احتمال القتل)؟

ذکرت بعض المصادر المعتبرة عند اهل السنّة ان النبی ص قال:

الخلاف الثاني في مرضه أنه قال جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه فقال قوم يجب علينا امتثال أمره واسامة قد برز من المدينة وقال قوم قد اشتد مرض النبي عليه الصلاة والسلام فلا تسع قلوبنا مفارقته والحالة هذه فنصبر حتي نبصر أي شيء يكون من أمره

الملل والنحل ، الشهرستاني (548 هـ ) ، ج1 ، ص23 .

وكاختلافهم بعد ذلك في التخلف عن جيش أسامة فقال قوم بموجب الاتباع لقوله صلي الله عليه وسلم جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه

المواقف ، عضد الدين عبدالرحمن بن أحمد الإيجي (756 هـ ) ، ج3 ، ص 650 .

وقام أسامة فتجهز للخروج ، فلما أفاق رسول الله صلي الله عليه وآله سأل عن أسامة والبعث ، فأخبر أنهم يتجهزون ، فجعل يقول : أنفذوا بعث أسامة ، لعن الله من تخلف عنه وكرّر ذلك

شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ( 656 هـ ) ، ج 6 ، ص 52 .

کم سؤال:

الف: لماذا النبی (ص) لم یهجر فی امره بإمامة ابی بكر ؟!!

الحال مع هذا الفرض ان النبی الاكرم صلّي الله عليه وآله وسلم فی آخر ایام حياته أمر هکذا ، لکن السؤال الذی یطرح نفسه هو: انه کیف عندما اراد رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلم فی ذاک الیوم لیکتب وصيّته من أجل دفع الحوادث التي تقع فی الآتیة و منع الضلال عن الناس فطلب القلم و القرطاس، نسب عمر الهجر لرسول الله صلّي الله عليه وآله من أجل ان یمنعه هدایة الناس ؟!!

البخاري فی صحيحه یقول:

هلّم أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده! فقال عمر: إنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه

 

صحيح البخاري، ج 7، ص 9، كتاب المرضي باب قول المريض قوموا عنّي.

فی رواية اخری ذکرا البخاري و مسلم هکذا:

عن ابن عبّاس قال: يوم الخميس وما يوم الخميس ... فقالوا: إنّ رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم ـ يهجر.

صحيح مسلم، ج 5، ص 76 كتاب الوصيّة باب ترك الوصيّة لمن ليس عنده شيء ـ صحيح البخاري، ج 4، ص 31، كتاب الجهاد والسير.

هل ان ابابكر عند وصيته لخلافة عمر مع انه یغمی علیه ثم یفیق فکتب عثمان بقیة الوصية عنه فأیده، فهنا لم یهجر ؟

لما حضرت أبا بكر الصديق الوفاة دعا عثمان بن عفان فأملي عليه عهده ، ثم أغمي علي أبي بكر قبل أن يملي أحدا فكتب عثمان عمر بن الخطاب ، فأفاق أبو بكر فقال لعثمان كتبت أحدا ؟ فقال : ظننتك لما بك وخشيت الفرقة فكتبت عمر بن الخطاب فقال : يرحمك الله ، أما لو كتبت نفسك لكنت لها أهلا.

كنز العمال، ج 5، ص 678; تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، ج 39، ص 186 و ج 44، ص 248 ر.ك: تاريخ الطبري، ج 2 ص 353; سيرة عمر لابن الجوزي: 37; تاريخ ابن خلدون، ج 2 ص 85.

نتلقی أیة الکلمتین؟!!

من جانب لدینا روايات عن قول عائشة فی ان ابابكر یؤم الجماعة بأمر من رسول الله صلّي الله عليه و آله وسلّم و من جانب آخر لدینا روايات من قبيل الرواية المذکورة فی الذیل التی تردُ الروایات السالفة:

عن عائشة قالت: اشتكي رسول اللّه(صلي الله عليه وآله وسلم) فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه فصلّي رسول اللّه جالساً فصلّوا بصلاته قياماً.

صحيح مسلم، ج 2، ص19.

عن عائشة: أنّ رسول اللّه صلي الله عليه وسلم صلّي في مرضه وهو جالس وخلفه قوم.

مسند احمد، ج 6، ص 57 .

عن عائشة: صلّي رسول اللّه صلي الله عليه وسلم خلف أبي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه

مسند احمد، ج 6 ، ص 159 .

ابوبكر یقدم علی رسول الله صلي الله عليه وآله وسلّم

و لو ان الروايات التی اشرنا الیها فیما سبق فی جیش اسامة تنفی وجود ابی بكر فی آخر لحظات عمر النبی صلي الله عليه وآله وسلّم فی المدينة،لکن علی فرض اننا لم نقبل تلک الروايات أو نعیبها ، لکن النص المذکور فی الذیل یرسم لنا فرضية و حقيقة اخری عن صلاة ابی بكر! ففی هذه الصورة النبی صلّي الله عليه و آله وسلّم مع الالتفات الی صلاة ابی بكر یذهب الی المسجد و یقیم الصلاة و ابوبكر فقط یسمع التكبير!!!

عن عائشة: قال رسول اللّه صلي الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: مروا أبابكر يصلّي بالناس ... وصلّي النبي خلفه قاعداً

 

مسند احمد، ج 6 ، ص 159 .

و هذا فی حال ان هذا المطلب یناقض الآیة الشريفة من سورة الحجرات «ولا تقدموا بين يدي الله و رسوله» و تمام فقهاء المذاهب الاربعة و ایضا علماء الاعلام عند الشيعة متفقون علی هذا الرأی ان هذه الصلاة باطلة.

ابوبكر یسمع الناس التكبير

ابن حجر یقول عن قول الشافعي رئيس مذهب الشافعیة:

... قد صرّح الشافعي بأنه صلي الله عليه [وآله] وسلم لم يصل بالناس في مرض موته في المسجد إلا مرة واحدة وهي هذه التي صلي فيها قاعدا وكان أبو بكر فيها أولا إماما ثم صار مأموما يسمع الناس التكبير ...

فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ابن حجر ( 852 هـ ) ، ج 2 ، ص 145 .

ففی هذه الصورة ابوبكر لم یصلی فی مقام النبی صلي اللّه عليه وآله، الا مرة واحدة و هی  آخر صلاة النبی صلي اللّه عليه وآله التی کان فیها مأموما.

ومن الله التوفیق

فریق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام وليّ العصر (عج)للدراسات العلمیة

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین
الاکثر مناقشة
الاکثر مشاهدة